بمعية الله ومنهجية القرآن تحدينا العالم .. بقلم/ مازن إدريس
لسنا خارج التغطية ولسنا بعيدين عن الواقع ولغة العقل والمنطق، كما ولسنا ممن يعيشون الوهم أَو يبتاعوه لأنفسهم فنحن وعندما تحدينا العالم كنا ندرك جيِّدًا بأننا لا شيء أمام العالم، وعندما عزمنا على مواجهة الطغاة والمستكبرين كنا ندرك تماماً أن مواجهتهم ليست في صالحنا، وعندما قرّرنا خوض المعركة كنا نعي أَيْـضاً أننا نخوض معركة غير متكافئة، وعندما رفعنا بنادقنا في وجوه الغزاة والمحتلّين كنا على يقين تام بأن التصدي لجيوشهم الجرارة ودباباتهم المجنزرة وعرباتهم المدرعة، فضلًا عن طائراتهم وبارجاتهم وراجمات الصواريخ وَ… إلخ، بفوهات بنادقنا غير منطقي وضرب من ضروب الخيال والمستحيل.
في المقابل ثقتنا بالله وقوته وجبروته وبطشه وقدرته كانت وما زالت كبيرةً وعاليةً لا تقل عن مستوى ثقتِهم بأمريكا وقوتها وجبروتها، وكانت ثقتُنا بأن الله لن يخذلَنا كبيرةً وعالية لا تقل عن مستوى ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على حسم المعركة وسحقنا والقضاء علينا في غضون أسابيع، وكان إيمَاننا بعدالة قضيتنا لا يقل عن مستوى إيمَانهم ببطلان موقفهم ووقوفهم مع الباطل ومن هذا المنطلق شدينا عزائمنا وحزمنا أمرنا بمعية الله ومنهجية القرآن وقرّرنا المواجهة وخوض المعركة والدفاع عن وطننا وشعبنا وكرامتنا متوكلين على الله وثقتنا بتأييده كبيرة وعالية فثبتنا وأيدنا وكان معنا منذ الوهلة الأولى للعدوان واستطعنا بفضله امتصاص حالة الإرباك التي أصابتنا في البداية؛ بسَببِ عنصر المباغتة الذي اعتمدت عليه دول العدوان في شن عدوانها وخرجنا من تحت الركام أقوياء ومعنوياتنا تناطح السحاب وانطلقنا إلى ميادين العز والإباء ومقارعة الطغاة وصد الغزاة والتنكيل بهم فكانت سبع سنوات من الصمود والثبات كفيلة بأن تثبت للعالم ولدول العدوان وللمرتزِقة ولأبواق العمالة والارتزاق وللمنافقين والمثبطين والمرجفين على حَــدٍّ سواء بأننا لم نكن خارج التغطية، ولم نكن بعيدين عن الواقع ولغة العقل والمنطق عندما قرّرنا مواجهة الطغاة والمستكبرين ببنادقنا بقدر ما كانوا هم خارج التغطية تماماً وما زالوا عالقين في متاهات النفاق.