مشروع قرآني.. وقائد ربَّاني

آيات الله المتوكل

منَّ الله علينا بنعم كثيرة لا تُعد ولا تحصى، من أعظمِها وأرقاها أن هيَّأ مَن يُخرِجُ الأُمَّــة من الظلمات إلى النور، من مستنقع الضياع والتيه إلى البصيرة والحق، من حالة العبودية للظالمين لحالة مقارعتهم ودحرهم.

فكانت إحدى النِّعم الإلهية للأُمَّـة، ظهور مؤسّس المسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي جاء بمشروع قرآني كان قد غُيّب وباتت المصادر والثقافة الغربية هيَ السائدة، حَيثُ كانت أمريكا قد أحكمت سيطرتها على الحُكّام واقتربت من احتلال الأرض؛ لأنها قدّمت نفسها كصديق ومُنقِذ ومحارِب للإرهاب، فلم يكن يعي زيفها إلّا الشهيد وأمثاله، مَن كانت علاقتهم بالقرآن وثيقة وقويّة، فكانت نظرتهم للواقع نظرة عميقة وواعية، لا تستند إلّا إلى ما جاء في كتاب الله وعترة نبيّه.

تحَرّك الشهيد القائد من منطلق قرآني، واستشعار المسؤولية بضرورة انتشال الأُمَّــة من هذا الواقع المخزي الذي تسيطر عليه أمريكا، وتهوي به إلى جحيم أبدي تحت وصايتها، فقد كانت تشرف على عدّة جوانب في مؤسّسات الدّولة، وتسعى لتسقط اليمن والأمَّة كافة في وحل الخسارة والضياع، والتيه الذي يجعلها كالأنعام.

بدأت المسيّرة القرآنية برجالٍ معدودين، وضع الله فيهم من العلم والبصيرة، ما جعل هذا العالم يقف اليوم يتعلّم مما عاشوه في تلك الأيّام، صاغيًا لملازم قائد أدرك خطورة المرحلة، فنطق بكلمات تسببت في اكتساب الوعي لملايين من البشرية؛ لأن البداية القرآنية حلّت بركات الله عليها وتوفيقه، فأصبحت عالمية بعد أن كانت محليّة، وتوسع ذلك المشروع، وأصبح مقارعًا لمراجع بعيدة عن القرآن ولم يُعتمد فيها إلّا اجتهادات من لا يملكون بصيرة، فكانوا سبباً في إضلال الأُمَّــة.

لم يعد الخزي اسماً يُلصَقُ بالعرب كُـلَّما ذُكر اسمهم، ولم تعد الأُمَّــة أجمعُ جاهزةً لأن تكون تحت قيادة اليهود والنصارى؛ لأن الله اختار واصطفى لها أعلامًا هداةً قادوها إلى النجاة، إلى معرفة الله، إلى الإيمان بالقضيّة، وضرورة مواجهة الأعداء كُـلَّما حاولوا المساس بالدين، ويأبى الله إلا أن يتمَّ نورَه ولو كره الكافرون.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com