الخيار الخاسر للمنافقين في مواجهة المشروع القرآني والشهيد القائد
من وحي الخطاب الربّاني لقائد الثورة..
تقرير | هاني أحمد علي:
أكّـد قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أَنَّ الخِيارَ الذي تبنّاه المنافقون من أبناء الأُمَّــة في العمالة والخيانة لمصلحة أمريكا وإسرائيل، وفي الولاء لأمريكا وإسرائيل، وفي التحالف مع أمريكا وإسرائيل، يعتبر خياراً دنيئاً بعد أن تنكروا فيه لانتمائهم الإسلامي والإيمَاني والإنساني، وجعلوا من أنفسهم عبيداً لأعدائهم ومُجَـرّد أدوات تافهة وأحذية دنيئة للمتحالفين معهم من اليهود والنصارى، موضحًا أن هذا الخيار هو خيارٌ خاسرٌ بكل الاعتبارات ستكون مآلاته في الدنيا الخسارة والندم، التي أكّـدها القرآنُ الكريم في سورة المائدة، وفي الآخرة فَـإنَّ عقوبتها النار لقوله جل وعلا: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}النساء: الآية145.
وأوضح قائد الثورة في كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، أن الخيارَ الصحيحَ فهو الموقفُ الذي يعبّر عن انتمائنا الإنساني وعن شرفنا الإنساني، عن كرامتنا وحريتنا الإنسانية وعن انتمائنا الإيمَاني والإسلامي، وعن وعينا تجاه مؤامرات أعدائنا، ومخطّطاتهم ومكائدهم، وعن تحَرّكنا القوي في دفع شرهم، مبينًا أن هذا الموقف هو الموقف الصحيح الناجح والرابح والفائز في الدنيا والآخرة، والموعود من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالنصر والغلبة؛ لأَنَّه خيارٌ راهنا فيه على الله، واعتمدنا فيه على الله.
وأشَارَ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى الخسارة الكبيرة والأليمة للمنافقين ولأُولئك الذين رأوا في أمريكا أنها كُـلّ شيء، ورأوا أن التحالف معها وفي الولاء لها والولاء لإسرائيل بأنه الخيار الرابح، وأنه السياسة الحكيمة، وأنه التوجّـه الصحيح الذي يحقّقون به أحلامَهم وطموحاتهم وآمالهم السراب، أما خيارنا، فمهما واجهنا من صعوبات وتحديات، نحن نواجهها بشرف وبكرامة وبعزة، ونجسِّد في مواقفنا حريتنا الحقيقية.
ووصف قائد الثورة المنافقين من أبناء أمتنا بأنهم سيشهدون على أنفسهم بالغباء، ويشهدون على أنفسهم كم أنهم تنكروا لإنسانيتهم، وكم أنهم خونة عندما خانوا دينَهم وخانوا أمتَهم وكرامتهم، وكيف عبَّدوا أنفسهم وما يملكون لأعدائهم الذين لا يرون لهم في ذلك أي قيمة، ولا يقدرون لهم ما قدموه إليهم، وصدق الله القائل: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119].
وَأَضَـافَ بأننا في خيارنا وانتمائنا ومسيرتنا وتوجّـهنا فنحن نسعى لأن نكون من أُولئك الذين قال الله عنهم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[المائدة: الآية54]، في الوقت الذي يعتمد المنافقون فيه على مستشاريهم من بِطانة السوء، وعلى الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين، من أعداء هذه الأُمَّــة، رغم معرفتهم بأنهم لا يحبونهم ويودون لكم ما عَنِتُّمْ كما يودونه لكل الأُمَّــة، مبينًا أننا نعتمد في خيارنا وفي موقفنا وفي توجّـهنا وفي مسارنا وفي مسيرتنا، نعتمد على هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، على القرآن الكريم، ونستفيد من الحقائق الماثلة أمام أعيننا، ولا زلنا ثابتين على تلك المبادئ والأسس والثوابت، التي أقرّرتم بها يوماً من الأيّام، وتنكرتم لها فيما بعد ذلك، حَيثُ كان كُـلّ العرب كانوا يقرون بأن إسرائيل هي العدوّ، أما اليومَ بعضُهم أصبح يقولُ هي الصديق.
وأكّـد السيد العلَمُ عبدالملك بدرالدين الحوثي، استمرارَ الأحرار والشرفاء والمؤمنين على هذا النهج وثباتهم على هذا الموقف؛ لأَنَّهم يدركون قيمته في القربة إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وابتغاء مرضاته، ويعرفون قيمته على مستوى الوعي والبصيرة والفهم الصحيح والحكمة، وإيجابيته على مستوى العزة والكرامة والحرية الحقيقية، وإيجابيته أَيْـضاً في مواجهة هذه التحديات والأخطار، التي لو كان خيارنا هو الاستسلام لها، لَكانت الخسارةُ الكُبرى في الدنيا، والخسارة الأبدية في الآخرة والعياذ بالله.
ولفت قائد الثورة إلى أننا ندركُ قيمةَ موقفنا ونحن نعتمدُ على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وقد رأينا في واقعِ الحياة كم أن هذا الخيار ناجحٌ، ولو لم يكن هذا الخيار ناجحاً، لَكان هذا المشروع القرآني وهذه المسيرة القرآنية انطفأت وانتهت وتلاشت، ولَمَا كان بَقِيَ لها أثرٌ بعد الحرب الأولى والحرب الثانية، بعد أن استهدف الأعداءُ بمتابعة وإشرافٍ أمريكي، مؤسِّسَ هذه المسيرة القرآنية، وكانوا يتوهمون أنهم من خلال قتله، ومن خلال استهداف المنطلقين معه في هذا المشروع العظيم، والزج بمعظمهم في السجون، والقتل لمن بقي منهم خارج السجون، أنهم سينتهون من ما يعتبرونه مشكلةً أمامهم، وعائقاً أمام مخطّطاتهم في هذا البلد، ويخشون من امتداداته على نطاقٍ أوسع، فكانوا قد وصلوا إلى درجة الاطمئنان بأن الموضوع انتهى.
وبيّن السيد عبدالملك بن بدرالدين، كيف تعاظم هذا المشروعُ الذي استند إلى الرؤية القرآنية، واعتمد على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبالثقة بالله جلَّ شأنه والتوكل عليه، وكيف استمر وقَوِيَ حضورُه وفاعليتُه وزادت صلابتُه، بالرغم من أنه حورب بكل شدة، وبكل الأساليب، وعن طريق الحرب العسكرية التي لم تتوقف أبداً، بعد أن كان المجاهدون يخرجون من حربٍ إلى حرب، ابتداء من الحرب الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة وانتهاء بالحرب السادسة التي تعاون تآمر فيها وتعاون النظامان اليمني والسعوديّ -آنذاك- على هذه المسيرة القرآنية بالرغم من الإمْكَانيات المتواضعة جِـدًّا والبسيطة للغاية، ولكن كان هناك أثرٌ عظيم لهذا المشروع القرآني، الذي حظي برعاية الله وتأييده ومعونته فعبر كُـلّ تلك المراحل الصعبة جِـدًّا والتحديات الكبيرة جِـدًّا، وُصُـولاً إلى ما يواجهه اليوم في مواجهة التحديات الكبيرة منذ بداية هذا العدوان، ونحن على مشارف العام الثامن بالتاريخ الميلادي.
وعلى الرغم من كُـلّ المؤامرات والمخطّطات الخبيثة، فقد تجلّت للجميع أهميّةُ وعظمة المشروع القرآني، واتضح بأنه مشروعٌ صحيحٌ وعظيمٌ ومهم، ويهدف إلى حفظ كرامة الأُمَّــة؛ كَونها مستهدَفةً على كُـلّ حال، وعندما تحَرّك الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- فَـإنَّ تحَرُّكَه يأتي مِن أجلِ حفظ الكرامة والاستقلال للأُمَّـة، وللحفاظ على هُــوِيَّتنا وانتمائنا الإيمَاني، والتمسك بحقوقنا المشروعة في الحرية، والكرمة، والاستقلال، والانتماء الإسلامي، وإدارة شؤون حياتنا على أَسَاس من انتمائنا وهُــوِيَّتنا الإسلامية والإيمَانية؛ باعتبَار أننا أمة مستهدفة أَسَاساً؛ بهَدفِ السيطرة علينا بشكلٍ كامل، إنساناً، وأرضاً، وثروات، ومقدرات، واستعبادنا، واستغلالنا، وإذلالنا، وإهانتنا، وفي نفس الوقت هناك مسؤولية علينا وواجب إنساني تجاه أنفسنا وأمتنا وأجيالنا، حَيثُ تتمثل هذه المسئولية بالتحَرّك؛ مِن أجلِ التحرّر من تلك الهيمنة، ومن تلك الاستهدافات العدائية، ومن ذلك العدوّ الذي يسعى إلى أن يحكم سيطرته علينا إلى درجة ألَّا يكون هناك صوتٌ في داخل هذه الأُمَّــة يعارض هيمنته، أَو تحَرّك جادٌّ، صادقٌ، مخلِصٌ، صحيحٌ، سليمٌ، ناجحٌ، يعيق شيئاً من مخطّطاته ومؤامراته، إلى هذا الحد، وبالتالي يتحتم علينا جميعاً أن يكون لنا تحَرُّكٌ جاد تحت مِظلة المشروع القرآني الذي أرسى دعائمه الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، والذي له ميزةٌ أنه يستندُ إلى الحق، الذي هو حقٌّ بإجماع المسلمين جميعاً، وهو القرآن الكريم، الذي هو هدى ونور، ويمثل ويتضمن الرسالة الإلهية الحقة، ودوَّن اللهُ فيه التزاماتِنا العمليةَ بحكم انتمائنا الإسلامي والإيمَاني، مسؤولياتنا في هذه الحياة، ورسم لنا فيه الخير في هذه الحياة، وشخَّص لنا الواقعَ، فهو هو هدى ونور، ينير لنا الواقع، وينير لنا الحياة، ونقيِّم من خلاله كُـلّ فئات المجتمع البشري بتشخيصٍ دقيق، وهو يساعدنا في مواجهة كُـلّ الحملات التضليلية، بما فيها الحملات التي يسعى الأعداء إلى أن يصبغوها بصبغةٍ دينية، وبعناوينَ دينية، وهكذا يأتي المشروعُ القرآني الذي يقدِّم الشواهدَ من الواقع، الشواهدَ العملية، الشواهد الواضحة، الوقائع والأحداث التي تُمَثِّلُ مصاديق قائمة في واقع حياتنا، متطابقةً مع النص القرآني، ومع الآيات القرآنية.