الشهيد القائد معجزة الزمان
وفاء الكبسي
الشهيد القائد أنموذج متكامل في الأخلاق والقيم، جسَّـد الإيمَـان الواعي والمتكامل من خلال ارتباطه الوثيق بالله سبحانه وتعالى، وبالقيم التي حملها من خلال القرآن الكريم، فكان إيمَـاناً يتحَرّك، وقرآناً ناطقاً يمشي على الأرض، وبحر علم لا يدرك قعره، وعظيماً من العظماء الذين قلّ أن يجود بهم هذا الزمان، فكان ولا يزال رجل المرحلة والحل في زمن اللا حَـلّ.
فالمتأمل الحصيف يقف منبهراً من عظمة ذلك الفكر النير والأُطروحات والتشخيص الدقيق لمجمل المشاكل التي هي أَسَاس معاناة الأُمَّــة اليوم، بل إن الحصيف يجد أن الشهيد القائد حرص أشد الحرص على وضع المعالجات اللازمة لمختلف القضايا التي تعاني منها الأُمَّــة، كما أنه قدم التحذيرات من عواقب ومخاطر سيئة ستتعرض لها الأُمَّــة خَاصَّة اليمن قبل حدوثها مثل خطر دخول أمريكا، ومخطّط التقسيم، والحرب المذهبية وغيرها التي قدمها الشهيد القائد قبل حدوثها بفترة طويلة وقدم لها الكثير من المعالجات المنبثقة من القرآن الكريم الذي انطلقت المسيرة القرآنية منه.
من أهم إنجازات المشروع القرآني هو تأصيل الهُــوِيَّة الإسلامية الإيمَـانية الجامعة، هُــوِيَّتنا كأمَّة مسلمة في مواجهة كُـلّ مساعي طواغيت الأرض المستكبرين من أمريكا وأذنابها في العالم لطمس هُــوِيَّتنا واستعبادنا وتركيعنا وإذلالنا، فكل ما يحدث اليوم في اليمن على مدى أكثر من سبع سنوات من عدوان أمريكي صهيو سعوديّ ومؤامرات وحصار خانق هو محاولة أمريكية لحسم المعركة لصالح المحور الإسرائيلي الأمريكي، والقضاء على المشروع القرآني.
كل ما توصل إليه شعبنا من ثبات وصمود وانتصارات وإيمَـان ووعي بمظلوميته وعدالة قضيته، هو بفضل اكتمال الركائز الثلاث الأَسَاسية (أمَّة وقيادة ومنهج) التي هيأت له هذا الصمود الأُسطوري، والانتصارات في جميع الجبهات، وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الشهيد القائد، ومشروعه القرآني الذي صنع منّا من خلال القرآن الكريم أُمَّـة عزيزة كريمة مؤمنة تفتخر بدينها وقيمها وهُــوِيَّتها الإسلامية والحضارية، عرفت من هي ومن هو عدوها بعد أن عاشت لفترة طويلة تحت مفاهيم الذّل والهوان والتيه والضياع، فلن ترى الأُمَّــة بأكملها عزة ولا تمكيناً إلَّا باتباع هذا المشروع القرآني العظيم.