إن أردنا الخلاصة الحل في الرصاصة
احترام المشرف
الحق يؤخذ عنوة لا بالوعود ولا المزاعم، حقيقة لا بُـدَّ من الاعتراف بها، ما أخذ بالقوة لا يعود إلا بالقوة، ومن استحل الدم لا بُـدَّ من إراقة دمه ومن يحتل الأرض فليدفن فيها، ولا حَـلّ ولا خروج مما نحن فيه من حرب كونية وحصار عالمي وسكوت أممي إلا بأخذ حقوقنا بسواعد رجالنا الأبطال وتطهير أرضنا بدماء شهدائنا الأطهار ولا خلاص إلا بالرصاص،
كفانا حديثاً عن حوار وعن مؤتمرات سلام وعن منظمات حقوق الإنسان ومبعوثي الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وما يسجل من جرائم حرب ضد الإنسانية وحقوق الطفل وحقوق المرأة وتحريم الأسلحة المحرمة دوليًّا و… إلخ.
علينا أن نكف عن كُـلّ هذا، ما الذي صنعته كُـلّ هذه المنظمات والقرارات والاجتماعات من عام (1948م) إلى اليوم؟!
ما الذي حصل لصالح قضية المسلمين الأولى والمركزية قضية فلسطين؟، ما الذي اتّخذ في شأن كُـلّ المجازر التي ارتكبها بني صهيون في حق فلسطين وأبنائها غير بيانات التنديد والإدانة والاستنكار؟! لا شيء سوى ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية من ضربات موجعه لذَلك النبت السرطاني وكما أتى إلى أرضنا العربية بالقوة فلن يقتلع نباته الشيطاني إلا بالقوة، وهو ما حدث في لبنان العروبة، لبنان التي استطاعت مقاومته، متسلحة بالله أولاً وبصدق القضية تمكّنت مقاومته مما لم تتمكّن منه جيوش بأكملها من هزيمة إسرائيل وتطهير أرضهم من دنسهم.
وهكذا في بقية الدول التي اعتدى عليها المعتدون، في محاولة لمسح هُــوِيَّتها وإرضاخها واقتلاع جذورها لم تنتصر إلَّا عندما واجهت عدوها بمثل ما ابتداءها به.
ومن يتصفح التاريخ منذ بدء الخليقة في كُـلّ حقبه وأزمنته ودياناته، في الجاهلية وفي الإسلام، لم يسجل لنا أن حقَّا أعيد لأصحابه بغير ما ذكرنا، حتى الإسلام أتى ليتمم مكارم الأخلاق وينشر الخير والفضيلة وَأَيْـضاً يأمرنا بالقوة والاستعداد ومواجهة أعدائنا ومن يعتدي علينا، يقول سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) من سورة الأنفال- آية (60)
الإسلام يعرفنا أن المعتدي لا يعرف إلَّا لغة السلاح كما هو حالنا مع عدونا في اليمن، عدونا الذي اعتدى علينا بغير وجه حق سوى الضغينة والبغضاء التي توغلت في صدور حكامه الأذلاء على أرض السعيدة على منبع العروبة ومهد الحكمة والإيمَان على من لهم في السماء النجم وفي البيت الركن، وظنوا بأن نفطهم سيقتلع عرش بلقيس ويهدم قصر غمدان، وخاب ظنهم ووجدوا ما لم يكن لهم في الحسبان.
أيغزون مقبرة الغزاة ويظنون أنهم سيعودون أحياء محال عليهم ظنهم، فاليمن يكرم من أتاه ضيفاً ويدفن من أتاه غازياً، ويذيق من اعتدى عليه كؤوس الموت ويلبسهم ثياب الندم، إن سولت لهم أنفسهم أن يتطاولوا ويظنون أنهم لليمن أنداد.
لسنا دعاة قتل ولا مدمني حروب ولا مصاصي دماء نحن أهل الإيمَان ومنبع الحكمة، وأهل الشيم والأخلاق والكرم وإقالة العثرات، والغض عن الهفوات، وأهل التجاوز والتسامح، نحن أهل السياسة والحوار.
وفي المقابل نحن أهل الحرب ورجالها، نحن من نابي الضيم، نحن من لا تنحنِي جبهانا إلا للواحد القهار، نحن من نعرف القيم حتى في الحروب فلا نقاتل إلا من اعتدى ولا نأخذ بجرمه امرأة ولا طفلاً، نحن من لا نعذب أسيراً ولا جريحاً، نحن من أرض إذَا استشهد رجالها فَإنَّ حجارها وجبالها ووديانها ونساءَها وأطفالها كلهم وحوش مفترسة في وجه المعتدي، ومع كُـلّ ما ذكر فنحن متبعون لأمر الله، (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْـمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
السلم وليس الاستسلام، هذا هو منهجنا السماوي الذي لا نحيد عنه ولا نتبع غيره، وهو قائدنا ومرشدنا في التعامل مع عدونا.
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شيئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُؤْمِنِينَ) من سورة الأنفال- آية (19).
عدونا لا يعرف من الأخلاق شئياً، لا خلق له لتحاوره ولا مبدأ له حتى في القتال.
وبعد سنوات من الحرب مع هذا العدوّ، هناك حقيقة أن لا حَـلّ لنا مع عدونا الذي لا يعرف من اللغات إلا لغة الرصاص ولا حَـلّ إلا بالرصاص.