رجبُ الثبات في خطاب السيد القائد
فاطمة محمد المهدي
كعادته في كُـلّ خطاباته القيمة، لن نجدَ السيدَ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائدَ الثورة، يتجاوزُ الثقافةَ القرآنية.
وفي خطابه الأخير بذكرى دخول اليمنيين الإسلام، ربط السيد بقضايا الشعب والأمَّة، ومعركة الشعب مع تحالف العدوان العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل، من منظور قرآني بحت.
وقد بيّن السيد القائد أهميّة وعظمة موقف اليمنيين في مواجهة قوى الطغيان العالمية.. وأنه موقف “يجسد الحرية والكرامة”.
إن الشعب بموقفه الذي هو عليه الآن منذ بداية العدوان، كشف الفرقَ بين المؤمن والمنافق واقعياً، وفضح المنافقين من خلال مواقفهم في ومن الحرب على بلادنا، بل وعلى دول عربية حرة أُخرى.
وأبرز تلك المواقف هو أمرُهم بالمنكر ونهيُهم عن المعروف، وهو ما عليه كُـلّ من يقف مع العدوان على بلادنا ويدعي في الوقت نفسه الإيمَان، ولكنه بالمعيار القرآني منافق، وهو أشدُّ خطراً على الدين وعلى الأُمَّــة من العدوّ الصريح والواضح.
كما لفت السيد القائد إلى أهميّة مواجهة التصعيد والتحديات من منظور قرآني وأن الثبات في مواجهة العدوان، والتصدي له مهما بلغ تصعيده، هو التزام إيمَاني، أخلاقي، إنساني، ومسؤولية دينية نحن محاسبون عليها أمام الله تعالى، والتفريط في معركتنا وجهادنا تفريط في الدين وفي حق الله عز وجل.
ويوضح السيد القائد أن قوى تحالف العدوان، في تصعيدها هي الخاسرة، وعلى رأسها الإمارات التي تعمل وفق توجيهات أمريكية إسرائيلية بريطانية، وتعمل فحسب جاهدة لإرضاء هذه الكيانات الإجرامية عالميًّا وتاريخيًّا.
وفي استعراضه للأحداث على ضوء القرآن، يؤكّـد السيد القائد أن كُـلّ من يقف من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية في صف أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عاقبته الخسران والخذلان كنتيجة حتمية يؤكّـدها القرآن الكريم ويشهد عليها التاريخ.
فأولاً هو يقف موقف التولي لأعداء الله.. وبالتالي يصبح منهم كما يقول الله عز وجل:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وثانياً يقف موقف خيانة لله ورسوله وأمانته ودينه..{وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}.
والعاقبة النصر، وفق وعود الله في القرآن الكريم، لمن هم فقط مع الله وفي سبيله، كما يقول عز وجل: {إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.