الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية بصوت واحد: الإمارات غير آمنة واستثماراتنا في خطر
بعدَ جُملةٍ من تصريحات وهذيان القلق الصهيوني المتصاعدة من مخاطر الأسلحة اليمنية على المصالح الصهيونية سواء في دول الخليج أَو في عمق الكيان الاحتلال، أبدت وسائلُ إعلام أمريكية وبريطانية وفرنسية مخاوف بلدانها الكبيرة من تصاعد القدرات الدفاعية اليمنية وأسلحتها النوعية التي اخترقت كُـلّ الدفاعات الغربية سيما الأمريكية والبريطانية التي تنفق عليها دول العدوان عشرات المليارات من الدولارات”.
وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية قالت في تقرير، أمس الأول –على أعقاب تكرار العمليات في العمق الإماراتي وما تبعها من تحذيرات جديدة لصنعاء– قالت: إن “صانعي السياسة في الإمارات يشعروا بالقلق إزاء هجمات الطائرات بدون طيار اليمنية التي تتسلل أنظمة دفاعية مصممة لصد أسلحة أكثر تقدما، مؤكّـدة “أن هذه الهجمات كانت أول ضربة لدولة الإمارات؛ بسَببِ تورطها في حرب اليمن المُستمرّة منذ ما يقرب من سبعة أعوام”، مشيرة إلى أن تكرار العمليات في فترات وجيزة ينبئ بتوجّـه عسكري يمني يتماز بزخم عال وفاعلية كبيرة”.
وأكّـدت الوكالة الأمريكية أن التأثير على السُّمعة قد يكون كارثياً بالنسبة للإمارات، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، مشيرة إلى أن “الإمارات التي استندت إلى سمعتها كونها ملاذاً وملجأً آمناً في منطقة متقلبة تجذب الشركات المتعددة الجنسيات وملايين العمال المغتربين الذين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد، لم تعد بلداً آمناً ولا يمكن أن تتحمل المزيد من الضربات”.
وأضافت “دبي تعد أكبر مدن الإمارات وهي مركز رئيسي للتجارة والسياحة وهي موطن لواحد من أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم، وفي ظل استمرار تلقيها الضربات الصاروخية الجوية اليمنية قد تصبح بيئة طاردة للمستثمرين الأجانب، وقد تجبرهم على مغادرة الإمارات”.
من جهته، اعتبر موقع “ذي إنترسيبت” الأمريكي أن فقاعة الأمن في دولة الإمارات خرقت؛ بسَببِ استمرارها في الحرب على اليمن وما يقابلها من عمليات دفاعية يمنية.
وجاء في التحليل الذي كتبه مراسل الموقع المختص بشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية مرتضى حسين، أن الهجمات الصاروخية اليمنية على أبوظبي نتاج تحويل ولي العهد محمد بن زايد الإمارات إلى محارب نشط في اليمن.
وَأَضَـافَ أن الإمارات أنشأت نظامًا اقتصاديًّا وسياسيًّا اعتمد على موقعها كملاذ آمن في منطقة غير مستقرة، مُشيراً إلى أن هشاشة هذه الفقاعة برزت هذا الأسبوع عندما وصلت الحرب التي ساهمت فيها الإمارات باليمن الفقير إلى أبوابها”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “ايكنوميست” البريطانية أن ضربات الطائرات بدون طيار والصواريخ تهدّد سمعة الإمارات كملاذ للاستثمار، مشيرة إلى أن الهجمات التي نفذتها اليمن على الإمارات مثلت صدمة لسكان هذه الدولة.
وأوضحت الصحيفة أن الهجماتِ على أبوظبي كانت بمثابة إنذار للإمارات: أوقفوا تقدمَكم أَو واجهوا المزيدَ من القصف.
ولفتت الصحيفة إلى مخاطر هذه الهجمات على سمعة الإمارات أكبر بكثير، حَيثُ تسوّق الإمارات نفسها على أنها واحة للاستقرار، وأنها تبدو محصنة ضد صراعات المنطقة.
وأضافت: ينظر المستثمرون إلى الإمارات على أنها مكانٌ آمِنٌ لبدء عمل تجاري أَو شراء عقار، لم يكن لدى السائحين البالغ عددهم 22 مليونًا الذين زاروا في عام 2019 ما يدعوهم للقلق سوى حروق الشمس أَو بعض المحار السيئ عند الغداء، في حين أن الهجمات المُستمرّة من شأنها أن تعرض تلك الصورة للخطر.
أما صحيفة دايلي ميل البريطانية فقد قالت في تقرير لها: “إن الطائرات بدون طيار المصنعة في اليمن، والتي يمكنها الطيران لمئات الأميال (كيلومترات)، أثبتت أنها تمثل صداعًا أمنيًّا للإمارات العربية المتحدة بعد الهجمات المتتالية من قبل قوات صنعاء.
وبحسب الصحيفة، قال جيمس روجرز، الزميل المشارك في كلية لندن للاقتصاد: إن “الإماراتيين والسعوديّين يجدون صعوبةً في صد هذه الهجمات”.
وأضاف: “من المعروف أنه من الصعب التصدي لهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ، خَاصَّة عند استخدامها في تكتيك سرب، حَيثُ يتم إرسال أسلحة متعددة في وقت واحد للتغلب على الدفاعات الحالية”.
من جانبها، كشفت وكالةُ فرانس برس الفرنسية حجم الورطة التي رمت الإمارات نفسها فيها بمعاودة المشاركة في الحرب على اليمن، مؤكّـدة أنه من الصعب على كُـلّ من الإمارات والسعوديّة تحاشي ضربات صنعاء القاصمة عبر الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن تحليلات السياسيين الأمريكيين والأُورُوبيين ومعطيات الواقع الملموس، أن “الإماراتيين والسعوديّين يجدون صعوبة في صد هذه الهجمات”، مؤكّـدةً أن استمرار الضربات اليمنية الصاروخية والجوية في العمق الإماراتي يعد تهديداً خطيراً لدولة الإمارات واقتصادها.
صنعاء تؤكّـد: عملياتنا وحدَها من ستوقف العدوان وترفع الحصار والاحتلال.. “الكومبارز” الأممي قد يشعل المنطقة
وفي ظل التخبط الإماراتي، الذي يلجأ إلى محاولة التعتيم على تصعيده تارة، وبثه شائعات تزعم تخفيف تصعيده تارة، مع إعلان استمراره في طلب المزيد من الأسلحة الأمريكية تارة أُخرى، تشير المعطيات إلى أن النظام الإماراتي ما يزال عند موقفه المعادي ويتمسك بفرض حصوله على المكاسب غير المشروعة في الجغرافيا اليمنية، والمتمثلة في احتلال الجزر الاستراتيجية والسواحل المطلّة على طرق التجارة العالمية، وتعطيل الموانئ اليمنية؛ بغيةَ استمرار سيطرة موانئه على طرق التجارة العالمية، وهي مكاسب أكّـدت صنعاء مرارًا وتكرارًا على استحالة تمريرها أَو التخلي عنها لصالح المحتلّ الإماراتي، حَيثُ تكرّرت هذه الرسائل من رأس الهرم، على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي كرّر تأكيده على استمرار الشعب في التصدي للعدوان حتى تحرير آخر شبر في تراب وبحار وأجواء اليمن، وهي رسائل تؤكّـد وبما يدع مجالاً للشك أن استمرار أبوظبي في نهجها الاستعماري العدائي قد يوسع دائرة النار ويفتح الباب على مصراعيه أمام الضربات اليمنية الرادعة.
وأكّـد قائد الثورة في مرات عدة أن استمرار تحالف العدوان في غطرسته قد يفضي إلى لجوء اليمن إلى الخيارات الاستراتيجية المشروعة في الدفاع عن مكاسبه الوطنية والأخلاقية والقيمية، منوِّهًا إلى استمرار معركة النفس الطويل في التصدي للعدوان والحصار، وهي رسائل تؤكّـد أَيْـضاً استمرار تطوير القدرات العسكرية بما يتواءمُ مع الحاجة اليمنية في الردع والدفاع، لتظل أبواب التكهنات بشأن زخم العمليات في عمق دول العدوان مفتوحة وبكل قوة.
وما ينذر بأن استمرارَ التصعيد الإماراتي السعوديّ قد يجعل من أبوظبي والرياض وباقي المدن الإماراتية والسعوديّة محط استهداف النيران اليمنية، هو استمرار تمسك صنعاء بخياراتها المشروعة والمحقة في الدفاع عن الشعب والوطن ومكتسباته والرد على جرائم العدوان وإضراره بالشعب اليمني قتلاً وحصاراً وتجويعاً، حَيثُ يؤكّـد رئيسُ الوفد الوطني، الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبدالسلام، استمرار الرد والردع طالما استمر العدوان والحصار.
وقال عبدالسلام في تغريدة، أمس الأول تعليقاً على تداعيات جريمة العدوان في السحن الاحتياطي بصعدة: “مجزرة سجن صعدة واحدة من آلاف المجازر الوحشية بحق شعبنا المظلوم”.
وَأَضَـافَ عبدالسلام “لم يتورع المجرمُ أن يكرّرَ جرائمَه في ظل ما يحظى به من غطاء دولي وأممي”، في إشارة إلى استمرار التصعيد العدواني، فيما أكّـد عبدالسلام أن استمرار التصعيد سيفضي إلى تعزيز عمليات الرد والردع اليمنية، حَيثُ عقّب بقوله “لكن ذلك لن يطول”، في إشارة إلى التصعيد الأمريكي السعوديّ الذي سيواجه بكل قوة.
وأكّـد عبدالسلام أنه “حق على شعبنا أن يعزز من عملياته الدفاعية الردعية فوحدها من تردع العدوّ وتمنعه من مواصلة جرائمه وتحقّق وقف العدوان ورفع الحصار”، ليكون الاستنتاج النهائي هو أن استمرار التصعيد الإماراتي السعوديّ يعتبر حماقة قد تجعل من عُمق دول العدوان جغرافيا ملغمة مقتولة اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا، إن لم يتسبب بتفجير المنطقة ككل، وهي ردودُ فعل مشروعة للشعب الذي يحاصر ويجوع ويقتل وتستباح ثرواته وجزره وسواحله وموانئه أمام مرأى ومسمع من العالم الذي لم يكتفِ بالصمت، وشارك في الظلم بالغطاء السياسي والإنساني على سبع سنوات من الإجرام، ومع إصراره على تمسكه بموقفه كما “الكومبارز” فَـإنَّ كُـلّ الاحتمالات واردة أمام اشتعال المنطقة.