سبع ظلمات بعضُها فوق بعض .. بقلم/ إجلال الحسني
سبع ظلمات حرب، تجرع اليمني فيها أشدّ أنواع العذاب والحصار وفقد أغلى الناس له، فلقد جعلوا من هذا اليمني المستضعف بؤرة لكل صواريخهم المحرمة..!!
حصار وجوع ومرض وقصف وتشريد ونزوح لم يعد هذا المستضعف يحصل حتى على قوت يومه، الدمار يحيط به من كُـلّ الجوانب، صار جسده منهكاً وروحه منهارة، رغم كُـلّ ذَلك ما زال يواجه العدوان.
العالم صامت لم يحركهم أنين الأطفال ولا بكاء النساء ولا توسل الشيوخ لإغاثتهم، لم يعيروا أي اهتمام لهذا المستضعف الذي لا ينام إلَّا ساعات قليلة باليوم خوفاً من الصواريخ أن تهدم منزله فوق رأسه وأبنائه.
سبع سنوات ظلمات لم ير هذا اليمني المستضعف أي نور يظهر من أية دولة عربية لتمسك بيده وترفعها لكل العالم وتقول انقذوا هذا المستضعف التي تكالب عليه العالم وهو مظلوم..!!
الشعب اليمني تحمّل ما لم يتحمله أي شعب على مر العصور كلها، ومازال يتنفس واثقاً بالله وبنصر الله كما وعده الله ومن أصدق من الله حديثاً.
سطرت السماء صبره وبنى في الأرض تاريخاً مكتوباً بدمه لن يمحيه الزمن، فقد جعل من صموده جسوراً تدمّـر هذا الجبروت الظالم وهذا العدوان الغاشم، صبر وثبت ونال بصبره وتوكله على الله الكرامة والعزة كما صبر آل بيت رسول الله (صلوات ربي عليه وعلى آله) وجعل من معاناته سلّماً يعرج به إلى السماء.