سياسةُ صنعاء المُنهِكة للتحالف
إبراهيم مجاهد صلاح
بعد الحصار الذي فرضته القواتُ التابعةُ لتحالف العدوان على اليمن والتي تتلقى تعليماتِها من دولة الإمارات على محافظة الحديدة لسنواتٍ أصدرت قيادةُ التحالف أوامرَها بالانسحاب من داخل مدينة الحديدة إلى أطراف المحافظة بدعوى إعادة التموضُع، ولكن هذه الأوامرَ كانت غيرَ مدروسة بعنايةٍ، فقد كلفت القواتِ التي انسحبت خسائرَ كبيرةً، ومن أهم وأفظع هذه الخسائر هي الخسارة المعنوية التي جعلت من كان يُؤمل بها يفقد الأملَ في ما كان يحلُمُ به، فبعد إن أحست قياداتُ تحالف العدوان على اليمن بهذه الخسارة أعدت العدةَ وأعادت ترتيبَ صفوف مقاتليها وصل ناطقُ التحالف إلى محافظة شبوة للإعلان عن عمليةٍ عسكرية تحت مُسمَّى (تحرير اليمن السعيد)، والتي كان المالكي هو كبشَ الفداء لتلك العملية، فقد كانت القوةُ الصاروخية التابعة لوزارة الدفاع في صنعاء على أُهبة الاستعداد، وقامت بإطلاق صاروخ بالستي على المكان الذي كان يتواجدُ فيه المالكي، هجمات متتالية على الإمارات والسعوديّة بالصواريخ والطائرات المُسيرة.
لقد قامت القوات التابعة للتحالف المُسماة (عمالقة) بهجوم مُكثّـفٍ على المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبيّة التابعة للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء ووصلت إلى بعضِ المناطق بعد انسحاب قوات صنعاء منها.
وأصبحت تلك السيطرة هي حديثَ الشارع وحديثَ كُـلّ وسائل الإعلام المقروءة والمرئية التابعة لتحالف الحرب على اليمن ولم يمضِ على ضجيجهم الإعلامي سوى أَيَّـام حتى أعلنت قوات (العمالقة) عن إعادة تموضع جديد وسحب قواتها إلى عتق عاصمة محافظة شبوة، بعد هذا الإعلان تحوّل كُـلّ شيء فبدأ الناس بالتحليل البعض يقول إن هذا الانسحاب جاء بعد القصف الذي تعرضت له الإماراتُ بالصواريخ والطائرات المُسيرة التابعة لصنعاء، والبعض الآخر يقول إن هذا الانسحابَ هو لإعادة ترتيب صفوف العمالقة، وقد أَدَّى هذا الانسحاب إلى تبادل الاتّهامات بينهم وأن هناك خيانةً تتعمدها الإمارات للإطاحة بحزب “الإصلاح” وإسقاط محافظة مأرب.
انسحابُ قوات العمالقة من شبوة لم يكن انسحابَ المنتصِر بل انسحاب المهزوم، فقد ألحقت بهم قواتُ صنعاء خسائرَ كبيرةً في العدة والعتاد وكذَلك خسارة معنوية جسيمة.
إنَّ السياسةَ التي تنتهجُها حكومةُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء هي سياسةُ ضرب فقرات عمود التحالف حتى يُصبح أمامَ كُـلّ من يُطبلون له بما فيهم الذين يتواجدون في المحافظات التي يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى بصنعاء هو تحالف منزوع الثقة.