الرئيسُ المشّاط وحملةُ “إعصار اليمن”
مطهَّر يحيى شرف الدين
يعتبر الجهاد في سبيل الله وبالذات في هذه المرحلة ونحن نواجه أطغى طغاة الأرض من أولى الأولويات التي ينبغي على كُـلّ يمني حرٍ شريف أن يعد العُدة ويهيِّئُ النفس ويبذل المال ويضحي بأغلى وأنفس ما لديه؛ مِن أجلِ أن يحيا حياةً كريمة عزيزة، وسواءً قُتل في سبيل الله أَو انتصر في ميدان المعركة ضد أعداء الله ورسوله والمؤمنين ففي كلتا الحالتين حياة، ولا يخفى على أحد الآيات الدالة على أن من قُتل في سبيل الله حيٌّ يُرزق في ضيافة الله بل نهانا الله أن نقول عنه ميت بل هو حيٌّ ولكن لا نشعر.
اليوم وبعد سبع سنوات من الحصار وَالعدوان والطغيان العالمي على أبناء اليمن هناك صحوة ضمير ويقظة وتنبُّه من الكثير ممن كانوا مؤيدين أَو على الأقل متعاطفين مع تحالف العدوان وتبريراته الواهية وَالمنعدمة في شن حربه وحصاره على اليمن.
أَن تتداركَ الخطرَ والمؤامرة وتقفَ موقفاً شريفاً من هذه الحرب الظالمة خيرٌ من أن تبقى ذَنَباً وتستمرَّ في ضلالِك وخيانتك لله وللوطن وتابعاً لقوى الشر في هذا العالم وبالذات حين ترى أن التحالف الظالم والجبان قد أوغل في حصاره وطغيانه وإجرامه بحق الشعب اليمني، وليس هناك أدنى مبرّر لفرض الحصار الجائر الذي تسبب في معاناة وهلاك الملايين من أبناء الشعب اليمني الذي لا زال صابراً صامداً قوياً، وكلما زاد العدوان في إجرامه وطغيانه وفجوره كلما تمسك الشعب اليمني أكثر وأكثر بثوابته ومبادئه الدينية والوطنية ومستجيباً لله سبحانه القائل: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير”، وقوله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ”.
ومنطلقاً من هذه الآيات المباركات هناك من الآيات التي تتحدث عن المؤمنين بأنهم خير أُمَّـة أخرجت للناس وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وتوجب عليهم وتأمرهم في آياتٍ أُخرى بالجهاد والنفير والقتال في سبيل الله لدفع الخطر والضرر والاعتداء حمايةً للدين والأرض والعرض ونصرةً للمستضعفين والمظلومين ودفاعاً عن العزة والكرامة والسيادة من المس أَو الانتهاك، فمن غير المنطق أن يتعرض أحد للاعتداء أَو الانتهاك سواءً كان مسلماً أَو كافراً وَيظل صامتاً ولا يصدر منه موقف مدافع أَو رد أَو مواجهة إلا من كان عديم النخوة والحمية على أرضه وعرضه وكرامته ومفتقداً للقيم التي تحفظ آدميته وإنسانيته.
الأمر الذي يحتّم علينا جميعاً كمجتمع وَمؤسّسات دولة أن نستشعر المسؤولية وأن ندرك يقيناً أن لا فوز برضا الله وجنته ولا عزة لنا ولا تمكين إلا إذَا قمنا بواجب الجهاد في سبيل الله بالنفس وَبالمال وَباللسان وَبالموقف والتحَرّك وَبتنفيذ المُوجهات المناهضة للعدوان على بلادنا الرافضة للتدخلات والإملاءات الغربية الاستكبارية وضرورة اتِّخاذ الموقف الجاد من أعداء الله ورسوله الذي يبني عزة وكرامة الإسلام ويقيم دين الله ويطبق شرع الله وَيسلك منهج المسيرة القرآنية.
وبالمناسبة تجدر الإشارة إلى إعلان المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- عن تدشين حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار لمواجهة قوى العدوان والطغيان والرد على التصعيد وذلك في تأكيدٍ له على أهميّة صمود وثبات الشعب اليمني على الموقف وعلى عدالة القضية، ولذلك وَإزاء إعلان الرئيس المشاط تدشين الحملة حريٌّ القول بأن مؤسّسات الدولة والشعب اليمني لن يكون إلا عند حسن ظن القيادة السياسية والجيش واللجان الشعبيّة مدافعاً حراً شريفاً مناهضاً لقوى البغي والعدوان والاستكبار وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل التي تتحكم وتسيطر على سياسات مجلس الأمن وعلى الأمم المتحدة والتي بدورها تتشدق بالإنسانية وتتغنى بحقوق الإنسان بل تستفيد من حماقة وسذاجة أدوات وعملاء تحالف العدوان وتستنزف خزائن الدول الخليجية وتقتات من دماء وأشلاء اليمنيين في خرقٍ واضح لجميع الأديان السماوية وَانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وفي مخالفاتٍ جسيمة للأعراف والعهود الدولية وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
إن قوىً شيطانية تتدثر بكياناتٍ ومنظماتٍ إنسانية وحقوقية مفضوحة لا تعتبر للملايين من الأبرياء ولا تحترم إرادَة الشعوب الحرة جدير بها أن تكون لعنةً على جبين التاريخ وجديرٌ بقوى المقاومة الإسلامية أن تكون أشد وأمضى بسالةً وبأساً في مواجهة أمريكا وإسرائيل الطاغوت اللعين امتثالاً لله سبحانه القائل: (وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ).
وسلامُ الله على السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظُه الله- حين قال في إحدى محاضراته: “العمليةُ التي تُدافِعُ بها عن نفسك الظلم والهوان والاستعباد يمكن أن تكونَ على نحو تمثل قربةً من أفضل القرب من الله حينما تنطلق وفق التوجيهات الإلهية ووفق الطريقة التي رسمها الله في القرآن الكريم، تنطلق مجاهداً حقيقيًّا في سبيل الله وليس كأُولئك الذين ينطلقون في صف أمريكا وتحت رايتها”.