إعصارُ اليمن3.. دَكٌّ للعدوان وزلزالٌ للتطبيع
د. مهيوب الحسام
إن عمليتَي إعصار اليمن 1، 2 اللتين نفذتهما القوة الصاروخية اليمنية هي عمليتا رد طبيعي وشرعي وقانوني على دويلة العدوان الإماراتية وأداته التنفيذية التي تعتدي على الشعب اليمني العظيم بالقتل المباشر بالقصف بالصواريخ والتدمير وبالحصار والتجويع والغزْو والاحتلال ونهب الثروات منذ سبع سنوات، ولكن العملية الثالثة المنجزة الأحد 30 يناير 2022م تزامناً مع وصول رئيس عصابة كيان الاحتلال الصهيوني المحتلّة للأرض العربية الفلسطينية بقدر ما كانت إعصاراً في قلب دويلة العدوان كانت ضربة مسددة في قلب التطبيع.
ما يميز هذه العملية عن سابقتيها، إضافة لفعلها، توقيتها ورسائلها، فبالنظر لكونها ضربةً نوعيةً مزدوجةً دكت دويلة العدوان في عمقها أصابت أهدافاً نوعية وهامة في أبو ظبي بصواريخ ذي الفقار وأماكن وأهدافاً حساسة في دبي بمسيرات صماد3 فَـإنَّه لم يتوقف فعلها وتأثيراتها عندَ ذلك فحسب، بل تعداه إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي التي حضرت تلك الصواريخ لاستقبال رئيسه في أبوظبي فرضت عليه الإصغاء مع مضيفه لنشيدها وعزفها الشجي وأصواتها الرنانة ولحنها العذب الذي أسعد الشعبين الفلسطيني الذي اندفع لشوارع غزة محتفياً واليمني ومعهما محور المقاومة وأحرار شعوب الأُمَّــة والعالم وهو المهم بغض النظر عن وقع ذلك على المضيف وضيفه.
وبقدر ما كان وَقْعُ هذا الإعصار صاعقاً على كيانَي العدوان الذي يمثل الإسرائيلي أحد أُصلائه وأداته الإماراتية فَـإنَّ وَقْعَه المزلزل على التطبيع ذاته لا يقل أهميّة عن ذلك، وأن رسالته على أرض دويلة العدوان المضيف المترجمة إلى كُـلّ لغات العالم لا تقل بوَقْعِها وصدمتها ورعبها على كيان العدوّ الإسرائيلي ورئيسه وقد جعلته أثناء وبعد استقبالها له أكثر إدراكاً بحتمية وصولها إليه.
ولا يملكُ لها دَفْعاً بعكس أدواته السعوإماراتية التي يعتقد حكامُها وَهْمًا بأن الإنجلوصهيوأمريكي الأصيل بمَن فيه الضيف بقدرته على حمايتهما بمنظوماته وقِبَابه التي لم تَقِه من صواريخ المقاومة الغزاوية.
وبعيدًا عن رواية استقبال عيال ناقص لضيفهم إلى الملجأ أثناء الإعصار اليمني الثالث الذي كان موفقًا بمعرفة وتوقيت ساعة وصوله وصحتها، ولكن الملفت هو ما رأينا في اليوم التالي بعد الخروج هو اقتياد الضيف إلى جامع زائد ليتم منه التوديع إثباتاً لحبهم وولائهم لليهود كنوعٍ من تودُّد الضعفاء واستجداء للحماية ومن المسجد الذي يعني ما يعنيه من رمزية للمسلمين ولا يدرك أبناء ناقص بأنه قد سبقهم إلى ذلك بنو سعود بإدخَالهم اليهودَ إلى الكعبة والحَرَم، ولم يُغْنِ عنهم ذلك شيئاً.
وأخيرًا يمكنُ إيجازُ مشهد هذا الإعصار، إضافة إلى إرسائه لقواعد ومعادلات جديدة، بإيصاله رسالتين للعدوان غايةٌ في الأهميّة أولاهما أن الشعبَ اليمني وبعون الله أصبح أكثر تصميمًا وعزمًا من أي وقت مضى على إنهاء العدوان عليه وبشروطه وأنه ماضٍ في تحرير أرضه وتطهير كُـلّ شبر فيها من الغزاة المحتلّين المعتدين وتدفيع العدوان ثمنَ كُـلّ حماقاته وجرائمه وثانيهما أن زمنَ مراوغة العدوان قد ولَّى وأنه لا حوارَ ولا مفاوضات ولا هُدنة قبل إعلان العدوّ وَقْفَ عدوانه ورفع حصاره وسحب قواته ومرتزِقته من اليمن وتحمُّلِ تبعات شَــــرِّه قولاً واحداً، والعاقبة للمتقين.