أحداث أوكرانيا تسلِّطُ الضوءَ على مصير دول العدوان: أمريكا تخذُلُ “حلفاءها”
فضيحةٌ تأريخيةٌ جديدة لـ “الدعم” الغربي والمراهنين عليه
المسيرة | متابعات
أعادت الأحداثُ الأخيرةُ للصراع الروسي الأوكراني، فَضْحَ حقيقةِ المسانَدة الأمريكية لمن تسمِّيهم واشنطن بحلفائها وأصدقائها، الأمر الذي سلّط الضوءَ على المصيرِ الحتمي المخزي للأنظمة العربية المعتمِدة على الولايات المتحدة، وعلى رأسها دول العدوان على اليمن.
الهجومُ الروسيُّ على أوكرانيا التي وعدتها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية ودولُ أُورُوبا بمساندتها ضد “موسكو”، انعكس بشكل سلبي على سُمعة الغرب، وواشنطن بالذات، فيما يخُصُّ حمايةَ الحلفاء، حَيثُ اعترف الرئيسُ الأوكراني بأن أمريكا ودولَ الغرب تركته يواجهُ مصيرَه وحيداً أمام روسيا بعد وعودٍ كثيرة كانت تقتضي العكس.
هذا الأمر أعاد التذكيرَ بطريقة تعامل واشنطن مع من تسميهم بحلفائها وأصدقائها، خُصُوصاً وأن الشيء نفسه قد حدث مؤخّراً عندما تخلت الولايات المتحدة عن سلطة الرئيس الأفغاني السابق “أشرف غني” وتركت عملاءها الأفغان يواجهون مصيرهم، في مشهد فاضح لن يُنسى.
وفي هذا السياق، امتلأت تعليقاتُ العديد من المحللين السياسيين والخبراء، حول الأحداثِ الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، بإشاراتٍ واضحة إلى مصير أنظمة دول العدوان على اليمن، والتي تعول بشكل رئيسي في وجودها على الحماية الأمريكية.
ويؤكّـد العديدُ من المحللين أن السعوديّةَ والإماراتِ لن تكونا أفضلَ حالاً من السلطة الأوكرانية أَو من قبلها السلطة الأفغانية، عندما تصل المعركة إلى الحسم، وهو ما تؤكّـدُه جميعُ حقائق الواقع منذ بداية العدوان، حَيثُ أبدت الولايات المتحدةُ خلال السنوات الماضية لا مبالاة واضحةً ومعلَنةً بمصالح وأمن النظامين السعوديّ والإماراتي، بل واستخدمت المخاطر التي يواجهانها كورقةِ ابتزاز ضدهما، للحصولِ على أموال طائلة ولإبرام صفقات سلاح.
وانكشفت حقيقةُ “الحِماية” الأمريكية التي تعتمدُ عليها دولُ العدوان بشكل واضح مؤخّراً، إثر تعرُّضِ الإمارات لضربات “إعصار اليمن” العسكرية النوعية التي هزت الاقتصادَ الإماراتي ودفعت به إلى حافة هاوية غير مسبوقة.
ويرى العديدُ من الخبراء أن ما كشفته الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، ليس إلا دليل إضافي على أن الولايات المتحدة دخلت زمن “الأفول” فيما يخص نفوذها الدولي وقوتها الاستعمارية، وهو ما يجعل جميع أدواتها وحلفائها في وضع حرج للغاية.