فَدمدم عليْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهمْ .. بقلم/ فاطمة السراجي
“بشر القاتل بالقتل وَلو بعد حين” مَقتل “ثابت جواس” مع مرافقيه، يؤكّـد أنَّ دماءَ العظماءِ لا تترك من أراقها، في حينٍ من الزمانِ يتبجحُ السفاحون بجرائرِ ما اقترفتْ أكفَ الكفرِ فيهم.
يتفاخرون بعظيمِ ما صنعوهُ من جرمٍ، يبحثونَ عن جاه الدنيا بقتلِ الحق، وَيتضرعونَ بذلكَ لسلاطين الجورِ والطغاةِ.
يبتغون ثناءً وَشكراً، بيد أنهم ما نالوا بفعلتهم إلا بُعداً من الله وَكفرًا، تتبعهم لعناتُ المؤمنينَ أين ما حلوا، وَباؤوا بغضب من الله، ترهقهم ذلةٌ.
زرعوا منكرًا وَما جنوا إلا الخسران، أرادوا تخليد أنفسهم فَخُلدوا وَلكنْ أيُما تخليدٍ يليقُ بأرجس الخلق أمثالهم هنالك في صحائف المغضوبِ عليهم.
ضنوا الخلاص وَلكنّ ربك لهم بالمرصادِ، تدورُ الأعوام وَتتقلبُ السنوات وَهم غارقون في وحل أفعالهمُ الخبيثة، وَكأنما وجدوا النجاة، لكنهم ربما لا يدركونَ أنّ من صارع الحق صرعه، إلى أن دمدمَ عليهم ربهم بذنبهم فأهلكهم.
سيدي يا بدر مران، هاهنا اليومَ ينتصرُ الدمُ على السيفِ، لروحكَ السلامُ، ما قتلوكَ وَلكن قتلوا أنفسهم، أما أنت لم يزدكَ الارتقاء إلا ارتقاءً، وَما زادتهم فعلتهم إلا ذُلًّا وَعارًا.