الرئيس المشاط في كلمة خلال ترؤسه لحكومة الإنقاذ الوطني: لن نقفَ مكتوفي الأيدي تجاه الحصار وسيسمع العالم زئيرَ اليمنيين
“دعواتُ السلام” السعوديّة باطنُها عدوان وهدفُها لملمة صف المعتدين والتغطية على استمرار الإجرام
لا يمكن القبول بأية “مشاورات” ما لم يُرفع الحصار وتُعطَى الأولوية لمعالجة معاناة شعبنا
على الجميع العملُ بروح الفريق الواحد ورهاننا على الله والشعب والتوجّـه نحو كُـلّ الحلول الممكنة
المسيرة: خاص
وجّه القائدُ الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، المشير الركن مهدي المشَّاط، مساء أمس السبت، رسائلَ شديدةَ اللهجة لتحالف العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي، في إنذاراتٍ توحي بأن استمرار الحصار وتشديد الخناق على الشعب اليمني المظلوم لن يفضي إلا إلى أعاصير يمانية قادمة يتحمل تداعياتها على المنطقة والعالم كُـلّ الأطراف الدولية التي غضت الطرف عن معاناة الشعب اليمني جراء الحصار الظالم والعدوان والمُستمرّ.
وفي كلمة له على هامش رئاستِه لجلسة حكومة الإنقاذ الوطني، حذّر المشير المشاط دولَ العدوان والحصار من مغبة الاستمرار في التلذذ بمعاناة شعبنا والتفنن بحصاره وارتكاب الجرائم العقابية الجماعية بحقه.
رسالة شديدة اللهجة: استمرار الحصار سيولد انفجارًا
وقال المشاط في كلمته، أمس: “لن نقفَ مكتوفي الأيدي تجاه هذا الحصار والردُّ آتٍ لا محالة على كُـلّ من يمارس الحصار والقتل الجماعي على أبناء شعبنا”، وهي رسالة توحي بأن هناك عملياتٍ يمنيةً نوعية قادمة توازي عملية كسر الحصار الأولى وتفوق فاعليتها؛ نظراً لعدم استجابة دول العدوان والحصار مع كُـلّ الدعوات التي أطلقتها صنعاء.
وتابع المشاط في كلمته “على العالم الأصم الأبكم سماع صوت شعبنا قبل أن يسمع زئيره”، مُضيفاً “سنسمع العالم زئير هذا الشعب إن صم آذاَنه عن سماع صوت شعبنا وصرخاته”، وهي رسالة اعتبرها مراقبون تعبر عن الاستعداد العسكري الجوي والصاروخي لكسر الحصار المفروض على اليمن.
وخاطب قائد القوات المسلحة اليمنية الخونةَ والمتآمرين على الشعب اليمني بقوله “سننتزع حق هذا الشعب من بين مخالبكم وأنتم كارهون بإذن الله سبحانَه وتعالى”.
وأشَارَ الرئيس المشاط إلى أن المؤامرةَ التي رتب لها عدوُّنا في المرحلة الماضية وفي الوضع الحالي كانت في إطار عدوان يمارِسُ فيه أبشعَ الجرائم، مُشيراً إلى أن تحالُفَ العدوان أضاف إلى الحصار والعدوان مخطَّطاً لإثارة الفوضى والانفلات الأمني من الداخل.
مساراتٌ متعددة لاستهداف الشعب وحضورٌ في الموعد
ونوّه المشاط إلى أن قوى العدوان جهزت خطة لاستهداف الشعب بالمفخخات والتفجيرات والقتل الجماعي، في إشارة إلى إفرازات العملية الأمنية الناجحة التي أفشلت التفخيخَ الإجرامي في صنعاء والمحافظات الأسبوع الماضي.
وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بوعي الشعب اليمني وصبره وتضحياته في مواجهة مؤامرات العدوان والحصار، وقال “أقفُ بإجلال وافتخارٍ بوعي شعبنا اليمني وعدم انخداعه بدعايات الأعداء”، مؤكّـداً أن شعبَنا لديه حصانةٌ من خداع الأعداء ولن تمُرَّ عليه الأكاذيبُ والأضاليلُ التي يقومون بها.
وأكّـد المشير المشاط أن شعبنا العزيز يعرف من يقف خلف معاناته ومن يحاصره ويعتدي عليه، لافتاً إلى أن وعي شعبنا واهتمام الأجهزة الأمنية ومؤسّسات الدولة كان عائقاً لمخطّط العدوّ وصخرة تحطمت عليها كُـلّ تلك المؤامرات، مُشيراً إلى أن ممارسات تحالف العدوان تكشف لنا بشكل قاطع حقيقة هذا العدوان ووجهه الحقيقي البشع، متطرقاً إلى أن مستوى الحقد لدى تحالف العدوان يتضحُ جليًّا في ممارسته وإمعانه وتلذذه في حصار أبناء شعبنا على كُـلّ المستويات.
واستطرد بجُملةٍ من الرسائل قال فيها “نؤكّـد لجماهير شعبنا أن هذه المؤامرات العدوانية يقف خلفها الأمريكي والبريطاني”، مُضيفاً “السعوديّ والإماراتي والمنافقون من خونة الداخل ليسوا إلا منفذين لمؤامرات الأمريكيين والبريطانيين”، وهي كلمات توحي بمدى توسع أفق الرد اليمني القادم على كُـلّ الأطراف المشاركة في الحرب والحصار والتجويع الجماعي.
رد صريح: “دعوات السلام” خداع سعوديّ لتجميع “الصفوف”
وفي سياق متصل، أشار القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية إلى المناورات السياسية الجديدة التي لجأت إليها السعوديّة مؤخّراً للتغطية على أعمال التصعيد والحصار ومحاولة خداع الرأي العام العالمي واليمني، عبر دعوات مخادعة ومضللة لـ “السلام” على الطريقة السعوديّة الإماراتية بعيدًا عن مصالح شعبنا وتضحياته.
وقال المشاط: إن “ما يسمى بمشاورات الرياض عنوانها سلام وباطنها عدوان أكثر وحصار أشد”، مُضيفاً “يسعون في هذا المؤتمر أَو ما يسمى بالمشاورات للملمة وتوحيد جبهات المنافقين الخونة الفاشلين فقط”، متبعاً “يريدون من هذه المشاورات لملمة الشتات داخل صفوف النفاق والارتزاق ليستمروا في تصعيدهم وحصارهم”، في إشارة إلى أن رد صنعاء الرسمي على تلك الدعوات المخادعة قد جاء كالعادة وهو القبول وفق الأسس المتفق عليها بما يضمن الحقوق العادلة والمشرفة للشعب اليمني في الحصول على السلام.
وتساءل المشير المشاط: “لماذا يدعون لمشاورات سلام ويمارسون القتل الجماعي بحق أبناء شعبنا؟.. أي غباء وأي استحمار يمارسونه على شعبنا حين يحاصرونه من ناحية ويدعونه للسلام من ناحية أُخرى؟.. ما هو السلام إذَا لم يكن الجانب الإنساني على مقدماته وفي السطور الأولى من أول اهتماماته؟”، وهي تساؤلاتٌ اختزلت الرسالةَ المؤكَّـدة من صنعاءَ، وهي أن الحصارَ واستمرارَه أمرٌ غيرُ مقبولٍ تركُه قبل أي دخول في أي حديث عن السلام.
واختتم المشاط حديثه في هذا السياق برسالة للأعداء قال فيها: “أنتم فاشلون وكلّ خططكم ستبوء بالفشل والخيبة؛ لأَنَّ شعبنا في موقف الحق ومعتمد على الله”، في إشارة تؤكّـد أن الرهانَ اليمني بات فقط على عمليات الرد والردع الموجعة القادمة.
الشعب والدولة.. تكامُلٌ حتمي لتجاوز المؤامرة
وفي خضم اللقاء، دعا رئيسُ السياسي الأعلى، مسؤولي الدولة إلى العمل بروح الفريق الواحد وتحمل المسؤولية تجاه الله واليمنيين، مشيداً بدور كُـلّ مسؤول يحمل هَمَّ خدمة الشعب.
ودعا الرئيس المشاط كُـلّ مقصر أَو مهمل في مسؤوليته إلى الحذر والانتباه والعمل بوتيرة عالية وبهمة ومسؤولية فالوضع يتطلب منّا ذلك، مضيفاً: “نقول بكل وضوح إننا في وضع أوصلنا العدوّ إليه بكل سلبياته وإيجابياته، بالتالي لسنا في وضع مثالي، ونتشرف ونفتخرُ ونعتز بكل أخ عزيز مسؤول في مؤسّسات هذه الدولة يقول سأتحمل المسؤولية رغم الصعاب ورغم المعوقات، والذي لا يوجد لديه القدرة بإمْكَانه أن يضع المسؤولية على آخر لديه الاستعداد وهذه القاعدة ليست استنقاصاً لأحد”.
وفي ختام كلمته، عرَّج الرئيسَ المشاط على الوضع الداخلي بإشارة إلى التوجيهات بسرعة صرف نصف الراتب لكل موظفي مؤسّسات الدولة، ومخاطبة هيئة الزكاة للإسراع في تجهيز المساعدات لمليون فقير ومسكين قبل موعد شهر رمضان المبارك.
وجدّد الرئيس المشاط التأكيد على أن الرهان بعد الله هو على وعي الشعب وصموده وإيمَانه بعدالة قضيته، مثمناً جهود موظفي الدولة ورجال الأمن، وموجِّهاً تحية إجلال وإكبار لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، في حين اختتم المشاط كلمته بدعوته للشعب للاستفادة من الأمطار ومساعدة اللجان الزراعية للعمل نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، ومواجهة الحصار على مسارين، الأول يتضمن الردع والرد، والآخر الجد والبذل والتوجُّـه نحو الزراعة الشاملة.