المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بأمانة العاصمة فضل الروني في حوار لـ “المسيرة”: العدوان الأمريكي السعوديّ تعمّد استهدافَ مشروع النظافة 5 مرات كي يتوقفَ عن العمل وتتكدس العاصمة بالمخلفات
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي
أكّـد مديرُ عام مشروع النظافة بأمانة العاصمة فضل الروني أن العدوانَ الأمريكي السعوديّ الإماراتي تعمَّد استهدافَ المشروع 5 مرات؛ بهَدفِ إعاقة العمل في رفع المخلفات بالعاصمة صنعاء، الأمر الذي يؤدي إلى انتشارِ الأمراض والأوبئة.
وقال الروني في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن العدوانَ قصف في المرة الأخيرة المحطة التحويلية التي كانت تقومُ بتقليصِ كمياتِ المخلفات ونقلها إلى مقلب الأزرقين، مستغرباً من الصمتِ الأممي وعدمِ استنكار ذلك.
وأوضح أن القصفَ كان مباشراً وقد دمّـرَ المحطةَ بالكامل وأنه جاء بعد ثلاثة أَيَّـام من وقفة احتجاجية لقطاع النظافة أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاءَ كانت تطالبُ بالسماح لدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وعدم قرصنتها من قبل العدوان.
إلى نص الحوار:
– في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الغاشم تعرضت الكثيرُ من المنشآت للقصف ومنها مشروع النظافة بالعاصمة.. كم مرة قصف تحالُفُ العدوان منشآتِ النظافة حتى اليوم؟
هذه خامس مرة يتم فيها استهدافُ مشروع النظافة، وقد تم استهدافُ مقلَبِ الأزرقين والمعدَّات داخله، وهي تقومُ بعملية ردم المخلفَّات من قبلُ، فهدفُ العدوان أن يتمَّ انتشارُ الأمراض والأوبئة.
في المرةِ الأخيرة تم قصفُ المحطة التحويلية، وقد استغربنا من صمتِ الأمم المتحدة التي قامت بإنشاء هذه المحطة؛ لتخفيفِ العبء عن معدات النظافة التي كانت متهالكة، بعد أن وصلت لنهاية عُمرِها الافتراضي وخروجِها عن الخدمة.
– كانت هذه المحطة كمساعِدٍ بعد توقُّفِ الكثير من معدات نقل المخلفات لتخفيف عبء نقل كميات المخلفات لخارج العاصمة.. أليس كذلك؟
كما أشرتم، فهذه المحطة كانت تقوم بتقليص كميات المخلفات التي نقوم بنقلها، حَيثُ إن المعدات والناقلات المتهالكة لا تستطيع الوصول إلى مقلب الأزرقين، فيما نحتاج لبعض السرعة لرفع المخلفات من العاصمة صنعاء؛ لكي لا تتراكم في الأحياء والشوارع.
وفي هذه المحطة كان يتم ضغطُ تلك المخلفات؛ لكي تستوعبَها قاطرةٌ واحدةٌ تقومُ بنقلها للأزرقين بدلاً عن أن تؤخذَ هكذا دون كبس وضغط بحوالي خمس قلابات، وهذه المحطةُ كانت تسرِّعُ من رفع المخلفات، كما أشرت ونقلها على وجه السرعة لخارج العاصمة، إلَّا أنه تم ضربها، وأعتقد أن الهدف من استهدافها كان واضحًا للعالم، وليس غريباً على العدوان استهدافه وتدميره لهذه المشاريع التي تمس حياة المواطنين دون أن يكون هناك وازع أخلاقي أَو إنساني يمنعهم من تدميرها مع كونها مرتبطة بصحة وسلامة الإنسان.
هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى لكي تعرفَ أن العملَ ممنهجٌ ويستهدفُ عمليةَ النظافة بأمانة العاصمة مع توجّـه القيادة الثورية ممثلة في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وكذلك رئيس المجلس السياسي الأعلى والدولة بشكل عام لرفع مستوى النظافة في العاصمة، بحيث تكون عاصمةً للهُــوِيَّة الإيمانية، ولذلك بعد أن تم قصف المحطة في اليوم التالي مباشرة تم قصف محطة الوقود الخَاصَّة بتعبئة الديزل لمعدات النظافة لكي تشل عملية النظافة داخل أمانة العاصمة، فكان الهدف أن تتوقف المعدات عن العمل وتتكدس العاصمة بالمخلفات.
– أمام هذا العمل اللا أخلاقي واللا إنساني رأينا أن مشروعَ النظافة استمرَّ بمستوى جيد؛ حفاظاً على نظافة العاصمة.
بالفعل، فمع كُـلّ الاستهداف الذي أراد شل حركة النظافة وإعاقة رفع مخلفات العاصمة سعياً لانتشار الأمراض والأوبئة، وبفضل الله تعالي، نعمل جاهدين على توفير أماكنَ أُخرى لتعبئة الوقود، ورفع المخلفات من الشوارع، وأنتم تشاهدون كيف أننا نحافظُ على نظافة العاصمة قدر المستطاع؛ أملاً أن لا يحقّقَ المعتدي مبتغاه.
– كما رأينا فقد تم استهدافُ المحطة التحويلية لمشروع النظافة مباشرة.. ما تعليقكم على ذلك؟
الاستهدافُ الأخير، كان مباشراً، وقد دمّـر المحطة بشكل كامل وأخرجها عن الخدمة نهائيًّا، حَيثُ تم ضربُ الطرمبات والمولدات الكهربائية والخزانات وكل شيء، وقد كان الاستهدافُ للمحطة بغارتين مباشرتين، وَلم تبقيا شيئاً من هذه المحطة، أملاً في إهلاك الناس، فمن لم يستهدفوه مباشرةً يسعَون لقتلِ الشعبِ بالأوبئة والأمراض التي تنشرها القمامة والمخلفات؛ ولهذا لا نستغربُ من هذا العدوان الجبان أن يمنع دخول دواء، أَو غذاء، أَو وقود، أَو معدات طبية… إلخ فهو لا يهتم بإنسان، أَو حياة المواطن؛ لأَنَّ هدفه الانتقام من هذا الشعب الصامد الصابر؛ لأَنَّه انتصر عليه.
– مقابلَ تدمير هذه المنشآت المرتبطة بحياة المواطنين ونظافة وصحة سكان العاصمة بدا الصمتُ الدولي كالعادة هو الحاضر في المشهد كما هو حال الصمت مع استهداف المواطنين الأبرياء في غارات العدوان؟
نحن قد تعوَّدنا صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على هذه الجرائم فعادتهم أنهم لا يحركون ساكناً!
– في مقابل هذا الصمت كان لكم احتجاجٌ أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء قبل استهداف محطة مشروع النظافة بأيام قلائل.. كنتم تحتجون؛ مِن أجلِ الوقود فرد العدوان بتدمير محطاتكم؟
حقيقة هكذا كان الأمر.
كان لنا احتجاج قبل الاستهداف بثلاثة أَيَّـام على انقطاع مادة الديزل ومنع العدوان دخول سفن المشتقات النفطية للموانئ اليمنية والذي أثر على عمل مشروع النظافة كما هو تأثيره على القطاعات الحيوية كالصحة والمياه… إلخ.
ورغم احتجاجنا على منع الوقود عنا كمشروع للنظافة إلَّا أننا وجدنا العدوان ذهب إلى ما هو أبعد بضربه مشروع النظافة برمته غير مكترث بأي رد فعل في ظل سكوت وتواري الأمم المتحدة التي ما أراها إلَّا كمن يمد العون بيد ويضرب بيد أُخرى، ونحن هنا لن نترجى الأمم المتحدة ولا غيرها بل نحملهم المسؤولية في ما وصل إليه العدوان من استهتار بحياة وسلامة المواطن أمام العالم بأكمله.
– مع منع دخول سفن المشتقات وضرب محطة التحويل ومحطة التزود بوقود الديزل.. ما الصعوباتُ التي ترافقُ عملكم في هذا الجانب؟
كما ترون هناك جهداً كبيراً يتم بذلُه لتوفير الوقود لمعدات نقل المخلفات ومع جهود شركة النفط التي وقفت معنا إلى جانب جهات أُخرى وفرت مشكورةً للمشروع محطات بديلة للوقود حتى يتم معالجةُ وعمل محطات تمويل خَاصَّة بمعدات النظافة في أماكن أُخرى.
– كلمة أخيرة لكم؟
نَشُدُّ على أيدي القوات المسلحة والقوة الصاروخية والطيران المسيَّر على أن يستمرَّ في ضرب هذا العدوّ عملاً بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)، ونأمُلُ من الله النصرَ تحت راية قيادتنا السياسية والثورية، فنحن قد استُهدفنا في بلدنا وديارنا وكنا آمنين مطمئنين وإن اللهَ على نصرنا لقدير.