ذكرى العودة إلى العزة والكرامة

 

منير الشامي

تحل علينا ذكرى استشهاد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هي الذكرى الثامنة عشر لليوم الذي أعاد فيها عزة الشعب اليمني وكرامته وسقى فيه هُــوِيَّته من دمه الطاهر لتنمو وتترعرع من جديد، فبعد عقود من قيام النظام السابق ببيع سيادة الوطن واستقلاله وقراره ومصيره، وبيع عزة الشعب اليمني وكرامته بأبخس وأحقر ثمن في أسواق الخيانة والعمالة والانبطاح لأعدائه، جاء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، في لحظة مفصلية من تاريخ الشعب اليمني ليشتري سيادة الوطن وقراره، واستقلاله وحريته، وعزة الشعب اليمني وكرامته بثمن نفيس لهذه النفائس التي لا تباع ولا يعدلها ثمن سوى ذلك الثمن الذي دفعه -رضوان الله عليه- بتضحيته العظيمة بدمائه الزكية وروحه الطاهرة، ولولا توفيق الله ورحمته العظيمة بهذا الشعب اليمني بظهور هذه القيادة الربانية في الوقت المناسب لكأن اليمن اليوم بأرضه وشعبه غارق في مستنقع الخضوع والعبودية لأعداء الله وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني المجرم، لقد خط درب العزة بدمائه المسفوكة وروحه الطاهرة بعد أن أصل مشروع المجد والخلود للشعب اليمني ورسم معالمه وأسس أركانه القوية وفق القواعد القرآنية وسننه الكونية التي لا تبديل لها ولا تحويل.

فهو رضوان الله عليه، لم يأتِ بجديد بل كشف وبيّن الجديد الدخيل على الهُــوِيَّة اليمانية الذي كاد أن يمحي معالمها بيد نظام خائن لم يجنِ الشعب منه سوى الذل والخنوع والمعاناة والألم والجهل والعمى.

لقد قدم تضحيته العظيمة في لحظة كان أغلبية الشعب يقف ضد مصلحة نفسه؛ بسَببِ حالة الجهل والضلال التي أوصله إليها ذلك النظام المجرم لكنه كان -رضوان الله عليه- يعلم علم اليقين أن تضحيته لن تذهب سُدىً بل ستؤتي أكلها وثمارها الطيبة الثمينة ولو بعد حين، ولذلك أقبل على الشهادة طالباً لها لا مطلوباً منها وهو يرى ما سيؤول إليه حالنا وما سنجني من ثمار عظيمة وما سيكتسي الوطن أرضاً وإنساناً من فيض تضحياته.

فلم يغادر هذه الحياة إلا وقد أكمل مهمته وأتمها فلم يغفل عن صغائر الأمور وعظائمها إلا وفصلها تفصيلاً، كاشفاً لها تارة، ومحذراً منها تارة أُخرى، فكشف الحقائق لنا قبل حدوثها، وأزاح الستار عن أحداثها وهي لا زالت في أسفار الغيب مكتوبة، فحدثت كما وصف وشاهدناها كما رواها.

إن هذه الذكرى العظيمة صارت بفضل الله محطة سنوية لاستقلال الوطن وتحرّر قراره وتاريخاً لاستعادة الشعب لعزته وكرامته، وهي في ذات الوقت تجعل كُـلّ يمني شريف يستشعر قبح ذنبه وتفريطه في خذلان هذا العلم الحيدري وتجعل كُـلّ الصادقين بين فكي الحسرة والندم يندبون حظهم التعيس في تقصيرهم عن نصرته وإضاعتهم لأعظم فرصة في حياتهم ألا وهي فرصة شرف اتباعه ونصرته والدفاع عنه في تلك الأيّام.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com