عدوُّنا أمريكا
دينا الرميمة
ثمَّة من لايزال يشكك وَينكر علينا شعاراتنا التي تجرم أمريكا کـــــ (عدونا أمريكا وأمريكا تقتل الشعب اليمني)؛ كونها بنظرهم بلد الحرية والديمقراطية وبلد الحضارة التي تصدمك فور وصولك إليها، فما الذي سيجعل بلد التكنولوجيا يأتي لقتال اليمنيين؟؟
وأنا بمقالي هذا أحببت أن أوضح لهؤلاء المغرمين بحضارة أمريكا وديمقراطيتها، المفتونون بتكنولوجيتها وحضارتها، لماذا شعاراتنا هذه ولماذا تعادينا أمريكا؟!
لأَنَّنا شعب رفض الارتهان لأمريكا ورفض بشكل قاطع أن تكون سيادته بيدها أَو أن تكون أرضه حديقة خلفية لأية دولة قريبة كانت أم بعيدة خَاصَّة الدول التي جعلت من نفسها خنجراً للغرب يقتل به العرب وبدم بارد!
ولأَنَّنا الشعب العربي الوحيد الذي اكتشف حقيقة ديمقراطية أمريكا وشعاراتها المغلفة بالسلام ومحاربة الإرهاب وأنها ليست سوى قناع تخفي وراءه مشاريعها الاستعمارية للدول العربيّة وتثبيت أركان ربيبتها إسرائيل التي تُكن العداء الشديد للعرب والعروبة وللإسلام وأهله.
لأنَّنا عدنا وبكل جدية لقرآننا الكريم وآياته التي تحرم علينا أن نوالي اليهود أَو أن نقيم علاقات معهم، وعليه ناصرنا فلسطين وقضيتها وأعلناها للملأ بأن القدس ليست إلا عربية الهوى والهُــوِيَّة وقبلة المسلمين الأولى.
ولأنَّنا لا زلنا وبكل قوة نتشبث بحقنا بالحياة وبحريتنا وكرامتنا المكْفولة لنا في كُـلّ الشرائع السماوية ودساتير الأرض وقوانينها ولم نرضخ للمتجبرين ولم نسلم أرواحنا إلَّا لرب العالمين، وعلى هذه الأسس والمبادئ طالبنا بأن تكون سيادة أرضنا لشعبها لا لسفير جاء من أقصى الأرض ليعيث فينا وببلدنا الفساد ويجعلنا شعباً بلا هُــوِيَّة ولا إرادَة!!
كوننا رفضنا كُـلّ الخونة الذي تجمعوا على مائدة الوطن ليأكلوا أمام أعيننا كُـلّ خيراته ويذرون لنا ما يتساقط من تحت أيديهم وما عافته نفوسهم وطالبنا بأن نجتمع معاً على نفس المائدة التي تتسع للجميع وتكفي الجميع ولا فضل لأحد على أحد إلا بمقدار ما يحمله من ولاء لهذه الأرض ووطنية تجعله يسلم روحه فداء لهذا الوطن إذَا ما مسَّهُ سوء أَو أذى!!
فكانت مطالبنا بالحرية والاستقلال هي الجريمة التي لا تغتفر وأصبحنا في نظر العالم العصاة الذين تمردوا على أمريكا.
من هنا جاءوا لقتالنا بعد أن ثار علينا غضب ربهم الأكبر.. وأعطاهم الضوء الأخضر لعاصفة لا تبقي ولا تذر إلَّا من قال حسناً فربنا أمريكا وأمرنا بيدها!!
بالنار والبارود وكلّ وسائل القتل حاولوا أن يركعونا، أن يخضعونا، ويذلونا بلقمة العيش والدواء الذي منعوا وصولها إلينا وجعلونا نعيش في أرض شبه معزولين عن العالم.
هدّدونا بحرب اقتصادية تجعل عملتنا لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت به وفعلاً فعلوا!!
تلقفوا كُـلَّ سفن النفط والغذاء وأعلنوها أنها صواريخ تزيدُ اليمنيين قوةً إلى قوتهم وهناك ظلت محبوسةً ليموت أكبر عدد منا جوعاً وحصاراً.
هي حرب إبادة بمرسوم أمريكي وتمويل وتنفيذ سعوديّ لم يربح منفذها سوى مزيد من الفشل المتضاعف معه رصيد لا متناهٍ من الجرائم والقتل وأرواح باتت تتسابق في مضمار الموت هروباً من حياة يملأها نفاق وعهر هذا العالم الصامت عن ما يرتكبه المجرمون فيه وفي أرضه وإنسانيته!!
وها هم اليوم ونحن نقف على آخر صفحات العام السابع من عدوانهم يزدادون ضراوة ويزدادون تخمة بدماء الأبرياء ونحن لا نزداد إلَّا قوة وكرامة، تمرغ أنوفهم وتسقط وتكسر هيبتهم.
ها نحن نعلنها رغم أنهم زادوا من شراستهم وازدادت عزلتنا بعد أن قصفوا المنفذ الوحيد الذي كان يوصل صوتنا ورسائلنا للعالم، ها نحن نكتب ها نحن نصيح وها نحن نوثق كُـلّ إجرامهم ونقاوم شراستهم بكل ما أوتينا من قوة متمسكين بقوة الله العلي العظيم وهم لا يزالون يؤمنون ويعتمدون على قوة أمريكا التي يوم أن نتمكّن منها ومنهم ستخذلهم وتولي هاربة قائلة إني أخاف غضبهم وأخشى أن تصيبني ضراوتهم وستصيبها ضراوتنا هي قبلهم..
وما هذا إلَّا غيض من فيض من أسباب عداء أمريكا لنا وعلى إثره نحن اعتبرناها عدونا الأول واللدود.