المشروعُ القرآني والإرادَة الصُّلبة
مرتضى الجرموزي
إرادَة صلبة وعزيمة لا تلين ولا تنكسر ومشروعٌ قرأني عظيم وقويم، ففي رحابه وتجليات أصدائه وتحَرّكاته الحقة ونوره الساطع على الأكوان، كان الشهيد القائد في إطار بناء أُمَّـة وتشييد مشروعها التنويري الجهادي الصادح بالحق في وجوه الظالمين والمستكبرين.
ومع اللبنة الأولى كان -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- يستلهم من القرآن النور والهدى والتحَرّك الفعَّال في شتىَّ مجالات الحياة الكريمة والسيادة والثقافة السليمة في ظل تفشي ثقافة الاعوجاج والتدجين الأعمى والتولي الواضح والصريح لليهود والنصارى وأرباب النفاق وحكَّام الجور والضلال تحت رداء الطاعة لولاة الأمر مهما كان ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم وتوليهم المطلق للشيطان وزبانيته الصهاينة والأمريكان وسط تهافت علماء ومشايخ الدين لثقافة الانحراف والتحيَّز الأعمى للسلاطين.
فقد كان للشهيد القائد-رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- تحَرّك مغاير لهذه الثقافة والتي لا تنتج إِلَّا الخنوع والإذلال وأيقظ في قلوب المستضعفين ووجدانهم روحية الثورة والتحرّر من التبعية وإصلاح العقائد الباطلة التي كسرت ظهر الأُمَّــة.
وهنا لم يرق للسطلة الظالمة فقامت عن بكرة أبيها وخدمة للبيت الأبيض لشن حروب ظالمة واعتقالات واسعة طالت قادة المشروع في محافظة صعدة التي واجهت الطغيان العسكري والعفاشي المموَّل سعوديّاً وأمريكياً وسط خنوع بعض القبائل وانحيازها للنظام البائد دون شعور بالمسؤولية الدينية والعقائدية أفتت بوجوب قتال السيد حسين بدر الدين الحوثي وأتباعه؛ بهَدفِ وأد المشروع قبل ولادته فعلياً في عموم الوطن.
وبزخم كبير من الجيش والقبائل الموالية شُنت الحرب، قُتل وجُرحَ الكثير وزُجَّ بآخرين السجون والمعتقلات في حين هُجّر الكثير من منازلهم دونما ذنب اقترفوه سوى مجاهرتهم بالبراءة من اليهود والنصارى وفي مقدمتهم الصهاينة والأمريكان.
ومع تزايد الأحداث وضراوة المعارك استشهد القائد، وبمقتله ظن النظام البائد أنه قضى على المشروع ونجح في تنفيذ المهمة الموكلة إليه من قبل الأمريكان.
لتمر الأيّام سريعاً ومن جديد يظهر المشروع القرآني وبروحية قوية وعزيمة أقوى وبتضحيات جسيمة ليسجل انتصارات متتابعة في المجالين الثقافي والعسكري.
وها نحن اليوم وبفضل الله ورغم تكالب الأمم علينا كشعب يمني وكمشروع قرآني حق نعيش السعادة والسيادة والحرية في الدين وفي الوطن والعقيدة وهو الأمل الوحيد والنجاة من الزلل والشبهات.
طُردَ البغاة ودُحرَ مشروعهم وهي سنة الله بأن ينتهي الباطل وإن تعاظم في قواه لكنه ضعيف وضعف في نفس الوقت.
ليبقى الأتقياء بمسيرتهم القرآنية صامدين ثابتين بقوة الله وبمشروعهم الحق تجاوزوا كُـلّ العقبات وصنعوا من المحال ممكناً ومن الضعف قوة والخوف إلى الأمنة والعزة بالله، آمنين مجاهدين صادعين بالصوت العالي حقاً أسوة بقائد المسيرة والشهيد القائد واقتفَاء بنهج الرسول الأكرم وأعلام دينه وآل بيته الأطهار.