إرهابُ أمريكا
د. فؤاد الشامي
أرهبت أمريكا معظمَ دول العالم بجبروتها وقوتها وسيطرتها على الاقتصاد العالمي وعلى مجلس الأمن الدولي واستهدفت بإرهابها كل دولة تخالف سياساتها أَو تهدّد مصالحها في أي مكان من العالم، بما في ذلك روسيا والصين، وقد تجلّى الموقف الأمريكي في اجتماع مجلس الأمن الأخير الذي صدر عنه بيان بالإجماع كما ورد في جلسة مغلقة لا نعرفُ ما دار فيها، أدان عمليةَ إعصار اليمن التي نفذها الجيش واللجان الشعبيّة ضد الإمارات، وفي نفس الوقت كان العالَمُ -بما في ذلك الدولُ الأعضاء في المجلس- يشاهدون المجازرَ الوحشيةَ التي ارتكبتها طائراتُ تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي في عددٍ من المدن اليمنية والتي نتج عنها استشهادُ وجرحُ المئات من اليمنيين دون أن يحرك ذلك ساكناً لديهم.
والسبب الرئيسي في ذلك هو أن أمريكا رأت أن إدانةَ تلك المجازر لا تصُبُّ في صالحها أو في صالح حلفائها، فلذلك استخدمت نفوذَها لتمرير بيان إدانة العملية اليمنية فقط؛ لأَنَّ ما يمكن اعتباره إرهاباً هو ما يهدّد المصالح الأمريكية.
كما استخدمت أمريكا نفوذَها وإرهابَها لإرغام معظم دول العالم؛ لكي تصدر بياناتِ إدانة ضد من يدافع عن بلده وشعبه أمام المذابح التي تُرتكَب في حقه يوميًّا وأمام الحصار الخانق الذي يفرِضُ عليه دون وجه حق وبمخالفة صريحة للقرارات الدولية والحقوق الإنسانية.
وهذا يشير إلى أن أمريكا دولة تستخدمُ الإرهابَ لإخضاع الشعوب والدول لإرادتها دون مراعاة لمطالب الشعوب أَو مصالح الدول، ومما يؤكّـد ما ذهبنا إليه أن أمريكا تعتبر القاعدة وداعش جماعاتٍ إرهابيةً في العلن ولكن عندما تقاتل تلك الجماعات في الجانب الذي تدعمُه كما يحدُثُ في اليمن أَو كما حدث في سوريا فَـإنَّها لا تعتبرها إرهابيةً وإنما جماعات وطنية يجب دعمُها، وقد رأت أمريكا أن ما تقومُ به اليمن ممثلةً بجيشها ولجانها الشعبيّة للدفاع عن شعبها يعتبر ضد التوجّـهات الأمريكية في المنطقة التي تفرض على الضعيف أن يستسلمَ أمامها أَو أمام حلفائها، وهذا ما رفضته اليمن من أول يوم للعدوان، وسوف تستمر اليمن في الدفاع عن نفسها وتقديمِ النموذج للشعوب المستضعَفة مهما كان الثمنُ الذي يجبُ أن يُدفَع.