اليمنُ بين الإنسانية والأنانية
فاطمة محمد المهدي
مبادئ وقيم متناقضة، ومعايير تحكمها المصالح فقط، ذلك هو الغرب وذلك هو مجلس الأمن وتلك هي الأمم المتحدة في موقفهم من قضايا إنسانية وحروب مشتعلة.
ففي حين يتباكى الغرب على أوكرانيا ويتهافت لدعمها من كُـلّ النواحي، لا يلقي بالاً ولا حتى نظرة بسيطة لمأساة شعب اليمن الذي يرزح منذ 7 سنوات تحت أنقاض حرب كونية وحصار خانق.
والأسوأ من هذا أنه يدين ويندّد ويشجب أبسط رد عسكري مشروع وشريف من اليمن ضد العدوان، فيما مجلس الأمن والأمم المتحدة يمثلان دورَ (إللي مش واخذ باله) من جرائم العدوان على اليمن شعباً وارضاً، بينما مواقفهما الواضحة (والفاضحة) تظهر تواطؤ تاماً مع تحالف العدوان.
إنها مبادئ وقيم ومعايير الغرب المتناقضة بحسب المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية، أما الإنسانية فهي مُجَـرّد قيمة تشير إليه، ولكنها حين تصل عند حدوده الجغرافية تخلع (سنها) لتظهر على حقيقتها أنانية.
مفهوم (الإنسانية) عند الغرب تماماً كمفهوم (الطفولة) مفهوم (خاص) يعني الإنسان الغربي فقط، ومصلحته وبقائه ضمن حدوده، لكنه يتلاشى أبعد من ذلك، كما تلاشى في فلسطين، وسوريا، وفي اليمن حتى اليوم.
فأين إنسانية الغرب وأممه المتحدة، ومواقفه من جرائم الحرب والحصار؟
أين إنسانية الغرب من معاناة شعب يرزح تحت حصار اقتصادي خانق منع عنه الغذاء والدواء والغاز والنفط؟
إنها معايير أنانية لا إنسانية.