الشهيدُ الخيواني.. الإنسانُ الحر
فارس السخي
يظل هذا اليوم الأليم يعاودنا عاماً بعد عام، ليزيد من آلامنا، ويذكرنا بخسارة الأُمَّــة العربية والإسلامية أحد أبرز مفكريها وكتابها وناشطيها في جريمة اغتيال جبانة.
إنه ذلك الإنسان الحر، والإعلامي الثائر، والأديب المفكر، والسياسي المخضرم، والناشط الحقوقي، وفارس الصحافة، الأُستاذ الشهيد/ عبدالكريم الخيواني، الذي اغتالته أذرع العمالة والارتهان، وما كان اغتياله إلا الرصاصة الأولى للعدوان.
فقد كان الشهيد الخيواني يشكل سداً منيعاً وعائقاً كَبيراً أمام ذريعة العدوان على اليمن، لِما كان له من ثقل وتأثير قوي إعلامياً وحقوقياً وسياسيًّا على مستوى الساحة المحلية والدولية، فتاريخه النضالي؛ مِن أجلِ الحرية والكرامة ونصرته للمظلومين والمستضعفين كان بارزاً ويعرفه العدوّ قبل الصديق.
فقد كان القلم المحبر بدمائه ذخيرة له، والكلمة سلاحه، وكانت كلماته كالوحي الذي يهمس ويبعث الحياة في قلوب الثوار والناشطين، وكالسيف على قلوب الحكام والفاسدين.
لم يكن الخيواني مُجَـرّد قائداً ثورياً فحسب، فهو ليس بجيفارا ولا جمال عبد الناصر، بل كان مواطناً يمنياً بسيطاً متواضعاً وناشطاً حقوقياً لم يتمكّن من السكوت على الظلم والفساد، وكانت له نظرة ثاقبة، وكلماته التي وضع روحه فيها كانت الباعث والمرشد لثورة فبراير ٢٠١١م التي أسقطت نظام عفاش، كما كان له دور بارز أَسَاسي في ثورة الـ ٢١ من سبتمبر التي أسقطت نظام الوصاية والعمالة والارتهان للخارج، ومهما تحدثت عن الشهيد الخيواني لن أوفيه حقه، فقد كان عنفوان ثورة وبركان غضب لا يستكين.