الإمارات.. وإعصار التأديب!!
بسام عبدالله النجار
حينما يهيّج الإعصار اليمني، تتبدل القوانين والمُسلمات، وتتجمّد عقارب الحداثة، وتتغير مُعادلات التكنولوجيا الحديثة، ويقف عصر السرعة عن الحركة.
وهذا ما شاهدناه اليوم عندما ضرب الإعصار اليمني العمق الإماراتي مُبتلعاً مواقع استراتيجية هامة، وأهدافاً حسّاسّة بنجاعة تامة ودقّة عالية، في ظل ارتباك حواسيب وأنظمة الرّصد، وعجزّ منظومة الدفاعات الجوّية الصهيوأمريكية التي لطالما تفاخرت بها أمريكا وإسرائيل، وركنت عليها مشيخات الإمارات لتأمين دويلتهم الزّجاجـيّة والهـشّة.
وهنا نتساءل: لماذا عصف الإعصار اليمني بدويلة الإمارات وليس غيرها، ولماذا الآن؟!
للإجَابَة على هذا السؤال يجب العودة قليلًا للوراء، وبالتحديد إلى بداية العدوان الأمريكي السعوديّ الصهيوإماراتي الإرهابي على بلادنا، لتتبع الإرهاصات والحيثيات والشواهد التي سبقت هذا الاستهداف النوعي للعمق الإماراتي..
في الحقيقة كانت السعوديّة ودويلة الإمارات من الأقطاب الرئيسة التي ارتكز عليها العدوان على اليمن الذي أعلن عنه من واشنطن تحت مُسمى (عاصفة الحزم) بمشاركة سبع عشرة دولة أُخرى، إلا أن دويلة الإمارات كان دورها بارز يتمثل في:
-المشاركة في عمليات القصف الجوي التي استهدفت اليمن مُنذ اليوم الأول للعدوان.
-المشاركة في الاجتياح البري، واحتلال المحافظات الجنوبية والشرقية.
-احتلال محافظة مأرب والتجرؤ برفع علم دويلتهم والدول الغازية في سد مأرب.
-شراء المرتزِقة والعملاء من مختلف دول العالم، كالسودان والسنغال وكينيا وكوبا وَ… إلخ.
-جلب وشراء مرتزِقة من شركة بلاك ووتر، وشركة داين جروب سيئتا السُّمعة والصّيت، لنشر الموت والخوف والتخريب في أوساط المواطنين بمحافظات الوطن المحتلّة.
-إنشاء سجون سرّية في عدن على غرار سجن أبو غريب في العراق.
-دعم وتشكيل فصائل مُسلحة في عدن وحضرموت تعمل تحت إمرتها، كتلك التي سُميت “بالأحزمة الأمنية”، وكذلك عناصر التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش.
-التحكم بكافة الموارد والسلع الأَسَاسية والتكميلية، حَيثُ فرضت على التجار اليمنيين استيرادها عبر ميناء رأس علي الإماراتي فقط.
-نهب الثروات اليمنية في المناطق التي تحتلها، كالنفط والغاز والذهب.
-احتلال أرخبيل سُقطرىٰ والعمل على محاولة تغيير ملامحه الأصيلة، ونهب أشجار دم الأخوين ونقلها إلى شوارع دويلتها.
-إنشاء قواعد عسكرية في الجزر اليمنية لصالح الكيان الصهيوني وأمريكا.
ما ذُكر آنفاً مَـا هو إلا نزرُّ يسيّر من المُمارسات العدوانية الإجرامية التي تنفذها دويلة الإمارات في اليمن، ناهيك عن دعم المرتزِقة والخونة في الساحل الغربي وتعز وحضرموت ومأرب، وغيرها من المحافظات، رغم أنها كانت قد ادّعت في وقت سابق انسحابها من تحالف العدوان وإيقاف عملياتها العسكرية في اليمن بعد أن تلقت أول ضربة نفذتّها القوات المُسلّحة اليمنية مُستهدّفة مرابضّ الطائرات في مطار دبي الدولي.
كانت أذرع دويلة الإمارات مُستمرّة في العبث والتلاعب العدواني من تحت الطاولة، حتى تم كشفها عندما تم ضبط سفينة (روابي) الإماراتية داخل المياه الإقليمية اليمنية، وهي تنقل معدات عسكرية من جيزان إلى محافظة سقطرى، وهذا ما جعلها تخرج من تحت الطاولة، ويُجن جنونها، وتتحَرّك في تصعيد مزدوج بتحريك مرتزِقتها وعملائها من ألوية ما تسمى بالعمالقة في محافظة شبوة، وتشديد الحصار والقرصنة على سفن المشتقات النفطية في عرض البحر، ما تسبب في مضاعفة معاناة المواطن اليمني، وتهديد كافة القطاعات الحيوية كقطاع الصحة والكهرباء والمياه منذراً بكارثة إنسانية ستحل إذَا ما استمرت دويلة الإمارات في تصعيدها الإجرامي المدفوع بأوامرَ صهيوأمريكية كما يعلم الجميع.
وليعلم بعران الخليج أن اليمن تحمل في جعبتها الكثير من المفاجآت التي لن تتمكّن ترساناتهم المتطورة من التصدي لها، بل وستقف مشلولة أمامها وأمام البأس اليماني الشديد بإذن الله..