وَهل فِي الأرض حرٌّ ليسَ يُقْصف؟!
رويدا البعداني
هكذا عللَ شاعر الثورة الأشم معاذ الجنيد، سبب القصف الهستيري الذي عربد في سماء العاصمة صنعاء مساء يوم الاثنين، في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، ألا وهو “الحرية”؛ فلأنَّنا أحرار وشعبنا حُر تكالب العبيد على قصفنا؛ لأَنَّنا بحريتنا نكشف عبوديتهم وذلهم، فنجعلهم يشعرون بالذل والنقص والهوان.
إنَّ العملية الأخيرة التي سجلها أنصار الله المسماة “إعصار اليمن” قد أعادت دويلة الإمارات إلى حجمها الطبيعي، بصواريخ مجنحة استهدفت مطار دبي وأبو ظبي ومصفاة النفط في المصفح وعدداً من المنشآت الإمارتية، وحسبما أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، الذي زلزل نفوسهم الضريرة هوَلاً ورعباً، فما كان من دويلات العهر والعمالة إلا أن يجيشوا طائرتهم الأبابيلية، ويحلقون في سماء العاصمة صنعاء.
وهَـا هو طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي يرتكب جرائمه في اليمن، ويضيف إلى سجله العديد من الهزائم الإنسانية، وهناك مثال من بين آلاف الأمثلة على وحشيته ودمويته بحق الأهالي والتجمعات السكانية كالحي الليبي الذي استهدفه بطياراته الإجرامية والذي أسفر عن استشهاد الكثير من المدنيين في منازلهم، بما فيهم منزل الشهيد عبد الله الجنيد الذي طالته يد العدوان الأرعن هو وأطفاله ونساؤه، كما أن هناك عشرات الجرحى والمصابين أغلبهم أطفال ونساء وكبار في السن، والحي الليبي كفيل بأن يتحدثَ عن مدى الوحشية المرتكبة بحق الأهالي، وهول المشهد الذي خلفته غارات طيران العدوان، وهناك الكثير من الهنات المتربعة فصول المشهد المأساوي.
وتجثو على قارعة العاصمة صنعاء أسئلة مبرحة منها، أين الذين أدانوا واستنكروا بالأمس عملية “إعصار اليمن” واليوم صنعاء تقصف ولا نرى موقفاً؟! ما ذنب الذي رفض الذل والخضوع وغدا يفتش في ربوع وطنه عن بعض حرية.. ؟!
جريمة واحدة لم تكتمل حروف وصفها لشدة ريعانها وألمها، ولم يسطع حس بشر وصف بشاعتها في لوحة خلفها العدوان الغاشم وما زال مُستمرًّا في رسمها وفي إجرامه وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، ليأتي الرد المشروع ليكبح جماح طغيانهم ودمويتهم، وفي مقابلة التصعيد بالتصعيد رسالة مضمونها، كفى طغياناً وفسقاً والرسائل الموجهة لدول العدوان بالكف عن عدوانها لم يكن مُجَـرّد كلام لا فعل له، بل كان حقيقية وذلك هو نفسه ما أثبته إعصار الغضب اليمني الثاني، فهل يا ترى سيكون ذلك درساً لهم أم أنهم سيستمرون في طغيانهم المعهود؟! وإنما العاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين..