أمريكا تحاصرُ الشعبَ اليمني .. بقلم د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
عندما نتحدث عن حصار أمريكا لليمن ليس من باب التجني أَو التهرب من المسئولية ولكننا نتحدث عن واقع نعيشه بكل تفاصيله في حياتنا اليومية، فالجميع على علم بانقطاع المرتبات وصعوبة الحصول على المشتقات النفطية وغيرها من السلع الأَسَاسية، وقد يقول البعض: إن دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعوديّة والإمارات هي التي تحاصرنا وهي التي تعتدي علينا وهي التي تنهب ثروات الشعب اليمني، ولكن في الحقيقة أن هذه الدول مَـا هِي إلَّا أدوات تنفذ ما يملَى عليها من قبل أمريكا ولا تجرؤ أن تتخذ قراراً يخالف ما يريده وليُّها، وخَاصَّة إذَا كان هذا القرارُ يؤثرُ بشكل سلبي على شعب بأكمله.
وَإذَا عدنا إلى المبرّر الذي شرعن للحصار على اليمن وهو قرار مجلس الأمن 2216 وفي هذا القرار تم الحديث بوضوح عن منع دخول السلاح إلى كافة الأطراف ولم يتم الإشارة إلى الحصار الاقتصادي، وتم إنشاء آلية أممية لتفتيش السفن المتوجّـهة إلى الموانئ اليمنية بمساعدة من دول الجوار لتنفيذ القرار الأممي، ولكن ما حدث أن دول الجوار (دول العدوان) أصبحت هي صاحبة القرار الأول والأخير في السماح أَو منع السفن من دخول الموانئ اليمنية وبدأت باستخدام ما جاء في القرار الأممي استخدامًا سياسيًّا للضغط على حكومة الإنقاذ لتقديم تنازلات، ولم يعد للأمم المتحدة أية صلاحيات في هذا الموضوع سوى إصدار الإذن للسفن بالدخول فقط.
وهنا نتساءل: هل أصبح للسعوديّة والإمارات هذه القوة التي تمكّنها من الوقوف في وجه قرارات الأمم المتحدة ومن ورائها المجتمع الدولي؟ في الواقع أن دول العدوان لا تملك القوة اللازمة لتنفيذ ما تريد في موضوع اليمن ولكنها تستمد القوة التي تستخدمها في التمرد على قرارات المجتمع الدولي من أمريكا؛ لأَنَّها صاحبة المصلحة فيما يجري في اليمن، فقد تم إعلان الحرب من واشنطن وقدمت وما تزالُ الدعمَ اللوجستي والدعم الاستخباراتي لدول التحالف لتتمكّن من تحقيق الانتصار المرجو، وأمريكا أَيْـضاً هي التي تحمي هذه الدول من المساءلة أمام المجتمع الدولي؛ بسَببِ ما ترتكبه من جرائم في حق الشعب اليمني ومنها جريمة الحصار التي تجرمها كافة الشرائع السماوية والإنسانية، وهذا يعتبر دليلًا قاطعًا على أن أمريكا هي صاحبة المصلحة في تشديد الحصار على الشعب اليمني.
وَإذَا لم ترفع أمريكا الحصار عن اليمن فسوف يتم رفعه بقوة إعصار اليمن.