العدوان أمام فرصة إن فوّتها سيندم .. بقلم د. مهيوب الحسام
بتوفيق الله تم تدشينُ العام الثامن بعملية وصل صداها إلى كُـلّ العالم وهي عملية كسر الحصار الثالثة، ومبادرة الرئيس مهدي المشاط تمثل فرصة للعدوان إذا فوتوها سيندمون؛ لأَنَّنا لن نقبل أبداً بالحصار ولن نألوَ جُهدًا في التصدي للعدوان والحصار بكل ما في وسعنا وليس أمامهم مخرج ليسلموا من الضربات والخروج من الورطة التي وضعوا أنفسهم فيها سوى بوقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال.
بهذا الكلام الواضح الجلي والصريح وبهذا الإيمَـان بالله الحق وبعدالة القضية وبهذا الثبات في الموقف منذ بداية العدوان وطيلة سبع سنوات والذي يترجمه ميدانُ المواجهة على كُـلّ الصُّعُد واقعًاً توجّـه قائد الثورة –سلام الله عليه– مخاطِباً العدوان وموجِّهاً رسالته التحذيرية إليه في كلمته بمناسبة قدوم شهر رمضان، مردفاً: سنتصدى لحصارهم بصبرنا وبالاستعانة بالله وباستهدافهم بكل ما نستطيع حتى يرفعوا الحصار هذا وعد الله لعباده بالنصر والعاقبة للمتقين.
المبادرة جاءت لإقامة الحجّـة على العدوان وإثبات جديد بأن الشعب اليمني العظيم بقيادته العظيمة وهو يدافع عن نفسه، يوقف عمليات رده ليدرك العالم كله بأن الشعب اليمني ينشد السلام وهو لم يعتدِ على أحد بل يواجه عدواناً إجرامياً أُعلِن من واشنطن وباللغة الإنجليزية كما قالها القائد -يحفظه الله–، ولم تأتِ المبادرة من ضعف وإنما أتت من قوة وبعد عملية دمرت أرامكو جدة وأهدافاً حساسة في غيرها.
إن تحذير قائد الثورة لقيادة العدوان من تفويت الفرصة التي تمثلها المبادرة بمثابة نصيحة تأتي من حرصه الشديد على مصالح شعب نجد والحجاز وأن لا يستمر هذا النظام في مغامرات عدوانه بتعريض منشآت شعبه ومصالحه للخطر والتدمير مثلما استهدف مصالح الشعب اليمني ودمّـر منشآته وبنيته التحتية وقتل أبنائه بالاستهداف المباشر وبالحصار والتجويع ولا يزال منذ سبع سنوات، وأن تعريض مصالح الأشقاء أبناء شعب نجد والحجاز للخطر مثلما الاستمرار في العدوان على الشعب اليمني لن يخدم سوى أعداء شعبينا وشعوب أمتنا.
إن هذه النصيحةَ التي وجهها قائد الثورة لنظام الأدَاة الرئيسة للعدوان ورأس حربتها أسرة بني سعود تأتي في لحظة تاريخية والشعب اليمني العظيم يعاني للعام الثامن من عدوانها الإجرامي بالقتل المباشر له وتدمير مقدراته وبنيته التحية ونهب ثرواته ومنعه من حقوقه وبالحصار والتجويع الذي حصد مئات الآلاف من أبنائه.
ومع هذا كله يوجّه النصيحة لعدوه وهذا إن دل على شيء فَإنَّما يدل على عظمة هذا القائد وإيمَـانه بالله وتقواه وزكاء نفسه ومحبته لشعبه وشعوب أمته.