حادثة الطفل المغربي “ريان” تعري المواقف الدولية
ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي: المجتمع الدولي التفت لطفل سقط في بئر بالمغرب وتعامى لسنوات عن أطفال اليمن
المسيرة- أيمن قائد
عبّر الكثيرُ من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم الكبير لازدواجية الموقف العالمي تجاه القضايا في الوطن العربي، مستغربين من التعاطي الإعلامي مع قضية الطفل “ريان” في المغرب، وهي بالفعل قضية إنسانية، مع إغفال واقع الطفولة في اليمن.
ويعلِّقُ الناشطُ زيد الشريف على هذه الواقعة بالقول: “لكم الله يا أطفالَ اليمن، لكم الله وهو تعالى على كُـلّ شيء شهيد وهو للظالمين بالمرصاد، عكس هذا العالم المنافق الذي يضج لطفل واحد سقط في بئر، ويغمض عينيه عن ملايين الأطفال الذين تقتلهم دول تحالف العدوان كُـلّ يوم في اليمن على مدى سبع سنوات”.
ويتابع الشريف قائلاً: الله يلطف بالطفل “ريان” ويفرج عن أطفال اليمن.
وامتلأت مواقعُ التواصل الاجتماعي بالمنشورات والتغريدات لناشطين يمنيين وعربٍ وأجانب، حول هذه الحادثة للطفل المغربي “ريان” العالِق في البئر، فهم لا ينكرون عملية إنقاذه، والمساعي الكبيرة لذلك، غير أن الاستنكار هُنا يكمُنُ في مسألة التغاضي لما يحدث لأطفال اليمن من قتل وحصار، وتنكيل، وجرائم مروعة حدثت لهم خلال سبع سنوات مضت من عمر العدوان على بلادنا، دون أن يجد هؤلاء الأطفال اليمنيون هذا التعاطف الواسع، أَو حتى الالتفات إلى قضيتهم.
ويقول الناشط حسين العلفي: إن من العجيب الغريب أن يتضامن العالم بكله مع طفلٍ واحدٍ لا يزالُ على قيد الحياة، ولكن هذا العالَم نفسه المنافق يغض بصره عن مجازر العدوان الوحشية بحق أطفال اليمن، متسائلاً: عن أية إنسانية يتكلمون؟ وعن أي تضامن يتحدثون؟!
ومنذ بداية العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، يتعرض أطفال اليمن لمختلف أنواع الانتهاكات، من قتل وإبادة وحشية، ومنع من الوصول إلى المدراس وتحصيل حقهم بالرعاية الصحية، ما أَدَّى إلى إصابتهم بالأمراض والأوبئة والتشوهات، فضلاً عن التأثيرات النفسية المختلفة.
ومع قِصةِ الطفل المغربي ريان يعلن اليمنيون تضامنهم معه، ولكنهم ضد النفاق العالمي تجاه القضايا الإنسانية، ولا سيَّما وأطفال اليمن يذبحون من الوريد إلى الوريد بشكل يومي، ولا نسمع أي تضامن، أَو تنديد أَو استنكار.
وبحسب إحصائيات منظمة “انتصاف” لحقوق المرأة والطفل، حتى 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، كان هناك حوالي 600 ألف طفل من الخُدج يحتاجون إلى الوقود لتشغيل الحضانات وإبقائهم على قيد الحياة، كما أنّ “أكثرَ من 400 ألف طفل يمني مُصَاب بسوء التغذية الوخيم، منهم 80 ألفاً مهدّدون بالموت”، مشيرةً إلى أنَّ “من أصل 1000 مولود يتوفى أكثر من 27 طفلاً بشكل سنوي”.
وأكّـدت المنظمةَ أن “أكثرَ من 3 آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية”، موضحةً أنّ “دول التحالف منعت إدخَال الأجهزة الكهربائية الخَاصَّة بمرضى القلب، ويواجه آلاف المرضى خطر الوفاة؛ بسَببِ ذلك”.
فيما تؤكّـد الإحصائيات منذ دخول العام الجديد 2022م أن أكثرَ من 4110 أطفال قُتلوا نتيجة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
وتتكرَّرُ التساؤلاتُ في وسائل التواصل الاجتماعي: أين أنظار العالم من الطفلة بثينة وطلاب حافلة ضحيان ومجزرة مدرسة فلاح وطلاب سعوان وكذا جنين الحديدة والعديد من المجاز الوحشية بحق الطفولة في اليمن، مقارنة بما تم من تعاطٍ كبير مع الطفل المغربي “ريان”؟