استراتيجيةُ الصمود العظيم .. بقلم/ أفنان محمد السلطان
ونحنُ نقف على أعتاب العام الثامن من الصمود الأُسطوري أمام هذا العدوان الجائر على وطننا الحبيب فلا غرابه أن يندهش العالم من الصبر الذي تحلى به أبناء شعبنا، فشعبنا اليمني اليوم يُسطر مواقف من الثبات والصمود تتلاشى أمامها كُـلّ مفردات العالم وتنحني أمامها هامات الجبال، فمُنذ بدأ العدوان في السادس والعشرين من مارس 2015 وهو يرتكب جرائم يندى لها جبين الإنسانية لكن لم نجد أحداً يحرك ساكنًا ضدهم لا مجلسَ أمن ولا منظمات حقوق إنسان، ونحن لا نراهن على أي أحد منهم وإنما رهاننا الحقيقي هو على الله وتأييده وعونه الذي جعل العدوان الغاشم لا يستطيع زعزعة هذا الصمود الذي بُني من دماء وتضحية واستبسال جنود الله، وعطاء وجهاد شقائق الرجال من يقدمن كُـلّ غالٍ ونفيس في سبيل الله والدفاع عن هذا الوطن.
فاستراتيجية هذا الصمود العظيم تعمل على الصبر والجهاد في سبيل الله وعدم السكوت عن الحق والسير وفق المنهج الإلهي والقيادة القرآنية التي خلقت في الشعبِ العزة والكرامة وهذه هي أهم عوامل ساعدت على الوقوف بكل شموخ أمام هذا العدوّ الظالم طوال هذه السنوات.
فمّا بين سنةٍ وأُخرى من العدوان السافر علينا تجلت لنا حقائق كثيرة في الواقع جعل هذا العالم في حيرة من أمرهم كيف لشعب لا يملك إلا القليل من العدةِ والعتاد أن يصمد أمامهم وهم من لديهم أحدث الأسلحة وأحدث الطائرات الحساسة والمتطورة!!
متجاهلين أن هذا الشعب يملك السلاح الفتاك الذي لا يصمد أمامه أي سلاح آخر وهو سلاح الإيمَان الذي لا يملكه تحالف العدوان.
ففي الذكرى السابعة للصمود اليماني الذي سيُكتب في أنصع صفحات التاريخ، ويكون فخراً للأجيال القادمة.
لمسنا نقلات نوعية سطرها الأحرار من هذا الشعب في جوانب كثيرة فعلى الصعيد العسكري تطورات فيه صناعة الصواريخ والطائرات المسيَّرة التي أصبحت رقمًا مهمًا يضع له العدوّ ألف حساب، كذلك في الجانب الزراعي بالسعي نحو الاكتفاء ومشاريع عظيمة يتم إنتاجها، وامّا على الصعيد الأمني إنجازات تمثل صفعة بوجه العدوّ وعملائه وفي المقابل تشفي صدور قوم مؤمنين وآخرها ما قام به جهاز الأمن والمخابرات في عملية القبض على الخلايا التخريبية التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي.
فالنصر أصبح قاب قوسين أَو أدنى وملامح النصر باتت واضحة فيجب على الجميع النفير في مثل هذه المرحلة الحساسة وأن يضع كُـلّ فرد بصمته في مواجهة العدوان قبل أن يفوته شرف المشاركة “فالذي ما فزع وقت البنادق قارحة لا عد ينطلق وقت غِلّاق الأمان”.
فالرسائل التي تتوجّـه إلى العُدوان كثيرة أولها أن يقف عن ظلمه وعدوانه الهمجي على شعب الإيمَان والحكمة وإن كان جاهلاً في التاريخ فأذكرهُ بأن اليمن عُرفت منذ القدم وما زالت لليوم مقبرة الغزاة فلا رمالها تقبل الغازي ولا سمائها تتسع لطائرة المحتلّ وأمّا أن كان جاهلًا عن أبنائها فهم أولو قوةٍ وأولوا بأسٍ شدّيد، وإن كان لا يفهم بالخطاب فسنواصل الرسائل إليه عبر الصواريخ المجنحة والطائرات المسيَّرة لعلهُ يتذكر أَو يخشى، والعاقبة دومًا للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.