القطاع الصحي: استمرار احتجاز سفن الوقود يدفع المستشفيات نحو الإغلاق
د. الخطيب: الحصار يهدّد حياة 3 آلاف امرأة حامل و500 طفل يستقبلهم مستشفى السبعين شهرياً
د. المروني: تم إطلاع المنظمات الأممية والدولية على خطورة الوضع لكن لا توجد استجابة
المسيرة | متابعات
جددت مؤسّساتُ وهيئاتُ القطاع الصحي التحذيرَ من تداعيات استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، حَيثُ أصبحت العديدُ من المستشفيات على وشك الإغلاق، الأمر الذي يهدّد حياة آلاف المرضى وعلى رأسهم الأطفال والنساء، في ظل استمرار الصمت الأممي والدولي المخزي تجاه الحصار الإجرامي المفروض على البلد.
وأكّـد العديد من مسؤولي المستشفيات الخَاصَّة في العاصمة صنعاء للمسيرة، أمس الأحد، أن المستشفيات تواجه خطر الإغلاق التام؛ بسَببِ انعدام الوقود.
وقالت الدكتورة ماجدة الخطيب، مديرة مستشفى السبعين للأمومة والطفولة: إن انعدام الوقود سيؤدي إلى إغلاق المستشفى وسيمثل ذلك “حكماً بالموت على ثلاثة آلاف امرأة حامل، وما بين 400 إلى 500 طفل تستقبلهم حضانات المستشفى شهرياً”.
وأضافت الخطيب أن “منظمات الأمم المتحدة أوقفت نهائيًّا دعم الوقود هذا العام، ما أَدَّى إلى اشتداد الأزمة”.
وليست هذه المرة الأولى التي ينكشف فيها هذا التخادم بين المنظمات الأممية وتحالف العدوان في ما يخص افتعال أزمة المشتقات النفطية، حَيثُ كانت مؤسّسة المياه والصرف الصحي في الحديدة قد أكّـدت حدوث الشيء نفسه معها.
إلى ذلك، أوضح مدير عام مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء، الدكتور مطهر المروني، للمسيرة أن هناك في العاصمة صنعاء وحدَها 87 مستشفى حكوميًّا وخاصًّا، و529 مركزًا طبيًّا عامًّا وخاصًّا، وسبعة مصانع أوكسجين، وتحتاج هذه المرافق أكثر من مليوني لتر من الديزل بشكل شهري.
وأكّـد أن “العشرات من نداءات الاستغاثة ترد يوميًّا من المستشفيات، ولكن الوقود المتوفر لا يغطي 15 بالمئة من حاجة القطاع العام والخاص؛ بسَببِ الحصار الخانق المفروض على البلد”.
وأوضح أنه تم إطلاع المنظمات الأممية والدولية من قبل وزارة الصحة قبل أَيَّـام على خطورة استمرار تحالف العدوان باحتجاز سفن الوقود لكن “لا توجد مؤشرات إيجابية”.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة أكّـد، أمس الأول، أن أقسام الغسيل الكلوي والعمليات وحضانة الأطفال باتت مهدّدة بالتوقف عن العمل؛ بسَببِ استمرار انعدام الوقود.
وأوضح أن هناك أكثر من ألفي طفل بحاجة إلى تنفس صناعي، أصبحت حياتهم مهدّدة؛ بسَببِ احتجاز سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة.
وقال أمين عام اتّحاد المستشفيات الخَاصَّة، الدكتور ناصر القادري للمسيرة، أمس: إن انعدام الوقود خلق مشاكل كبيرة وأعاق الكوادر الفنية والإدارية والأطباء عن أداء مهامهم في المستشفيات.
وأوضح أن المستشفيات والمراكز الطبية الخَاصَّة تحتاج مليون ومِئة ألف لتر من الديزل شهرياً، مُشيراً إلى أن ما هو متوفر حَـاليًّا لا يتجاوز 30 %.
وَأَضَـافَ القادري أن المستشفيات باتت عاجزة عن تشغيل أجهزة طبية رئيسية، وأن استمرار هذا الموضوع يدفع نحو بحث خيار الإغلاق، وهو ما سيشكل مأساة إنسانية كبيرة.
غضبٌ جماهيري ومؤشراتُ انفراجة مؤقَّتة
ومن المقرّر أن تخرُجَ اليومَ الاثنين، مسيراتٌ جماهيريةٌ حاشدةٌ في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظاتِ؛ احتجاجاً على العقاب الجماعي الإجرامي الذي يمارسه تحالف العدوان ضد الشعب اليمني من خلال احتجاز سفن المشتقات النفطية في البحر الأحمر ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة.
ويؤكّـد الشعار الرسمي للمسيرات التي ستخرج اليوم على أن احتجاز المشتقات النفطية قرار أمريكي، وهو أَيْـضاً ما أكّـدته سابقًا وسائل إعلام أمريكية وأعضاء في الكونغرس الأمريكي.
ويأتي الخروج الجماهيري أَيْـضاً تأكيداً على دعم حملة “إعصار اليمن” التي أعلن عنها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والتي تهدف إلى تحشيد رسمي وشعبي واسع لمواجهة العدوان والحصار.
وكان المتحدثُ باسم شركة النفط اليمنية، عصام المتوكل، قال في تصريح، مساءَ أمس الأول: إن هناك معلوماتٍ ترجِّحُ إفراج تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي عن سفينتي وقود بينهما سفينة البنزين الإسعافية المخصصة للاستهلاك العام “قيصر” والتي قامت قوى العدوان باحتجازها قبل أَيَّـام بعد حصولها على تصريح لجنة التفتيش الأممية للوصول إلى ميناء الحديدة.
ويعمد تحالف العدوان دائماً إلى إدارة أزمات الوقود التي يفتعلها من خلال السماح لكميات محدودة من المحروقات بالوصول إلى ميناء الحديدة فقط للتخفيف قليلًا من الأزمة، قبل أن يعود لتشديدها مجدّدًا.
وغالبًا تتضمنُ الشحناتُ التي يتم السماحُ بوصولها إلى الميناء، كمياتٍ تابعةً للقطاع الخاص، يحاول تحالف العدوان استغلالها إعلامياً للتغطية على حقيقة إصراره الواضح على منع وصول الشحنات المخصصة للاستهلاك العام.