مشاركون في مسيرة صنعاء: العالَــمُ ينظُــرُ بعيون “وقحة” للحصار على اليمن
أكّـدوا أنهم صامدون كصمود الحسين في كربلاء
المسيرة – منصور البكالي
عبّر المشاركون في مسيرة “صنعاء” التي خرجت، يوم أمس؛ للتنديد بالحصار الأمريكي الإجرامي على الشعب اليمني عن استيائهم من ازدواجية العالم في تعامله من القضايا الإنسانية، إذ أنه يرى بعين عطوفة رحيمة لما يحدث في “أوكرانيا”، في حين ينظر بعيون “وقحة” للحصار والعدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن.
الدكتور يحيى المراني، وهو يحملُ جُعبتَه وبندقيته من ساحة الحرية والصمود في باب اليمن يوجه رسالة واعية للعالم والمجتمع الدولي، يقول: “على العالم اليوم أن ينظر إلى المجتمعات والشعوب كلها بمعيار واحد ومقياس واحد، فهناك ازدواجية في الأخلاق وازدواجية في المعايير الدولية وازدواجية في تطبيق القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية، ونحن اليوم نتحدث عن ظلم وجرائم وجور وحقد يمارسه المجتمع الدولي بحق الشعوب الأُخرى ومنها اليمن وفلسطين، وهذه كارثة على شعوب أمتنا”.
ويضيف المراني في تصرح لصحيفة “المسيرة”: “في هذه المسيرة ومن هذه الساحة نقول للعالم إن خيارات شعبنا اليمن وجيشنا ولجاننا الشعبيّة واسعة ولن نقف مكتوفي الأيدي ولدينا من السلاح والصمود ما يردعكم ويذيقكم البأس، والرد قادم لا محالة وسيشهد العالم من شعبنا اليمني ما لا يشهده من المجتمعات الأُخرى”.
صالح جميل، أحد المجاهدين من أحفاد بلال ببشرته السمراء وعنفوان شبابه وببندقيته الملصق على مخزنها صورة لطفل معانٍ من شدة الحصار وعبارة بجوارها مكتوب عليها: “الحصار الذي تفرضه أمريكا على شعبنا اليمني يضاعف من المعاناة”، هو الآخر يقول للعدو الأمريكي: “لن تمروا ولقد حان الوقت لنذيقكم من بأس الله وبأس شعبنا اليمني، والجبهات وميادينها هي قبلة كُـلّ المحاصرين الذين تمعنون في تجويعِهم وقصفهم”.
ويتابع جميل وهو بلهجته التهامية ذات المذاق الشعبي الجميل “قولوا لأمريكا وعبادها لن نركع إلا لله وحده الذي خلقنا وهو الذي سيمدنا بنصره”.
حجم هذه الثقة بالله المنطلقة في عباراته صاحبها اندهاش الحاضرين وانجذابهم لحديثه المروي لصحيفة “المسيرة”.
“فكوا حصاركم وارفعوا أيدكم عن شعبنا”.. بهذه العبارة المطلبية يختصر الشاب الآخر من أحفاد بلال فهمي عبدالله رسالته لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ متوعداً بأن خيارَ المواجهة والرد باستهداف المنشآت النفطية والقواعد الأمريكية في المنطقة هي اللغة المفهومة في عالم اليوم”.
ثبات أُسطوري
من جهته، يقول إبراهيم مفضل: “مهما أمعنتم في حصارنا والعدوان علينا فصمودنا كصمود الأمام الحسين في كربلاء، وَثباتنا اليوم أمام حصاركم ومنعكم لدخول المشتقات النفطية نستمده من عزم وإرادَة صمود الأمام الحسين -عليه السلام- يوم أن انتصر الدم على السيف”.
ويناشد مفضل كُـلّ أحرار العالم والمنظمات الإنسانية والحقوقية والقنوات والوسائل الإعلامية بالوقوف مع مظلومية الشعب اليمني وجرم الدور الأمريكي في تشديد الحصار عليه وتعميق الحرب الاقتصادية والعسكرية في اليمن، ولما لها من تبعات على البشرية والإنسانية في اليمن.
أما عبدالقدوس المروني -أحد جرحى الجيش واللجان الشعبيّة- فيقول: “الحصار المفروض على شعبنا ومنع دخول المشتقات النفطية إليه يعطينا حافزاً إضافياً لمواجهة العدوان وهذا مألوف عن اليهود منذ بدء الإسلام حين حوصر الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في شِعْبِ أبي طالب وفي المدينة المنورة من قبل قريش”، متابعاً: “وحصار قريش العصر بقياده أمريكا وإسرائيل تعيد نفس المخطّط ونفس السلاح لمحاولة تركيع شعبنا وحرفه عن المشروع القرآني الذي اختاره كسبيل هداية وقوة وعزة في مواجهته لقوى الغزو والهيمنة الصهيو أمريكية”.
مأمون محمد حسين الهاشمي، وبجواره طفله حسام ذو البزة العسكرية يرد على الحصار الأمريكي ومنع دخول سفن المشتقات النفطية بثقافته القرآنية قائلاً: “يقول الله سبحانه وتعالى: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير، الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّه ُوَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم اللَّهِ كَثيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ)، داعياً أبناء شعبنا اليمني إلى مواجهة العدوان الأمريكي المتغطرس بالمزيد من قوافل الرجال والمال وإعلان النفير العام والتحشيد إلى الجبهات ومراكز التدريب والتأهيل لخوض معركة التحرير الشاملة لكل التراب اليمني من دنس الغزاة ومرتزِقتهم العملاء في الداخل والخارج”.
ويضيف الهاشمي في حديثه لصحيفة “المسيرة” مهما تجبر المتجبرون إلا أن الله قد وعد عباده المستضعفين بالنصر قائلاً في محكم كتابه: “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)، متابعاً “ونقول ما قال الله سبحانَه وتعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)”.
ويؤكّـد الهاشمي أن الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية عدوان أمريكي يتطلب مواجهة جمعية من قبل كُـلّ أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناتهم السياسية والمذهبية، مُشيراً إلى أن العدوان والحصار الأمريكي لا يفرق بين أبناء الشعب ويعمل ليل نهار على قتله بالغارات والحصار لتركيعه واحتلاله ونهب وسلب مقدراه وثرواته.
معاقون ومرضى في ساحة الصمود
المعاق محمد صالح الفهد من جانبه يقول: “معنوياتنا عالية أمام الحصار والعدوان الأمريكي على شعبنا اليمني، ونقول للعالم: أَوقِفوا أمريكا عند حَدِّها، فقتل شعبنا وحصاره ومنع دخول المشتقات النفطية عليه مخالِفٌ لكل المواثيق والمعاهدات والاتّفاقيات الدولية، وأمريكا تثبت من يوم إلى آخر أنها فاقدةٌ لأدنى معايير الأخلاق ولا تراعي أيةَ حقوق للشعوب المستضعَفة”.
أما المريضة المقعَدة آية عبدالله المحويتي فحضَرت إلى ساحة الصمود بحد ذاته آية -كما تقول- بسبب أن الحصار ضاعف معاناتها المرضية، وأنها تشتري إبرة الأعصاب بمبلغ 30 ألف ريال شهرياً، وأن إغلاق مطار صنعاء الدولي حرمها من حق العلاج في الخارج، وأن انعدام المشتقات النفطية يفاقم من معاناتها ومعاناة أسرتها الفقيرة.