احتشاد كبير بصنعاء تنديداً بالحصار الأمريكي.. الشعبُ عصيٌّ على الانكسار
العلامة مفتاح: نقول لأمريكا لن نضعفَ ولن نستكينَ أمام جبروتكم وحصاركم
ضيف الله الشامي: السفير البريطاني يشرف بقرار أمريكي مباشر على افتعال أزمة المشتقات النفطية
بيان المسيرة: مواجهة الحصار والعدوان الأمريكي جهاد شرعي وواجب مقدس على كُـلّ اليمنيين
المسيرة – صنعاء
أوصل الشعبُ اليماني رسالتَه بوضوحٍ للعالم من خلال خروجِه المشرِّف، يوم أمس، في ساحة باب اليمن بعاصمة الصمود صنعاء، وهتف الأحرارُ ضد أمريكا وإسرائيل وأدواتهما من المرتزِقة، مؤكّـدين أن ما يحدث من حصار خانق، ومنع وصول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة تقف وراءه أمريكا.
وتوافد الآلافُ من اليمنيين إلى ساحة باب اليمن، حاملين لافتاتٍ متعددةً، كُتبت عليها عباراتٌ كثيرةٌ، أكّـدت على صمود الشعب اليمني وبسالته في مواجهة الحصار، ودعت إلى التصدّي لذلك بدعم حملة “إعصار اليمن”، وتوجيه أقسى الضربات إلى العُمقَين السعوديّ والإماراتي.
وردّد المحتشدون الشعاراتِ المتنوعةَ، منها الشعارُ الرسمي المعروف (اللهُ أكبر، الموتُ لأمريكا، الموتُ لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصرُ للإسلام)، وغيرها من الشعارات الساخطة ضد الحصار الخانق عليهم.
وتأتي هذه المسيرةُ في ظل أزمة خانقة يعيشُها الشعبُ اليمني والمتمثلة في انعدام المشتقات النفطية، ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة، الأمر الذي يهدّد بحدوث كارثة إنسانية على كافة المستويات، وخَاصَّةً بعد وصولِها إلى مرحلةٍ حرجة، وتزايُدِ النداءات لقطاعات الدولة؛ تحذيراً من دخولها في مرحلة حرجة إذَا استمر الوضع على ما هو عليه، ولا سيما القطاع الصحي الذي يحذر من وفاة آلاف المرضى جراء هذه الأزمة، إضافة إلى المعاناة المتراكمة للمواطنين جراء مكوثهم لأيام أمام محطات الوقود؛ أملاً في الحصول على البنزين والديزل.
وتأتي المسيرةُ أَيْـضاً في ظل التضليل الإعلامي الذي تمارسه قوى العدوان، وتدَّعي بأن الأزمةَ الحاصلةَ مفتعلةٌ من قبل حكومة صنعاء، وهي محاولاتٌ من العدوان تهدفُ إلى صَبِّ الزيت على النار، وإثارة السخط الشعبي على “أنصار الله”، بدلاً عن تحويله إلى موقعه الأصلي وهو أمريكا وإسرائيل وتحالف العدوان على اليمن.
ولهذا فقد كان شعار “المسيرة” واضحًا وحمل عنواناً لافتاً: “حصار المشتقات النفطية.. قرار أمريكي وخيارنا إعصار اليمن”، حَيثُ يتضح أن العدوان الأمريكي السعوديّ لجأ إلى تشديد الخناق على الشعب اليمني، وافتعال أزمة إنسانية، بعد الإخفاقات الكبيرة والمتواصلة في الميدان العسكري، وفشل كُـلّ الخيارات لهزيمة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
ويتضح من خلال إضافةُ عبارة “خيارُنا إعصارُ اليمن”، أن القيادة الثورية والسياسية والعسكرية لن تسكت وهي ترى الشعب يرزح في خانة الجوع والمعاناة، وأنها قد تُقْدِمُ على ضربات موجعة للعدوان تدفعه لعدم الاستمرار في مغامرته المتوحشة بفرض الحصار الخانق على الشعب اليمني.
وفي السياق، يؤكّـد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، خلال كلمة حماسية له في المسيرة أن الشعب اليمني سطّر أعظم ملاحم الصمود والثبات في مواجهة العدوان والحصار، مُشيراً إلى أن العدوان انطلق من أمريكا، وبدأ بقرار ورعاية الإدارة الأمريكية، ونحمِّلُها مسؤوليةَ هذا العدوان بكافة تفاصيله.
ويواصل العلامةُ مفتاح حديثه، مقدِّماً وعياً شاملاً للمحتشدين ولمن يقفُ خلفهم وراء الشاشات، ليوجِّهَ رسالةً إلى العدوّ الأمريكي السعوديّ بقوله: “شعبنا لن يخضعَ مهما اشتد حصار تحالف العدوان وازدادت جرائمه”، مُضيفاً: “نقول لأمريكا وأدواتها، لن نضعف ولن نستكين أمام جبروتكم وحصاركم”، وهي رسالة تؤكّـد استحالة الاستسلام في قامس اليمنيين، وأنهم قادرون على الثبات والصمود لسنوات أُخرى، كما ثبتوا خلال السنوات السبع الماضية.
سنواصلُ المسير
وخلال كلمته أمام الحشود الغفيرة، أثنى ناطق حكومة الإنقاذ ووزير الإعلام، ضيف الله الشامي، على الحاضرين، قائلاً: إن “شعبَنا اليومَ يخرُجُ بهذا الحضور المشرِّف رغم الظروف الصعبة ليسمع رسالته للعالم”.
وَأَضَـافَ وزير الإعلام أن “الشعب اليمني عصيٌّ على الانكسار، وأنه وعلى مدى 7 سنوات فشل العدوّ في كسر إرادته، وأن آمالَ تحالف العدوان تحطّمت تحت أقدام شعبنا، وأصبح شعبنا اليوم مثالاً في العزة والكرامة والصبر والصمود”، لافتاً إلى أن “شعبنا سيقف خلف قيادته ولن ينخدعَ بأكاذيب قوى العدوان وأدواتهم، وسيواصلُ المسيرَ حتى تحرير اليمن وإسقاط كُـلِّ المؤامرات”.
وثمّن الوزيرُ الشامي التضامُنَ الشعبي الكبير والهمة العالية التي يتمتع بها أبناء شعبنا في معركة الوعي وضرب مؤامرات العدوّ.
وأكّـد وزير الإعلام ضيف الله الشامي أن السفيرَ البريطاني يشرف بقرار أمريكي مباشر على افتعال أزمة المشتقات النفطية، مجدّدًا الدعوة لأبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر للمزيد من الضربات الموجعة لقوى العدوان.
النفيرُ إلى الجبهات
واختُتمت المسيرةُ كالمعتاد ببيان، حمَّل أمريكا المسؤوليةَ الكاملةَ عن الحصار الإجرامي المفروض على اليمن، مُشيراً إلى أن محاصَرةَ ميناء الحديدة عدوانٌ أمريكي يتوجب من الجميع النفير ورفع السخط ضد المجرمين على رأسهم الإدارة الأمريكية.
وأكّـد بيان مسيرة صنعاء أن مواجهةَ الحصار والعدوان الأمريكي جهادٌ شرعي وواجبٌ مقدَّسٌ على كافة اليمنيين، وأن خيار شعبنا في مواجهة الإجرام الأمريكي هو إعصارُ اليمن بالنفير إلى الجبهات وتعزيزها بالرجال والمال”.
وأشَارَ بيانُ المسيرة إلى أن إغلاقَ ميناء الحديدة هو إغلاقٌ للشريان الرئيسي للحياة في اليمن ومنع دخول سفن الوقود والغذاء والدواء جريمة حرب مشهودة، محمِّلاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة في صمتهم تجاه جريمة العدوان المُستمرّة وحصاره لأبناء شعبنا، موضحًا أن معاناة المواطنين في المناطق المحتلّة تكشف أن أجندة تحالف العدوان تستهدف كُـلّ اليمنيين دون استثناء.
وتوجَّـهَ بيانُ مسيرة صنعاء إلى كافة الأحرار في المحافظات المحتلّة بالنهوض في مواجهة تحالف الاحتلال والمرتزِقة، مبينًا أن من حق الشعب اليمني الوصولَ للمشتقات النفطية؛ باعتبَاره حَقًّا أَسَاسيًّا ومكفولًا بكل الشرائع والمواثيق الدولية.