يوم الصمود الوطني تصحيح مسار ونقطة انطلاق .. بقلم د. تقية فضائل
الحديث عن يوم الصمود الوطني مكتنز بأحداث عظام أعادت بناء أُمَّـة وَشعب، كادت كثرة المؤامرات أن تواريَه كليًّا عن الوجود الفاعل المؤثر وتجعله يزداد تهميشًا إلى تهميشه وضعفًا إلى ضعفه، إنه يوم يختزل ماضيا مثقلا بالتدخلات الخارجية في سياسة اليمن وأنظمة فاسدة أسلمت قياده للخارج، واكتفت بجني ثمار العمالة والفساد المالي والإداري والصراعات الداخلية وإفساح المجال لمسخ الهُــوِيَّة اليمانية الإيمَانية والأصالة العربية الضاربة في أعماق الشعب.
أما حاضر يوم الصمود فيروي فصول معاناة شعب تداعت عليه الأمم قتلا ونهبا واحتلالا وتدميرا وتمزيقا، فصفعها غير آسف بكثرتها عددها وعتيدها صفعة مدوية أفقدتها صوابها وجعلتها تتخبط في عمى العنجهية المنكسرة والهيبة الممرغة بهزيمة الانكسار والعدة والعتاد المدمّـر على أيدي أحرار اليمن… وجل ما لدى الشعب الأبي المقاوم إيمَان بمظلوميته ويقين بنصرة من يجيب دعوة المظلوم إذَا دعاه ومن قال في محكم آياته ”إني مظلوم فانتصر” وبثقته بقيادته الربانية الحكيمة والتفافه حولها وبصبره وصموده وجهاده بكل ما يملك بلا كلل ولا ملل جعل مخطّطات قوى الاستكبار العالمي وأدواتها القذرة في المنطقة وبالا عليها وأعمالها الوحشية سجلا وثائقيا شاهدا على أنهم مجرمو حرب ولا بد أن يخضعوا لمحاكمة عادلة في مستقبل الأيّام، كما أعاد يومُنا الوطني للصمود إلى ذاكرة الزمان وأهله صورةَ أولي البأس الشديد من دانت لهم الأمم وانحنت لهم التيجان واختارهم الله حمَلةً لدينه وحماة لشريعته ومددا للحق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يوم الصمود الوطني -بلا مبالغة- يوم صناعة تاريخ اليمن الحديث المتحرّر من عبودية المستكبرين، والمكتفي ذاتيا في جميع المجالات والمؤثر عالميًّا في الأحداث والمستجدات، ﻻ سيما فيما يتعلق بقضايا الأُمَّــة الإسلامية خَاصَّة قضية فلسطين، يمن المستقبل قبلة للثائرين على الظلم والفساد وعلى من دلسوا الدينَ الإسلامي وحرّفوه عن حقيقته.
يوم الصمود الوطني فخر لكل يمني حر أبي مجاهد تنفس عبق الحرية وكسر قيود الاستعباد لبس العزة والكرامة رداء وَمزق عباءة الذل والهوان.. وللكلام بقية عن يمن المستقبل.