إعصارُ كسر الحصار يهبُّ على العدوّ .. بقلم د. تقية فضائل
كثيرة جِـدًّا هي المناشدات السلمية والوقفات والحوارات والتنازلات المقدمة مقابل فك الحصار المطبق الذي فُرِضَ على اليمن منذ سنوات، ولكن دون جدوى، فكل المحاولات باءت بالفشل وقد حان الوقت -كما يبدو- لاستخدام طريقة أُخرى لفك الحصار، فكانت عمليات الإعصار اليماني هي الخيار الأنسب للتفاهم مع من أعيانا التفاهم معه بوسائل شتى؛ كونه يتعامل بعنجهية وتعال وعدوانية ﻻ نظير لها، وبعمليات الإعصار اليماني تم الهجوم على أراضي العدوّ السعوديّ وَضربت أهدافاً حيوية وحسَّاسة للاقتصاد السعوديّ من جهة وللبنيته التحتية من جهة أُخرى.
فبعد ضربة الإعصار الأولى التي استهدفت أرامكو السعوديّة وغيرها من الأهداف الحيوية بتسع مسيرات يمنية الصنع، أعلنت القوات المسلحة اليمنية ضربة الإعصار الثانية لعدد من محطات الغاز وَالمياه والكهرباء إضافة إلى ضرب أرامكو عصب الاقتصاد السعوديّ في عدد من مدن العدوّ السعوديّ وغيرها من الأهداف الاستراتيجية المهمة، وكانت هذه الضربات بتفويض من الشعب اليمني للقوات المسلحة ردًّا على تمادي العدوّ وتجاوزه كُـلّ حَــدٍّ في استهداف الشعب اليمني ومقدراته وَبنيته التحتية وجميع وسائل العيش الكريم على أرض اليمن، وقد لاقت استحسانًا واسعًا في أوساط المجتمع ومطالبة بالمزيد من العمليات ووعداً بتظافر جهود المجتمع لدعمها ماديًّا ومعنويًّا، مع المزيد من الدعم لجبهات العزة والكرامة ورفدها بالمال والرجال والقوافل لتأديب العدوّ وتلقينه دروسًا لن ينساه إن بقي له وجودٌ بعد عدوانه الغاشم على اليمن، وقد صرحت القوات المسلحة اليمنية باستمرار الضربات لمزيد من المنشآت في بنك الأهداف، ولن تتوقفَ هذه العمليات حتى يرفعَ الحصارَ كليًّا عن اليمن جوًّا وبرًّا وبحرًّا.
ونحن نطل على العام الثامن من العدوان الظالم والحصار الخانق يدرك الجميع أن اليمنيين أصبحوا في موقف أقوى وقد استطاعوا تغيير موازين القوى وَحوَّلوا أُسلُـوب المواجهة مع العدوّ من الدفاع إلى الهجوم، وهذا جاءَ نتيجةً طبيعيةً لاستراتيجية النفَس الطويل التي أعلنها قائدُ الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- في بداية التحالف العالمي على ضرب اليمن وتدميره وأكّـدته استراتيجيةُ الصبر الجميل، وَينفذ هذه الاستراتيجيات رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وساندهم الشعب اليمني العظيم المؤمن الصابر الصامد بكل ما يملك، وسيكون النصر حليفنا بإذن الله مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ).
عاش اليمنُ حراً أبياً، ولا نامت أعينُ الجبناء.