قائد الثورة لقوى العدوان: ستندمون إذا رفضتم مبادرة السلام
المسيرة: خاص
بعدَ مرورِ الـ 24 ساعة الأولى من بدء سريان مبادرة الرئيس المشاط ودخولِها حَيِّزَ التنفيذ من السادسة من مساء الأحد، 27 مارس 2022، يبدو أن تحالُفَ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ومرتزِقتَه في الطريق لتجاهُلِ المبادرة وخطورة هذا التجاهل، يتضحُ ذلك من خلال الاستمرار في التصعيد على عدد من المحافظات، لا سِـيَّـما المناطق المشمولة خُصُوصاً بالمبادرة.
وتتوالى النصائحُ اليمانية للنظام السعوديّ وقوى العدوان لكف الأذى عن الشعب اليمن، وآخرها ما ورد على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في خطاب ألقاه، يوم أمس، خلال اللقاء الموسع للتهيئة لشهر رمضان المبارك ووجه فيه تحذيراً شديد اللهجة لتحالف العدوان من خطورة تجاوز المبادرة، مؤكّـداً بقوله: “ستندمون إذَا فوّتموها”، وهي عبارة توحي بضرباتٍ أقوى من عملية كسر الحصار الثالثة.
وكرّر القائدُ تحذيرَه بالقول: “ليس أمامهم مجالٌ ليسلموا من الضربات والخروج من الورطة إلا بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال”، مُشيراً إلى أن عملية كسر الحصار الثالثة التي سمع العالم صداها ستتكرّر وبشكل مضاعف حال استمرت الغطرسة السعوديّة الأمريكية.
ولفت قائد الثورة إلى أن الحصار على الشعب اليمني جرم كبير وهو من أبشع جرائمهم بحق اليمنيين، مؤكّـداً بالقول: “لن نقبل باستمرار الحصار ونعمل كُـلّ ما في وسعنا ونسعين بالله في ذلك.. لن نألوَ جهداً في التصدي للعدوان والحصار بكل ما في وسعنا، ولن نقبل أبداً باستمرار الحصار.. سنتصدى لحصارهم بصبرنا وبالاستعانة بالله وباستهدافهم بكل ما نستطيع حتى يرفعوا الحصار”، وجميعها عبارات توحي بأن القادم سيكون عصيباً بكل المقاييس على تحالف العدوان حال إصرارهم على تجاهل المبادرة ومواجهتها بالخروقات والتصعيد والحصار.
وعاود قائدُ الثورة التأكيدَ بالقول: “ليس أمامهم مجال أبداً أن يهدؤوا أَو يسلموا الضربات”، منوِّهًا إلى أن المعتدين “هم وقعوا في ورطة لا مخرج لهم منها إلا برفع الحصار وإنهاء العدوان والاحتلال”.
وعلى الرغم من كُـلّ هذه التحذيرات فقد بدا جليًّا ملامحُ الرد العسكري الموجع بعد انتهاء اليومين المقبلين.
وعمد القائد إلى الإشارة إلى أن تحالف العدوان يريد أن يعاني كُـلّ أبناء شعبنا في الحصول على متطلبات حياتهم، وأن المعتدين يحاربون الشعب اليمني بكله والحصار حرب شاملة تصل إلى كُـلّ أسرة ومنزل، مُشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار سبب معاناة للكثير من الأسر خُصُوصاً في ظل انخفاض المداخيل؛ بسَببِ الحصار، في تلويح إلى أن الحصار سيكلف تحالف العدوان حساب ردع باهض للغاية.
محطة إيمَانية
واستعرض قائدُ الثورة كعادته مسارَ الوضع الداخلي، مقدماً مواعظ ربانية بمناسبة قدوم شهر رمضان، وحث الجميع على استغلال هذا الشهر؛ باعتبَاره محطة لتقوية الجانب الروحاني، وفرصة للتكافل والتعاون، والمواساة.
قال السيد عبد الملك في هذا الخطاب: إن الشعبَ اليمني يعاني؛ بسَببِ الحصار والاحتكار و”التقصير الحكومي” وعلى الجميع أن يتقوا الله، منوِّهًا إلى أن سياسات النظام السابق الاقتصادية ضاعفت معاناتنا ولا بدَّ من تكامل شعبي مع الدولة للمواجهة، كما دعا إلى التكافل والإحسان للفقراء والمساكين وتعزيز الإخاء، حاثًّا الدولة والمجتمع على حملة نظافة واسعة.
وقال السيد القائد في كلمته: “من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار في كُـلّ عام التهيئة النفسية لقدوم شهر رمضان”، مُضيفاً “شهر الصيام موسم للتزود بالتقوى وشهر تربوي عظيم يساعد الإنسان على التزكية للنفس والارتقاء الأخلاقي”.
وأشَارَ السيد عبدالملك إلى أن الشيء الذي ينبغي أن نتنبه له أن هناك فرقاً بين الاستقبال الروتيني وبين الاستقبال بذهنية وتركيز على الأشياء المهمة وتحضير للأولويات التي ستكون محط اهتمام في هذا الشهر الكريم بالاستعانة بالله، هذه مسألة مهمة جدًّا”.
ونوّه إلى أن من الأولويات الرئيسية خلال شهر رمضان الاهتمام بالقرآن -العناية بتلاوته-التركيز على التدبر له- الاستفادة بهديه، والإكثار من ذكر الله والتطوع بالصلاة النافلة”.
وأكّـد قائد الثورة أن “من خلال الصيام في شهر رمضان تكتسب التجلد والعزم والإرادَة وقوة التوازن والعزم في مواجهة التحديات مع الاستعانة بالله بشكل دائم”، منوِّهًا إلى أن “المواساة للفقراء والمساكين عنوان مهم من عناوين شهر رمضان وأول عنوان للمساعدة هو الإطعام؛ لأَنَّ من أشد المعاناة للفقير هو الجوع”، مُضيفاً في هذا السياق: “من أهم ما يجب عليه ومن الأولويات المهمة في شهر رمضان المساعدة للآخرين وفي المقدمة توفير الطعام”.
ظروف قاسة للشعب
وتطرق قائدُ الثورة إلى الظروف التي يعاني منها الشعب جراء الحصار وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على الشعب اليمني جراء السياسات الاقتصادية التي انتهجها النظام السابق، واضعاً جملة من المعالجات التي لا بد أن يشترك فيها المواطن والدولة.
وقال: “فئة كبيرة من مجتمعنا تعاني من ارتفاع الأسعار والحصار إضافة للأحداث في أوكرانيا والحرب الباردة بين روسيا وأمريكا وما نتج عنها من تأثيرات”، مُشيراً إلى أن “ارتفاع الأسعار يسبِّبُ معاناةً للكثير من الأسر، خُصُوصاً في ظل انخفاض المداخيل؛ بسَببِ الحصار”.
وفي هذا السياق، أكّـد السيد القائد أن “تحالُفَ العدوان يريدُ أن يعانيَ كُـلُّ أبناء شعبنا في الحصول على متطلبات حياتهم”، مُشيراً إلى أن تحالف العدوان يحارب الشعب اليمني بكله والحصار حرب شاملة تصل إلى كُـلّ أسرة ومنزل”.
وأكّـد أن “السياسات الاقتصادية للنظام السابق القائمة على الاستيراد وتعطيل الإنتاج الداخلي أحدثت ضرراً كَبيراً على شعبنا”، موضحًا أن من “أضرار السياسات الاقتصادية السابقة هو التأثر الكبير بالحرب في أوكرانيا؛ لأَنَّ 30 % من القمح في اليمن مستورد من أوكرانيا”، مُضيفاً “السياسات الأمريكية تنشر الحروب وتصنع الأزمات وتجلب الشر للبشرية”.
وتابع قائد الثورة في كلمته “عندما تأتي أيةُ مشاكل في الخارج نتضرر فورًا وبشكل مباشر في اليمن نتيجة السياسات الخاطئة، وعندما أتت هذه التطورات الأخيرة في أُورُوبا نتيجة السياسات الأمريكية ازدادت معاناتنا”.
ووجّه دعوةً للتجار والمسؤولين: اتقوا الله.. التكامُلُ الشعبي والرسمي ضرورة ملحة، منوِّهًا إلى أن من “أسباب المعاناة أَيْـضاً العبث في الداخل سواء من التاجر بمساهمة من بعض المسؤولين أَو الاحتكار ورفع الأسعار”.
وفي سياق متصل، دعا قائد الثورة وزارة الصناعة والتجارة ومسؤولي المحافظات لمواجهة تأثيرات ظروف الحصار والمتغيرات الدولية، مؤكّـداً أن على الجميع التعاون بمواجهة التلاعب بالأسعار والاحتكار.
وقال السيد القائد: “على مسؤولي الدولة أن يندمجوا مع المجتمع ويكونوا بين الناس ليعرفوا كُـلّ التفاصيل”، داعياً إلى تفعيل دور الإعلام بشكل مؤثر وقوي في معالجة المشاكل وتجنب التلاعب بآلام ومعاناة المواطنين.
وَأَضَـافَ “على التجار أن يتقوا الله وألا يستغلوا شهرَ رمضانَ لرفع الأسعار”، مثمِّنًا “مبادرةَ بعض التجار لخفضِ الأسعار في شهر رمضان”، مؤكّـداً أنها “عملٌ رائعٌ ولفتةٌ إنسانيةٌ وأخلاقيةٌ ونأملها من كُـلِّ التجار الخيِّرين”.
وأشَارَ إلى أن أسباب ارتفاع الأسعار جراء الحصار والاحتكار والتلاعب من قبل بعض التجار والمعنيين في الداخل، مؤكّـداً أنه يمكن محاربة تلك الأسباب، مؤكّـداً أن “المسؤولين في المحافظات عليهم مسؤولية أن يتحَرّكوا هم”.
ونوّه قائدُ الثورة إلى أنه “لا بدَّ من التعاون من الجميع، على الكل أن يقوموا بواجبهم في محاربة التلاعب بالأسعار والاحتكار أَيْـضاً؛ لأَنَّ الاحتكار عاملٌ من عوامل ارتفاع الأسعار محلياً على مستوى أكبر”، مؤكّـداً أن “المواطنين يجب أن يكون هناك تنسيق معهم، المجتمع يسهم وتكون العلاقة معهم قوية”.
وَأَضَـافَ “على المسؤولون أن لا يمارسوا الروتين السابق، لا تواصل بينه والمجتمع، لينزلوا إلى الميدان ويندمجوا مع المجتمع وينزلوا للمجتمع ليكونوا بين الناس وليسمعوا عن قرب ثم ليعملوا عن قرب”.
وفي ختام كلمته دعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى الاهتمام بالنظافة تزامناً مع قدوم شهر رمضان المبارك.
وقال السيد القائد: “يجب العناية بأسبوع النظافة وإطلاق حملة قبل شهر رمضان ونشكر الإخوة من عمال النظافة””.
وَأَضَـافَ “مثلما نسعى لتنظيف الأنفس والوجدان، نسعى للعناية بأسبوع النظافة ما قبل شهر رمضان، ننظف الشوارع والساحات والأحياء، ننظف البيوت”.
وأكّـد السيد القائد أن “النظافة مظهر حضاري وإيمَاني”، مُشيراً إلى أنه “لا يليق بنا أن تكون مدننا من أوسخ المدن، قرانا مليئة بالقمائم”، موضحًا أن “النظافة تحتاج إلى وعي عام، اهتمام من داخل المنازل حتى في طريقة تجهيز القمامة”
وتابع قائد الثورة في كلمته “عند البعض قلة دين وقلة خير وقلة نظافة”، مؤملاً أن تكون هناك حملات كبيرة من النظافة الدائمة وليس المؤقتة.
وتقدم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالشكل الجزيل لكل عُمَّال النظافة المخلصين.
واختتم السيد القائد كلمته بالقول: “كلنا يجب أن نكون موجودين، وعلى الإخوة المسؤولين أن يهتموا ولا يكتفوا بالصور”.