عدوانٌ شامل قابله صمودٌ أُسطوري .. بقلم/ غازي منير
لا شك أن العدوان الأمريكي السعوديّ الذي دخل عامَه الثامنة قتل وأصاب عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء بينهم الكثير من الأطفال والنساء بدون أدنى رحمة وبتجرُّدٍ تام عن مبادئ الإسلام وحتى عن الإنسانية والقوانين الدولية.
هذا العدوان الذي أُعلن من واشنطن باللغة الإنجليزية والذي تقودُه السعوديّة والإمارات وتشرف عليه أمريكا وبريطانيا ولا يخفى عن أحد الدور الذي تلعبُه أمريكا منذ أول غارة استهدف بها المواطنين.
وعلى مدى سبعة أعوام متتالية وهو يرتكِبُ أبشَعَ الجرائم التي يندى لها جبينُ الإنسانية ولا أحد يستطيعُ أن يُنكِرَ أنه قام بتدمير البنية التحتية اليمنية حتى لم يراعِ حُرمةَ المدارس والمساجد وصالات العزاء والأفراح والأسواق والجسور والطرقات والمطارات والموانئ ووسائل النقل بل إنه يمعن ويتعمد تدميرها.
عدوانٌ يستهدف كُـلّ شيء لتعطيل الحياة وتحويل الشعب إلى شعب منكوب ومشردين ونازحين، عدوان شامل كُـلّ الشعب متضرر والشهداء والجرحى الذين سقطوا؛ بفعل غاراته من كُـلّ القبائل والطوائف والأحزاب، قتل جماعي.
وعلى المستوى الاقتصادي تعمد هذا العدوان على فرض حصار جوي وبري وبحري وقام بنهب ثروات وإيرادات البلد التي هي حق لشعبنا العزيز.
ولا يعملون إلا وفق ما يرون فيه إضراراً للشعب اليمني وهذا هو هدفٌ رئيسي لهم، أن يصلوا بنا إلى حالة الاستسلام والانهيار التام حتى يتمكّنوا من السيطرة على بلدنا وشعبنا ونهب ثرواتنا.
ولكن كان الصمود في وجه العدوان هو خيارنا منذ اليوم الأول وكان العنوانَ الأبرزَ، الذي نلمس ثماره اليوم في التقدم في القدرات العسكرية، من حَيثُ امتلاك قدرات وخبرات فعالة استطاعت ردعَ العدوان وكسر شوكته وبددت آماله.
ومن ثماره تربية جيل واعٍ بشكل كبير ونقول للأعداء: ويلكم من الجيل القادم الذي تربى في بيئة إيمَانية على الصبر والجهاد والإيمَان.
والصمود له متطلباته كالصبر والتضحية، وهذا الصبر له نتيجته وثمرته، أما الاستسلام فله نتيجة سيئة جِـدًّا ومعاناته أشد وأكبر.
وتعلمنا في السنوات السبع الماضية تحويلَ الصِّعاب إلى فرص من منطلق إيمَاننا بالله وثقتنا به وتوكلنا عليه وهو القائل: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
ورأينا نتائج هذا الصبر في الواقع العملي انتصاراتٍ أذهلت الصديقَ قبل العدوِّ وإن تعامى عنها البعضُ، فهذا لا يؤثر عليها كحقيقة، كُـلُّ العالم يعترفون بأن العدوان قد فشل إلى اليوم، ومع ذلك ما علينا سوى المزيد من الصبر والتحَرّك والعمل والإبداع (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).
بالتعاون والاعتماد على الله سنجتازُ كُـلَّ الصِّعاب، واللهُ قد وعد ولن يخلِفَ وعدَه (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).