الهُــوِيَّةُ الإيمَانية للشعب اليمني.. طريقُ العزة والصمود في مواجهة العدوان
العلامة الحوثي: خلال سبع سنوات وأفواجُ المجاهدين تتدفّق إلى جبهات العزة والشرف والتضحية بدون ضعف ولا فتور
المسيرة: منصور البكالي
يؤكّـدُ أساتذةُ التاريخ وجهابذة السياسَة والعلوم العسكرية في الماضي والحاضر وعبر العصور أن اليمن مقبرة للغزاة وَهي موطن الإيمَان والحكمة، لكن من الغرابة بمكان أن جميعَ أشرار العالم يعرفون هذه الحقيقة ويعرفون اليمنَ وإيمَانَه ومصداقيةَ هُــوِيَّته الإيمَانية ومع ذلك يغامرون بالاعتداء عليه.
ويقول قرينُ القرآن الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي –رضوان الله عليه-: إن الهُــوِيَّةَ الإيمَانيةَ هي البطاقةُ كاملةُ العناوين لأنبياء الله ورسله، والسائرين على طريقهم من المؤمنين بهم، وهي تقريرٌ للمؤمنين أنه هكذا يجب أن يكون إيمَانهم، وهي تعريفٌ بالمسيرة الإلهية لأنبياء الله ورسله والصالحين من عباده جِيلاً بعدَ جيل.
ويشيرُ الشهيدُ القائدُ في ملزمة “الهُــوِيَّة الإيمَانية” التي أصدرها عام 2002م إلى قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُـلّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أحد مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَو أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أنت مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، مُشيراً إلى أن هذه الآية شملت وبصورةٍ موجزةٍ المجالاتِ الإيمَانيةَ الكاملة، بدءاً من الإيمَان بالله سبحانَه وتعالى، وهكذا تتصدر الآية الكريمة بالتقرير على الإيمَان بالله، ثم تنتهي بالمواجهة لأعدائه، مؤكّـداً أن أي إيمَان على غير هذا النحو ليس إيمَاناً، إيمَان لا يبدأ من الله وينتهي بالمواجهة مع أعدائه، ليس هو إيمَانَ الرسل والأنبياء والصالحين من عباد الله.
ويلفت الشهيد القائد إلى أن مجيءَ هذه الآية بصِيَغٍ إخبارية في التقريرات الإيمَانية، توحي لنا بأنه هكذا، هكذا يكون الإيمَان، الإيمَان الذي هو إيمَان الأنبياء والرسل والصالحين من عباد الله.
بدوره، يتحدث قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- عن الهُــوِيَّة الإيمَانية ودورها في عزة وحماية وإحياء الشعوب وعلى ضرورةِ تمسك اليمنيينُ الذين يتعرضون اليومَ لأبشع هجمة؛ بسَببِ ثباتِهم على أصالتهم وقيمهم، وثباتهم وعلى هُــوِيَّتهم المتصلة بالله تعالى وكتبه ورسله، مُشيراً إلى أنها مسألة حيوية مبنية على مكانة اليمنيين في الإسلام، وما اتصفوا به على مدى التاريخ من صفات شكلت قواماً أصيلا لهذه الهُــوِيَّة، وإنما يأتي التحفيز لإحياء مظاهرها تذكيراً لهم بأنهم لا يزالون المؤهَّلين لحمل راية الإسلام، كما كانوا منذ بزوغ نوره وشع على الأرض.
ومما لا شك فيه أن الهُــوِيَّة الإيمَانية اليمنية هي سمة لازمت هذا البلد وَهذا الشعب منذ فجر الإسلام، فاليمن يحتل مكانة خَاصَّة في الإسلام وَلدى الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ويقول رئيسُ الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبد المجيد الحوثي: إنه لما أسلم اليمن سجد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- شكراً لله وفرحاً بإسلامهم وَقال: (السلامُ على همدان السلام على همدان السلام على همدان)، مؤكّـداً أن كُـلّ ذلك ليرسخ النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفسية أصحابه، وفي نفسية الأُمَّــة جميعاً المكانة الخَاصَّة التي يتمتع بها أهل اليمن؛ لما لهم من دور عظيم في نُصرة الإسلام وَاتّباع آل البيت المطهرين على مر التاريخ، وإلى أن تقوم الساعة.
ويواصل الحوثي في حديث خاص لصحيفة “المسيرة ” قائلاً: ولذا قال عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إني لَأَجدُ نفَسَ الرحمن من قبل اليمن)، وَقال: (هم خيارُ أهل الأرض بهم ينتصرُ اللهُ لدينه)، وَقال: (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن).
ويشير إلى أنه كم من المدائح والثناء التي أولاها رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لهذه البلدة الطيبة وَهذا الشعب العظيم، وَما ذلك إلا لعلمه بتعليم الله له أن هذا البلد الطيب وَهذا الشعب العظيم سيبقى ناصراً لهذا الدين، رافعاً لراية الإسلام مجاهداً في سبيل الله متمسكاً بمنهج الآل الكرام عبر الأجيال.
ويستطرد الحوثي بقوله: يكفي دلالةً على هذه الهُــوِيَّة الإيمَانية قولُ الله سبحانه وتعالى حاكياً عن ولاة الأعراب الذين سيرتدون على أدبارهم وَينسلخون عن دينهم ويرتمون في أحضان اليهودي والنصارى، حَيثُ قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، فيشير المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى أبي موسى الأشعري ويقول: “هم قوم هذا” أي هم أهل اليمن.
ويؤكّـد الحوثي أن أهلَ اليمن هم من حمل راية الإسلام، حينما تخلى عنها الأعراب، لافتاً إلى أن ما نراه يتجسد اليوم في صمودِ وثبات هذا الشعب العظيم في مواجهة طغاة الكون وَأرباب العمالة والنفاق والمرتمين في أحضان اليهود والنصارى المسارعين في التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، فهذا الصمود والثبات وَالالتفاف خلف القيادة الربانية من آل محمد بقيادة السيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي هي تجسيد لهذه الهُــوِيَّة الإيمَانية وَالنفحة الربانية التي خص الله بها هذا البلد الطيب وهذا الشعب العظيم، مُشيراً إلى أنه وَخلال سبع سنوات وَأفواج المجاهدين تتدفق إلى جبهات العز والشرف وَالتضحية والفداء بدون ضعف ولا فتور، بل كما قال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا، وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.
ويؤكّـد العلامة الحوثي على أن تباشيرَ النصر لشعبنا وأمتنا تلوح في الأفق، لافتاً إلى أن العدوان الغاشم يندحر عن أرض الإيمَان وَالحكمة، وأن شهادة رسول الإنسانية محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- تتجلى في هذا الشعب العظيم، نزولاً عند قوله: “إني لَأَجِدُ نفَسَ الرحمن من قبل اليمن): (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن) وَدعوته بالبركة لهذا البلد تتجلى للعيان دالة على صدق الرسول العظيم وَإيمَان وحكمة هذا الشعب الأبي الكريم وَقيادته الربانية التي تقودُه نحوَ النصر والعزة والكرامة والسعادة في الدنيا وَالآخرة.
ويوضح الحوثي أن شعبَ الإيمَان والحكمة رفع لواءَ الإسلام والهُــوِيَّة الإيمَانية في الميدان في مواجهة قوى البغي والكفر والظلال، وَأن الإيمَان بالله وتعزيز الهُــوِيَّة الإيمَانية مصدرُ ثقته بنصر الله ومصدرُ صموده في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته العربية ومرتزِقته من خونة وعملاء شعبنا اليمني منذ سبعة أعوام.