أكاديميات وإعلاميات وناشطات يمنيات لـصحيفة “المسيرة”:
المسيرة – المركز الإعلامي للهيئة النسائية للأمانة
يُسطِّرُ الشعبُ اليمنّي المُقاوم العظيم صموداً أُسطورياً لم يشهد له مثيل، تارة بمواجهاته الدائمة التي تطرد المحتلّ في كُـلّ شبر من تراب هذا البلد، وتارة بثبات الشعب وصموده وتقديمه لكل غالٍ ونفيس.
ويواصل اليمنيون منذ سبع سنوات كفاحهم وثباتهم وصمودهم بوجه أعتى عدوان متغطرس، ويواصلون تمسكهم بالقيادة الحكيمة التي أوصلته إلى بَرِّ الأمان وإلى النصر الموعود، ولم تكن كُـلّ تلك الجرائم للعدوان الأمريكي السعوديّ إلا تاريخاً أسودَ يضافُ إلى سِجلِّهم الحافلِ بالفضائح والمساوئ الظالمة والتي ستكون لعنةً تلاحقُهم عبر الأجيال.
وترى الإعلامية والناشطة السياسية أُمَّـة الملك الخاشب، أن الصمود الأُسطوري للشعب اليمني يدل على أن هذا الشعب لديه هُــوِيَّة إيمَـانية وتاريخ زاخر، فاليمنيون هم أحفاد الأنصار الذين نصروا الرسالة في فجر بزوغها، وها هم اليوم يدافعون عن الإسلام ليعزنا الله بدولة كريمة، فهذا الصمودُ يعبر عن الوعي عن أثر المشروع القرآني الذي أسس بنيانه الشهيد القائد “سلام الله عليه”.
وتضيف قائلة: “التسليم للقيادة الربانية هو أهمُّ سبب من أسباب الصمود الأُسطوري رغم كُـلّ المعاناة والآلام، فلولا هذه القيادة المرتبطة بالله تعالى لما صنعنا المعجزات ولما طورنا صناعة الأسلحة ولما وصلت أسلحتنا إلى عمق أراضي الإمارات والسعوديّة”، مؤكّـدة أن هذه القيادة هي من يوجه بالبناء إلى جانب الدفاع عن الوطن، حَيثُ خرج الشهيد الرئيس صالح الصماد بمشروع (يد تبني ويد تحمي)، فالزراعة هي أهم ركيزة من ركائز دعم الاقتصاد الذي دمّـرته أمريكا بعدوانها وحصارها وطباعتها للعملة المزيفة ونقل البنك المركزي الذي أَدَّى لقطع رواتب الموظفين في ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية”.
وتواصل حديثها بالقول: “ارتكب التحالف على مدى سبع سنوات جرائم يندى لها جبين الإنسانية وستبقى وصمة عار على جبين المنظمات التي تعمل باسم الإنسانية، جرائم وحشية بحق كُـلّ اليمنيين تناثرت الأشلاء وسالت الدماء وانتشر الدمار، ومن لم يستهدف بالصواريخ يتم استهدافه بالحصار الخانق، حَيثُ يعاني ملايين اليمنيين من أزمة المشتقات النفطية والغاز، فهل يستطيع التحالف أن يعلن ما الهدف الذي حقّقه من أهدافه المعلنة يوم ٢٦ مارس ٢٠١٥ م؟ ألم يجن هذا التحالف سوى العار والهزيمة، أما دماء شعبنا اليمني فلا بدَّ أن تنتصر فهي سنة إلهية بأن الظالمين إلى زوال، ولا بُـدَّ أن يمكّن الله عباده المستضعفين إذَا تمسكوا بهديه وبأعلام الهدى وتوكلوا على الله القوي العزيز”.
علامةٌ سوداءُ في صفحات التاريخ
وفي السياق، تقول أُستاذ مساعد لمادة اللسانيات في جامعة صنعاء، الدكتورة تقية فضائل: “إن صمود الشعب اليمني يعبر عن وعيه العالي بأن هذا العدوان جاء لقتله وتدمير اليمن من أقصاه إلى أقصاه وأنه مهما قدم من تضحيات وتحمل من معاناة في سبيل الصمود والدفاع عن الوطن فهو خير له من أن يخنع ويخضع للمستعمر المحتلّ اللئيم هو ومرتزِقته الجبناء”.
وتضيف قائلة: “إن التسليم للقيادة القرآنية الحكيمة والصبر والثبات هو العامل الأول من عوامل التصدي لهذا العدوان الهمجي؛ لأَنَّ قيادتنا عَلَمُ هدى السيد عبد الملك ﻻ يصدر عنه من سياسات تجاه العدوان إلَّا ما يخدم الشعب ويزيد من ثقته”، مشيرة إلى أنه لو لم نتوجّـه لصناعة سلاحنا بأيدينا لما استطعنا الدفاع عن أنفسنا ووطننا… وأما الزراعة فهي سلاح الاكتفاء الذاتي الذي يضمن لنا حياة كريمة بعيدة عن الارتهان للخارج وهيمنته.
وتختم الدكتورة تقية فضائل حديثها قائلة: “جرائم العدوان والحصار وَإن كانت تؤلمنا وتحزننا وتشق علينا فَإنَّها ستكون في المستقبل وسيلتنا لمقاضاة المعتدي بجرائم العدوان والحصار في الوقت الراهن، وهي الوقود الذي يؤجج النار في قلوب أبناء الشعب الغيارى ويدفعهم إلى التصدي والصمود، وهي أَيْـضاً حقائق تكشف نوايا هذا التحالف وما يضمره من شر للشعب اليمني وليس كما يدعي أنه جاء لإعادة شرعية ومحاربة انقلاب، كما أن هذه الجرائم جعلت الكثير من أبناء الشعب المغرر بهم يعودون إلى جادة الصواب ويقفون مع الشعب ضد مجرمي الحرب، ومستقبلاً ستكون وسيلتنا لمقاضاة كُـلّ من تعدى على اليمن وأهله.
بدورها، تؤكّـد الإعلامية ورئيسة مبادرة مشروع للأسر المنتجة، عفاف محمد الشريف، أن الصمود الأُسطوري اليمني يعبر عن أصالة هذا الشعب وشدة عزمه، كما يعبر عن قوة إرادته وصلابته أمام الصعاب، موضحة أن الشعب اليمني صمد أمام تحالف متغطرس لا يفقه في الأخلاق ولا في الأعراف ولا في الدين شيئاً؛ لأَنَّه تجاوز كُـلّ ذلك وتجرد عن إنسانيته وصب ناره الخبيثة عبر الأسلحة المحرمة دوليًّا على هذا الشعب الصامد العزيز الذي لم يستسلم أمام كُـلّ تلك المحن الذي افتعلها هذا العدوان الشرس من قتل وتدمير وحصار خانق لكنه ظل يقاوم ويقاوم بكل الطرق وأثبت أنه شعب قوي العزيمة والإرادَة، شعب أبي حر لا يخضع ولا يُذل إلَّا لله سبحانه وتعالى.
وتضيف قائلة: “ولكي نواجه العدوّ بعزم وبثقة نواجهه دون حاجة إلى أحد ودون أن ننهار؛ بسَببِ حصاره الخانق أوجدنا لأنفسنا القوت الذي منع وصوله لنا وصنعنا السلاح الذي به نحارب العدو؛ لأَنَّه يقتلنا دون رحمة وواجهناه بسلاحنا المصنع”.
وتختم عفاف محمد حديثها بالتأكيد على أن جرائم العدوان علامة سوداء في صفحات التاريخ وفضائح سوف تخجل منها الأجيال القادمة لهم بل إنهم من سقوط لآخر، حَيثُ انكشفت أقنعتهم واتضح جليًّا أنهم مطبعون وأنهم يحاربون الدين الإسلامي رغم انتمائهم للإسلام تجلت خزايا ورزايا لهم وستبقى حربهم الظالمة وصمة عار عليهم ولعنة ستبيد ملكهم ودويلاتهم الهشة.
أما الكاتبة والناشطة الإعلامية وفاء الكبسي، فترى أننا نحتفل باليوم الوطني للصمود في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الصهيوإماراتي بكل فخر واعتزاز للثبات والصمود اليمني الأُسطوري الذي أذهل العالم وأرعب العدوّ، متسائلة: أليست مفارقة عجيبة وكبيرة أن يقف حِلف يمتلك كُـلّ ذلك العتاد العسكري واللوجستي، وقدرات مالية واقتصادية خارقة، ودعم دبلوماسي عالي المستوى من مُعظم دول العالم الغربي (الرأسمالي الإمبريالي)، ولكنه رغم ذلك يتقهقرُ وينهزم، بل وينكسرُ أمام طلائع الجيش اليمني واللجان الشعبيّة المسلحة بأسلحة خفيفة (كلاشنكوف) وأسلحة متوسطة في مُعظم الجبهات؟! أليس ذلك إحدى مفارقات الزمن وأساطير سالف الزمان وقصصها ورواياتها؟! نعم هو كذلك؛ لأَنَّ الإنسان اليمني هو حقيقة الحاضر وأُسطورةُ الزمان والمستقبل معاً.
وتختتم الكبسي حديثها بالقول: “كُلُّ تلك المعجزات الباهرات والانتصارات الأُسطورية لم تكن مُجَـرّد ضربة حظ أَو صدفة، بل هي نتاج الإيمَـان الراسخ بعدالة القضية التي نقاتل لأجلها بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله–“.