وعدُ الأحرار دينٌ في الرقاب
محمد يحيى الضلعي
وعدُ الحُرِّ دَينٌ؛ لأَنَّنا نكتُبُ وعودنا بدمائنا ونحفرها على صخور هذا البلد الصلبة كي تبقى شاهدة علينا فَـإنَّنا عند كلمتنا وما قلناه وما وعدنا به سيكون واقعاً تتجرعون تفاصيله فلا تستهينوا بكلام الرجال ولا تركنوا لحلفاء الغرب وكونوا على استعداد تام فالمستقبل القريب مليءٌ بالمفاجآت التي ستكون عقابكم.
وإن شككتم يوماً فيما نقول فراجعوا التاريخ قليلًا، وقليلاً جِـدًّا من بداية العدوان إلى اليوم، كيف صدقنا القول وحقّقنا الوعد وكنا على قدر تهديداتنا وتحذيراتنا بعكس توقعات العالم ولذلك فالقادم أَيْـضاً يفوق توقعات العالم.
ألم تشاهدوا صواريخنا وطائراتنا المحلية تتجاوز منظوماتكم الحديثة لتصل لهدفها رغماً عنكم وعن أموالكم وتقنياتكم وحلفائكم، ألم تشاهدوا جنودنا يواجهون أعتى أسلحتكم وأكثر جمعكم لتعودوا خائبين منهزمين مكسوري الهامة؟.
ولا بدَّ أن يؤخذ الكلام على محمل الجد وخَاصَّة عندما يصدر عن الأحرار، لا بُـدَّ أن يفسر ويستنتج ويعلم به الصغير والكبير ومن له علاقة ومن يهمه الأمر، هكذا هي الوقائع التي أثبتتها كُـلّ المحطات عبر التاريخ وأن من قدم وضحى بكل ما يملك؛ مِن أجلِ العزة والكرامة يسمى حراً ومن فئة الأحرار، وما جاد به الوطن من تقديم الغالي والرخيص إلا كي يعتلي هذه المرتبة التي تعد مرتبة شرف قلّ نظيرها في كَثير من بقاع العالم.
وفي مقابل كُـلّ هذا أمعنت وتغطرست وتعمدت مملكة الشر وحلفائها من اليهود والنصارى بفرض حصار مطبق على هذا الشعب وتفننوا في إتقان هذا الحصار بل وتلذذوا بمعاناة الشعب اليمني، لتناظر كيلوهات المترات وطوابير من السيارات تغطي شوارع العاصمة صنعاء والمحافظات المحرّرة في انتظار دبة وقود وتجد الآباء والأُمهات والأطفال في طوابير الغاز، كُـلّ هذا العناء نتيجة عمل ممنهج ضد أبناء الوطن الأحرار، وحين كان فشلهم الذريع عسكريًّا اتجهوا إلى الجانب الاقتصادي بضراوة في انحطاط أخلاقي وإنساني وكلّ هذا أمام مرأى ومسمع من منافقي العالم.
الجدير ذكره أننا سنواجه كُـلّ المعتدين وسنرد الصاع صاعين وسيتذوقون ما ذاقه الشعب اليمني ولا شيء يسقط بالتقادم.
والأعظم من كُـلّ هذا فقد أصرت أمريكا وإسرائيل على العربان دول العدوان أن يطبقوا الحصار، كيف لا وهم أدواتهم ليتركوهم في واجهة الاتّهام وسيجدون أنفسهم في وجه الشعب اليمني جيلاً بعد جيل يتقاضونهم جراء عبثهم بأبناء اليمن الأحرار الذي قتلوا ظلماً وعدواناً من قبل كُـلّ المعتدين.
إن الحر الأبي لا يمكن أن يطرح كلامه بدون اعتبار، وحين قال الأحرار سنثأر أبشروا بالثأر وحين قال سنقتص أبشروا بالقصاص، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب، فَـإنَّ الأحرار الذين قدموا كُـلّ شيء لا يمكن أن يقدموا تنازلات كما تريدون فما قدموه في سبيل العزة والكرامة والإباء أغلى مما يتم التنازل لأجله.
قبل أَيَّـام كتب صحفي روسي أن العلماء اليمنيين يحقّقون اختراقاً مذهلاً في منظومة الصواريخ وصناعتها وهذه شهادة من رواد الصواريخ وقريباً سيعترف العالم عندما يرى التصنيع اليمني يسيطر على الجو والبر وعندها لا مكان لكم يا أقزام المنطقة وعملاء الشيطان الأكبر.
استعدوا فالأيّام حبلى والمفاجآت على الأبواب تطرق المستقبل القريب واليمني كما كان سيبقى في مقدمة الصفوف ومقدمة العالم قوة واقتصاد وسياسة ومن يركن على أمريكا فله من درس أُوكرانيا عبرة ليرى خذلان من يوهمونهم بالدعم والإنقاذ أنهم ساعة الحرب لا مكان لهم.
ولك أيها الشعب اليمني الصامد والصابر تحية كبرى تطوف الأرض فخراً واعتزازاً بما تصنع ليشهد العالم أنك الشعب الوحيد في العالم الذي واجهت كُـلّ صلف العدوان فلم تنزح ولم تركع ولم تستنجد ولم تهرب ولم ترفع الراية البيضاء، بل كنت أكثر شموخاً وتحدياً وإصراراً على صنع النصر والمعجزات ليتوج ذلك بما نراه اليوم من قيمة عظمى وصلت إليها ومستقبل يبشر بكل خير.