المشروعُ الذي هزم أمريكا

 

منصور البكالي

قدّم الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- للأُمَّـة الإسلامية مطلعَ القرن الـ21، مشروعَه القرآني، حين وصلت شعوبُنا العربية والإسلامية إلى أسفل دركات الخنوع والوَصاية لهيمنة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، وأقصى ماديات البُعد والانحراف عن كتاب الله ومصادر الهداية والعزة، لينقذها مما وصلت إليه.

وتلقى مشروعُه القرآني -الذي بدأ نشاطَه في أوساط المواطنين وطلبة العلم في عدد من مدارس وجوامع ومجالس بعض مديريات محافظة صعدة- تقبُّلاً واسعاً، وتفاعلاً ملحوظاً، ما حفّزه ومعه قلة من الزملاء والمعلّمين لمضاعفة الجهود من منطلق استشعارهم للمسؤولية، وحجم الأخطار التي تعصف بالأمة وشعوبها بمساعدة الأنظمة والحكومات العميلة ومراكز النفوذ فيها نزولاً عند مخطّطات الأعداء، وتوجيهاتهم الصادرة عن البيت الأبيض وسفاراته وسفرائه في المنطقة.

وكان لذلك التحَرّك والجهود ثمارها التي سارعت في إشراقة وسطوع المشروع القرآنية وأثره في النفوس، وقدرته على تقديم الحلول لمشكلات الأُمَّــة، وتعزيز الثقة بالله والهُــوِيَّة الإيمَانية في نفوس أبنائها، وأهميتها البالغة في ترسيخ وتدعيم أعمدة الهداية، بشقيها القرآن الكريم، والقرين له علَم الهدى عليه السلام، بل وربط الناس بهما وشدّهم إليهما كمصدر ومخرج وحيد لا فكاكَ للأُمَّـة عنهما.

وأمام حالة كهذه من ارتفاع منسوب الوعي القرآني المبني على توجيهات ووعود إيمَانية إلَهية قطعية، أخرجها الشهيد القائد من كتاب الله، وبيّنها وقدمها كما ينبغي ووفق ما يريد الله منها لكشف وفضح مخطّطات اليهود والمنافقين، وكيفية التعامل معها وإفشالها، لم يتوانَ الأمريكيون وأدواتُهم الاستخباراتية والعميلة في تلك المرحلة في استشعار خطر ذلك المشروع، وقائده ومن يلتحقون به، على مخطّطاتهم، فكانت التوجيهاتُ الأمريكية بضرورة إنهائه وشن أول حرب على محافظة صعدة دون أي مبرّر قانوني.

وهنا برز الإيمَان كله للكفر كله وكانت أول مواجهة بين الحق والباطل على مستوى الساحة الإسلامية، وكانت أول محطات البروز والإشراق للمشروع القرآني ودوره في تعزيز عوامل الصمود والثبات والانتصار للحق وأهله، قدم فيها الشهيد القائد روحه في سبيل الله وإحياء دينه وتفعيل كتابه، مقدماً أرقى وأصدق وأنقى وأصفى نموذج قرآني بأسمى وأعلى وأجل معاني الجهاد والاستشهاد وتحمل المسؤولية، لأمة اختارها الله جل في علاه لتكون آخرَ الأمم التي أخرجها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأي منكر كان ولا يزال تمارسُه قوى البغي والظلم والعدوان والغطرسة بقيادة أمريكا بحق شعوب العالم إلى اليوم.

حروب صعدة ومحطاتها الست وما يلحق باليمن وشعبه قاطبةً منذ سبع سنوات من العدوان الأمريكي الصهيوني علينا، كان لمشروع الشهيد القائد بصماتُه في تعزيز الصمود والثبات وصناعة المعجزات التي يقف العالم اليوم مندهشاً بذهول لمعرفة أسرارها وخفاياها التي لا تكاد تصدق ممن هم بعيدون عن كلام الله القطعي حين يوجه عباده المؤمنين المخلصين في كتابه الكريم.

هذا المشروع العظيم هو من هزم أمريكا وكل دول تحالف العدوان برغم عدتها وعتادها الذي لا مجال للمقارنة فيه بعدة وعتاد شعبنا اليمني، ولنا من حروب أمريكا المتكرّرة في المنطقة والعالم خيرُ دليل حين غاب الحق وعظمة المشروع في مواجهتها فكان معيار القوة التدميرية والنفسية والاقتصادية حاضراً في رسم نتائجها، وهذا يجعل من المشروع القرآني والمنطلقين تحت لوائه قادرين على صناعة المتغيرات وقلب الموازين والمعادلات وتاريخنا يشهد لحاضرنا، والحق ما شهدت به الأعداء.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com