ضغوطٌ دولية أم ضغوطٌ حيدرية؟!
منير الشامي
على خلفيةِ الهزيمة النكراء التي تجرَّعها العدوُّ السعوديُّ ومرتزِقتُه من الجنجويد ومن خَوَنة الوطن في مديرية حرض الحدودية، سارعت أبواق العدوان بالإعلان عن انسحاب قواتهم من تلك المواجهات، معللين بأنها استجابة لما أسموه -ضغوطاً دولية- وليس إلى إعادة تموضع كما اعتادوا تعليل انسحاباتهم المتكرّرة التي حدثت في أكثر من جبهة خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من أن هذا التبرير يبدو زيفه ظاهراً من الوهلة الأولي؛ كونه غير مطابق لأحداث الواقع ولا يقبله عقل ولا منطق؛ لأننا لم نرَ أَو نسمع أي طرف دولي مارس أدنى ضغط على قوى العدوان خلال سبع سنوات لا بدافع إنساني ولا بدافع أخلاقي ولا بدافع سياسي أَو عسكري ولا حتى بدافع النصيحة لنظام الرياض المجرم، إلا أن هناك الكثير من الحمقى والإمَّعات صدقوه مع أن هؤلاء لو سألوا أنفسهم من تكون تلك القوى لأدركوا سذاجتهم فورًا.
لكن ما تضمنته المشاهد فضح زيف تلك الأبواق وبانت حقيقة تخلي العدوّ السعوديّ وقتلته المأجورين عن حرض تحت ضغوط حيدرية لرجال الرجال بفضل الله وبتوكلهم واعتمادهم عليه سطروا بطولات خارقة في هذه المواجهات كشفت تلك المشاهد عن لحظات قصيرة منها.
المشاهد كشفت حقائق كثيرة وعظيمة تجعلنا نحمد الله كَثيراً ونسبحه بكرة وأصيلاً على تأييده ونصره لأبطالنا في تلك المواجهات، فالإمْكَانيات التي سخرتها قوى العدوان لهذه المواجهات كبيرة جِـدًّا ومتكاملة تزيد عن سبعة ألوية مجهزة بأحدث الأسلحة ومن مختلف أنواعها، ومسنودة بغطاء جوي مُستمرّ وحاضر على مدار الدقيقة طوال أَيَّـام وليالي المواجهات، وفي المقابل كانت قواتنا المشاركة في هذه المواجهات عبارة عن مجموعات قليلة العدد والعدة، ومع ذلك استطاعت بفضل الله وتأييده أن تتحكم بالمواجهات تحكماً كاملاً فرضت من خلاله تكتيكها العسكري وفق خطط حربية محكمة أفضت في النهاية إلى أن تفرض قرار هزيمة حشود العدوان في المعركة وتحدّد مصيرها بالهزيمة النكراء عليها وهو ما تعكسه الخسائر الفادحة التي تكبدها العدوان في قواته المشاركة من سعوديّين وسودانيين ومرتزِقة يمنيين ومن معداته وآلياته، وشكلت ضغوطاً حيدرية على من تبقى منهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأحاطتهم بالموت من بأس أبطالنا من كُـلّ اتّجاه ليلوذوا بالفرار قبل أن يلاقوا نفس مصير من سبقهم ولولا أن أبطالنا لا يستهدفون الفارين من أرض المعركة لما نجا منهم أحدٌ ولما عاد منهم فرد.