الدعمُ الأمريكي للإمارات لن يوقفَ أعاصيرَ اليمن
د. فواد الشامي
بعد الضرباتِ الموجِعةِ التي وجهتها اليمنُ إلى المصالحِ الحيويةِ في الإمارات، رفعت أمريكا صوتَها بالشجب والإدانة، وأعلنت بأنها سوف تحمي حلفاءَها وتدافعُ عنهم، والمقصودُ أنها سوف تحمي وتدافعُ عن الإمارات والسعوديّة أمام الأخطار التي يمكن أن تتعرَّضَ لها من اليمن، بالرغم من أن هاتين الدولتين تقودان تحالفاً ضد الشعب اليمني.
وقد صدرت تصريحاتٌ صحفية لمسؤولين أمريكيين تفيدُ بأن أمريكا سوف تبدأ باتِّخاذ إجراءات عملية لتنفيذِ ما وعدت به وكان أول إجراء معلَن هو إرسال طائرات الدرونز التجسُّسية إلى الأجواء اليمنية لمراقبة تحَرُّكات الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة؛ وذلك في رسالة لتطمين الأدوات وإشارة لهم لمواصلة قتل اليمنيين دون خوف.
ولكن ما حدث أن عملياتِ إعصار اليمن تواصلت واستمرت في إرسالِ الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى أبوظبي ودبي بالرغم من تواجُدِ الطائرات الأمريكية في أجواء اليمن، وذهبت تلك التحَرُّكاتُ إدراجَ الرياح.
وبعدَ عملية إعصار اليمن الثالثة أعلنت أمريكا بأنها سوف ترسل طائرات F35 المعروفة باسم الشبح إلى قواعدها في الإمارات لحماية أجواء الدولة من أي اعتداء، والمتابعُ لمجريات الأحداث في اليمن يستغربُ من ذلك الإعلان؛ لأَنَّ الإمارات تملِكُ أحدثَ الطائرات الحربية، وتلك الطائرات تسرح وتمرح في الأجواء اليمنية دون رادع أَو رقيب، ولا يوجد مع اليمن منظومات دفاع جوي لمواجهة الاعتداءات التي تقوم بها.
لذلك يتساءل المتابعُ عَمَّا يمكنُ أن تقدِّمَه طائراتُ الشبح لضمانِ أمن الإمارات مع وجود الطائرات الأُخرى، ونرى أن الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو مزيدٌ من الابتزاز الأمريكي لدولة الإمارات؛ لأَنَّ الأمريكيَّ لم ينجحْ في حِمايةِ السعوديّة بالرغم من التصريحات المتكرّرة في هذا الاتّجاه.
ما يمكن أن نراه في هذا الإجراء هو تأكيدُ المشاركة الأمريكية العلنية في العدوان ضد اليمن بعد أن كانت تلك المشاركةُ غيرَ معلَنةٍ، متجاوزةً بذلك وعودَ الرئيس الأمريكي بايدن التي قطعها على نفسِه بوقف حرب اليمن قبل نجاحِه في الانتخابات، كما تجاوز هذاء الإجراء قراراتِ الكونجرس الأمريكي التي تدعو إلى الحدِّ من المشاركة الأمريكية في حرب اليمن.
وهذا يؤكّـد ما كانت القيادةُ الثورية والسياسية في اليمن تذهبُ إليه بأن أمريكا شريكٌ رئيسي في العدوان على اليمن.