قناة المسيرة تحتفي بـ 10 سنوات من تأسيسها في فعالية كبرى بصنعاء
المسيرة: منصور البكالي
نظمت شبكةُ المسيرة، الأربعاء الماضي 23 مارس 2022م، فعالية مميزة بالعاصمة صنعاء احتفاء بمرور 10 سنوات على انطلاقتها، وذلك بحضور رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني، الدكتور عبد العزيز بن حبتور وعدد من الوزراء والشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية، وعسكريون وأمنيون وقيادات نسوية.
وخلال المهرجان الذي أقيم في المركز الثقافي بالعاصمة اليمنية صنعاء، بمشاركة سَفَر الصوفي –مدير مكتب قائد الثورة– أكّـد رئيس مجلس شبكة المسيرة رئيس الوفد المفاوض، محمد عبدالسلام، في كلمة متلفزة عبر الفيديو، أن القناة للتعبير عن حقوق المستضعفين في هذه الأُمَّــة، وكانت حلماً انبثق من صميم المعاناة، مُشيراً إلى أن العشرية الأولى لقناة المسيرة كانت حافلة بالمحطات والأحداث المهمة، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
واستعرض عبدالسلام التحديات والصعوبات التي واجهت القناة منذ انطلاقتها وما تعرضت له من تعنت وحصار وقصف واستهداف ومحاولات إسكات وإيقاف وحجب وهجمات إلكترونية واستيلاء من قبل الإدارة الأمريكية ودول العدوان، مشدّدًا على المضي في مواجهة الأكاذيب والسير في ميادين الجهاد.
وثمّن عبدالسلام دورَ قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي كان وما يزال في متابعة القناة ويوجه دائماً التوصيات ويصوب الآراء والأداء.
وتوجّـه عبدالسلام بالشكر لكل العاملين في شبكة المسيرة كقناة وصحيفة وموقع ولكل من وقفوا إلى جانبها، مؤكّـداً أن ما وصلت إليه القناة من تطور، خلال المرحلة الراهنة، ما كان له أن يتحقّق لولا توفيق الله تعالى، وتحمّل المسؤولية من قبل العاملين.
بدوره، أكّـد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أن الإعلام الوطني المقاوم، وفي مقدمته قناة المسيرة، قاد بفاعلية معركة الكلمة في مواجهة الإمبراطوريات الإعلامية الواسعة التي صنعها المال الخليجي والأمريكي، لترويض ومغالطة الناس بأخبار زائفة ليس لها وجود في الواقع، وأن الإعلام الذي قاوم العدوان ووسائل إعلامه المعادية بالحرف والكلمة والفكرة، يساوي الكثير في معركة الشرف التي يخوضها الشعب اليمني منذ سبع سنوات.
وقال بن حبتور: “هناك إرادَة متجذرة من قبل شباب قناة المسيرة، وَأَيْـضاً من قبل روحها التي مثلها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وذلك منذ لحظة انطلاقها، فمشروع المقاومة هو المشروع الذي ينبغي أن نقفَ إلى جانبه، والمتردّدون الذين ما يزالون متذبذبين في مواقفهم عليهم بعد هذه السنوات، إعلان وقوفهم مع الشعب اليمني الذي قدّم كُـلّ التضحيات وصمد هذا الصمود بقيادة قائد الثورة”.
وأشَارَ رئيس الوزراء إلى أن الكلمة ليست سهلة على الإطلاق، وقولها في لحظات مفصلية أشد وقعاً من ألف رصاصة لإسكات الرأي الآخر الذي يريد تغيير رأي المقاومة، لافتاً إلى أن الإنسان الحر والسوي حتما يُقدّر الكلمة الحرة والمقاومة التي كادت أن تضيع في أوساط تلك المؤامرات الإعلامية القذرة، التي تنفذها تلك الوسائل الإعلامية التي تنتشر من المحيط إلى الخليج الساعية لتدجين الفكر العروبي المقاوم.
ومضى: «ونحن نحتفل بصوت إعلامي شجاع ومقاوم مثل قناة المسيرة، نُحّيي -في الوقت ذاته- جميع قنوات المقاومة الممتدة من العراق إلى سوريا ولبنان ومصر والمغرب العربي التي حاول النظام العربي إسكاتها، وتحويلها إلى جزء من الفريق الذي يطبّع مع المشروع الصهيوني، فرفض أحرارها الانصياع وحملوا راية المقاومة وفكرها وشجاعتها».
وذكر أن هناك قادةً في المنطقة العربية، ومنهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تُوزن أقوالهم بالميزان الحساس، وحينما يتحدثون فَـإنَّ الإعلام الغربي الرأسمالي يحسب لهم ألف حساب، ويُخضع كلماتهم للتحليل.
وحيا رئيس الوزراء قناة المسيرة باسم الحكومة والأجهزة الرسمية، وكلّ التضحيات التي قدمتها القناة التي تستحق من الجميع الوقوف إلى جانبها كصوت ينبغي أن يكون حاضراً وحياً ومواجهاً وصلباً، موضحًا أنه بدون الفكر الحر الشجاع القوي لا يمكن للحرية أَو أية ثورة أن تنتصر في نهاية المطاف.
من جانبه، تقدم وزير الإعلام ضيف الله الشامي، في كلمته بالتهنئة لقائد الثورة رائد المسيرة القرآنية ورائد شبكة المسيرة وإلى كُـلّ طواقم العمل فيها، مؤكّـداً أن قناة المسيرة نموذجاً يُحتذى به في نقل الحقيقة والواقع والتفاصيل بكل مصداقية.
وقال: “عندما انطلقت قناة المسيرة قبل عشرة أعوام كانت عيون اليمنيين شاخصة للشاشة، والجميع ينتظر انطلاقة البث، ولا أنسى دموع الفرح عندما بات لدينا صوتٌ مسموع يصل بمظلوميتنا للعالم” مستعرضاً المراحل الأولى للعاملين في المجال الإعلامي والتوثيق لمحاضرات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رغم الصعوبات وشحة الإمْكَانات، ومثمناً جهود طواقم القناة العاملين في الميادين لنقل مظلومية الشعب اليمني وانتصاراته.
قناة كُـلّ الأحرار
وَنقلت صحيفة “المسيرة” آراء بعض الحاضرين وتقييمهم لأداء قناة المسيرة الفضائية ومدى رضاهم، ومنهم مستشار المجلس السياسي الأعلى أمين عام حزب الأُمَّــة، العلامة محمد مفتاح، الذي أكّـد بأن شبكة المسيرة تطوي العشرية الأولى من انطلاقتها بملاحم بطولية أُسطورية عجيبة في رسالة الكلمة ورسالة الحق ورسالة الصورة ورسالة المبدأ ورسالة التنوير، وها هي تنطلق في العقد الثاني لتقدم الكثير بإذْنِ اللهِ بعد أن قضت مرحلة التأسيس والتأهيل والتدريب في ميدان العطاء.
وقال مفتاح: إن الشعب اليمني والمستضعفين في هذه الأُمَّــة ينتظرون من قناة المسيرة المزيد من العطاء، وأن تكون قناة أحرار كُـلّ العالم لتنقل صوتهم وتعبر عن آمالهم وآلامهم وتساهم في حَـلّ قضاياهم السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وتضمن لهذه الأُمَّــة هُــوِيَّتها وعزتها، وتقوي عُرَى تماسكها ووحدتها، وتقودها لمواجهة عدوها المشترك، وكيفية التغلب عليه، وكشفه وفضحه أمام العالم”.
صوت الأُمَّــة في الماضي والحاضر والمستقبل
وبهذه العبارة يلخص العلامة عبدالله هاشم السياني، عضو المكتب السياسي لأنصار الله وصفه لقناة المسيرة الفضائية، مُضيفاً أن كُـلّ الأحرار والمجاهدين والمناضلين كانوا يتمنون صوتاً يعبر عن مظلوميتهم ومظلومية هذه الأُمَّــة وشعوبها فجاءت قناة المسيرة الرائدة لتوصل صوتهم وتنقل معاناتهم ونضالاتهم وتضحياتهم وتعبر عنها، وبعد عشر سنوات اكتملت المسيرة القرآنية بالمسيرة الإعلامية”.
ويضيف السياني: “قناة المسيرة هي الصوت والشاهد الحي الذي عبر عن المرحلة الماضية ورصد ووثق كُـلّ مجازر الأعداء وبطولات شعبنا اليمني في مواجهتها والتصدي لها، مؤكّـداً أن قناة المسيرة تمثل صوت الأُمَّــة وأحرار العالم في الماضي والحاضر والمستقبل”.
من ناحيته، يقول العلامة صالح الخولاني وكيل وزارة الإرشاد لقطاع تحفيظ القرآن الكريم: “هذه الذكرى مظهر من مظاهر الصمود والثبات في مواجهة قوى الضلال والاستكبار وترسانتها الإعلامية المضللة والمزيفة للحق، ونتمنى لقناة المسيرة وكلّ العاملين فيها المزيد من التثبيت والتسديد، وأن يحفظ قيادتنا التي أرست مداميك المشروع القرآني وما يحتاج إليه في الجانب الإعلامي”.
إعلامياً، يقول الإعلامي ورئيس مجلس إدارة قناة اللحظة الفضائية، عابد المهذري: “إن قناة المسيرة وشبكتها المدرسة والنموذج الذي يحتذى به، وهي التي أسست في اليمن مدرسة إعلامية حصيفة مكتملة الأركان في الوقت الذي كانت الساحة اليمنية تشهد اعوجاجاً كبيراً في توجّـه الرأي العام، فجاءت قناة المسيرة لتضع اللبنة الأولى صوب الاتّجاه الصحيح، وهي الأَسَاس المتين للإعلام الصادق والمنحاز للمواطن الكادح وللإنسان والشعب والقضية العادلة والمظلومية اليمنية”.
كلمة الله هي العليا
من ناحيته، يقول هاشم أحمد شرف الدين، عن العشرية الأولى لقناة المسيرة الفضائية: “عندما تكون الرحلة ممتعة لا تشعر بانقضاء وقتها ويفاجئك الوقت وقد مضى منه الكثير وكذلك القضايا والقصة، ولا أكاد أصدق أننا اليوم نعيش بداية السنة الحادية عشرة لانطلاقتها، ونحتفل بمرور عشر سنوات”.
ويتابع شرف الدين أن هذا الشعب اليمني الحر وقائده الشجاع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حريٌّ به أن يكون له قناة بمثل هذه القناة، معتبرًا أنها قناة الثورة، وقناة الشعب، وقناة المستضعفين، وتطلعات الشعب وأحرار الأُمَّــة، مؤكّـداً أنها القناة التي أبرزت صمود وعنفوان وجسارة الشعب اليمني، وعرت جرائم العدوان ووحشيته، وفنّدت مؤامراته الإعلامية وتضليله الإعلامي، وسيكون لها قدمُ السبق على كُـلّ المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بل وسيكون لها القدرة على إدارة زمام المبادرة وتوجيه الرأي العام في ميادين مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي”.
ويقول شرف الدين: “إذَا كانت وكالات الأنباء تعتبر مصدر الاخبار والأم فَـإنَّ قناة المسيرة قد فاقتها وأصبحت هي الوكالة التي تستقي بقية الوكالات منها الأخبار الصحيحة والصادقة، وهي من تمد وسائل الإعلام الأُخرى، وسيكون لها كلمتها العليا بمنطقها القرآني وكلمة الله هي العليا”.
وكرمت قناة المسيرة الفضائية في فعاليتها الاحتفالية بالذكرى العشرية الأولى، التي تخللها قصيدة للشاعر معاذ الجنيد، وأوبريت إنشادي لفرقة أنصار الله، أسر شهداء العاملين في القناة الذين استشهدوا في مواقع عملهم وهم ينقلون صورة وصوت وصمود شعبنا اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا.