اليمن في العامُ الثامنُ من الصمود.. موعدٌ مع النصر .. بقلم/ خلود الشرفي
على عزف الجهاد، وإيقاع الشهادة، وقيثارةِ الصمود، وعنفوان الحرية، يحتفل الشعب اليمني بالصمودِ الأُسطوري في وجه أعتى حرب كونية شهدها التاريخُ، وأكبر تآمر دولي عالمي ضد شعب عزيز كادح.
وبهذه المناسبة التي تعتبر بمثابة فاصل في حياة اليمنيين، ومرحلة هامة أظهرت قوة الشعب اليمني، وعظمة إرادته.
إن العدوان السعوديّ الأمريكي الذي ابتدأ في منتصف ليلة الـ26 من مارس 2015م، وتم إعلانُه رسميًّا من واشنطن، في تآمر صريح من قبل الشيطان الأكبر “أمريكا” وحلفائها من الدول الكبرى، و”أذنابها الصغار” المتمثلة في الأعراب الجُلف الطباع، الغُلف القلوب.. عدوانٌ استهدف كُـلّ شيء في حياة اليمنيين، ودمّـر كُـلّ ما استطاع تدميره، ولم يستثنِ من ذلك حجراً ولا بشراً، ولا إنساناً أَو حيواناً، ولم يفرق بين رجل أَو امرأة، طفلاً أَو كهلاً، فالكل مُستهدَفٌ في قاموس المعتدي، والكل إرهابي في نظرية هذا الأمريكي، الذي جمع كُـلّ أدواته وأذرعته الأخطبوطية التي تعيث في الأرض فساداً، وأجندته الظلامية التي تملأ الدنيا عاراً وشناراً؛ مِن أجلِ السيطرة على الشعوب ومقدراتها، ونهب ثرواتها، واستعباد أهاليها.. وفق مخطّط ماسوني خبيث ومدروس، يتم العمل لتنفيذه على قدمٍ وساقٍ، كفراً منهم بنعم الله، وتطاولاً على خلق الله سبحانه وتعالى.
لكن تظل إرادَة الله عز وجل وكلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، والله عزيزٌ حكيم.
وبقوةٍ من اللهِ، وتوفيقه، هَـا هو الشعب اليمني يأتي من كُـلّ فجٍّ عميق، ليحتفلَ بالذكرى الـ7 لصموده، اجتازها بفضل الله تعالى بكل نجاح وعنفوان، وكسر حصارها بكل عزيمةِ واقتدار.
إن هذه السبع السنوات التي خلت من عمر الشعب اليمني، التي قضاها تحت القصف ليلَ نهارَ، وعلى مدار الساعة، لم تذهب هدراً، بل يمكننا القول جازمين بأنها لم تكن سبعاً عجافاً، بالعكس، فقد كانت سبعاً سماناً بكل ما تعنيه الكلمة من عطاء الشهادة، وعنفوان البذل والتضحية التي لا حدود لها، ولا نهاية.
سبع سنوات مرّت كلمح البصر قضاها شعبنا اليمني في جهاد مع قوى الاستكبار العالمي، وخرج منها شامخاً منتصراً، رافعاً الرأس، واثقاً بالنفس، مؤكّـداً بحزمٍ أنه قادرٌ -بعون الله- على مواصلة درب الجهاد بعزيمة أكبر من ذي قبل، وزخم شعبي لا حدود له.
كيف لا؟! وهو من قطع على نفسه العهدَ لتلك القرابين التي قدَّمَها من خيرة أبنائه، وفلذات أكباده، شهداءَ في سبيل الله تعالى، بمواصلة الدرب الجهادي بعدهم، جيلاً بعد جيلٍ، وكما قال السيد القائد العَلَم -سلام الله عليه- لقوى العدوان: سنواجهكم إلى يومِ القيامة.
نعم، فبعد سبع سنواتٍ من الصمود الأُسطوري لشعب الإيمَان والحكمة، الذي حوَّل كُـلّ هذه السنين المثمرة بكل ما فيها من عناءٍ وأحزان، وتعب ومشقة، جراء انعدام أَسَاسيات الحياة الضرورية، إلى فرصة للارتقاء وقدحاول العدوان استخدامَها كورقة ضغط على الشعب اليمني لتركيعه وتجويعه، والقضاء على حريته وكرامته.. ولكن هيهات!!
الشعب اليمني أثبت وبكل جدارة أنه عصيٌّ على كُـلّ تلك المؤامرات السخيفة، وتلك الإملاءات المتعجرفة، فكانت تلك الظروف القاسية بمثابة الدافع المحرك له للتصنيع والإبداع، والاختراع، فأصبح العالمُ ينظر إلى كُـلّ تلك المنظومات الصاروخية، والمسيَّرات الطائرة بعيدات المدى، وأصبح العالم المنافق ينظر إليها بإعجاب وذهولٍ، فاغراً فاه، من هول المفاجأة، وعظم الواقعة..
يسأل نفسه ويجيب عليها في آن واحد كيف لمثل هذا الشعب المسحوق أن يصنعَ مثل هذه الأسلحة المتطورة في وقت يخوض فيه حرباً عالمية متكاملة الأركان؟! وكيف له وهو تحت الحصار المطبق بحيث لا يكاد يحصلُ على قوت يومه أن يصمُدُ كل هذا الصمود في وجه أعتى عدوان عرفه التاريخ؟! وكيف لأبنائه المساكين الذين يرتقي منهم كُـلَّ يوم شهداء، أن يقوموا بهذا الإعجاز الكبير من التصنيع الحربي المدهش في وقت لم تستطع الدول الكبرى إنجاز صناعتها إلا خلال قرون طويلة من الأبحاث في ظل الأمن والأمان الذي تنعم به؟!
أما الشعبُ اليمني المظلوم فهو صاحبُ المعجزات، الذي حوّل كُـلّ تلك الفترة الصعبة من العدوان إلى فرص ثمينة، استغل كُـلّ لحظة فيها لتطوير قدراته، وإثبات ذاته، وفرض نفسه على الواقع، كبلدٍ مصنع للأسلحة المتطورة؛ بل ومصدّر لها عمَّا قريب.
ليجيب الدهر عن تلك التساؤلات، وهذه الاستفسارات فيقول: هو الله.
والعاقبة للمتقين.