تخرُّجُ الآلاف من طلاب الكليات العسكرية في دفعة موحدة تحت شعار “قادمون بجحافل جيشنا”
يدخل العام الثامن من الصمود في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، حاملاً معه وتيرة عالية من الاندفاع اليماني نحو تحقيق النصر المبين، ومع وعود قائد الثورة في خطاب الصمود الأخير تسلح الشعب اليمني بالمعنويات العالية والموجهات الهامة الكفيلة بإعادة رسم مسار المعركة وفق الرغبة والإرادَة اليمنيتين، وفي هذا المقام وانطلاقاً من وعيده للعدوان بعبارة “قادمون في العام الثامن، بجحافل جيشنا”، كانت القوات المسلحة اليمنية، أمس الأول الخميس، على موعد مع تخرج تاريخي للآلاف من أبنائها الضباط ممن تخرجوا من الكليات العسكرية بعد سنوات من التدريب والتأهيل، ليصبحوا بمثابة الدماء الجديدة التي تنعش جسد الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة، وتحمله نحو تحقيق المزيد من الانتصارات وتلقين الأعداء مزيداً من الدروس القتالية التي لا تعرف معادلات توازن القوى والعتاد والعدة، بل تعرف عدالة القضية وما تحمله من معانٍ سامية تقود الأبطال إلى ميادين البطولة بكل عنفوان لتحقيق النصر لليمن الكبير.
وفي عرض عسكري مهيب واحتفال غير مسبوق بحضور كبار قيادات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية، شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الخميس، حفل تخرج الآلاف من طلاب الكليات العسكرية “الكلية الحربية، الكلية البحرية، كلية الطيران والدفاع الجوي”، الذين اختاروا اسماً لدفعتهم فيه رسالة كبيرة للعدو تجعلهم يستحضرون وعيد قائد الثورة، حَيثُ سميت تلك الدفع باسم “قادمون بجحافل جيشنا” في رسالة تؤكّـد أن الاندفاع العسكري في هذا العام مغاير عن كُـلّ الأعوام، فتزامن دخول اليمانيين العام الثامن من الصمود، مع تخرج طلاب الكليات العسكرية يوحي بأن جحافل جيشنا التي توعد بها قائد الثورة الأعداء، حاضرة وبكل قوة لتكمل الحديث في ميادين الشرف والبطولة إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
القوات المسلحة ولّادة بالأبطال
وفي الاحتفال الذي نظمته هيئة التدريب والتأهيل في وزارة الدفاع، برعاية الرئيس المشير مهدي المشاط، القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، بحضور رئيس الوزراء ونائبه لشؤون الدفاع والأمن ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ورئيس جهاز الأمن والمخابرات، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والمدنية، شملت دفعة “قادمون بجحافل جيشنا” كلاً من “الدفعة الـ 54 من الكلية الحربية والدفعة الـ 29 من الكلية البحرية والدفعة الـ 36 من كلية الطيران والدفاع الجوي، فيما هنأ عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، القيادات العسكرية والشعب اليمني بتخرج الآلاف من أبناء اليمن الأبطال الذين قضوا سنوات التدريب والتأهيل بكل عنفوان رغم ظروف العدوان وما يحمله من غدر وإجرام ووحشية.
وفي كلمته خاطب عضو السياسي الأعلى الخريجين بقوله “أنتم أحرارنا ونريد أَيْـضاً أن نرى ذلك مثمراً في ميدان العمل، كما عهدنا ذلك في الدفعات التي سبقتكم”، مُضيفاً “نحن نراهن على شعب آهل بالقيادات، شعب يتواجد في كُـلّ مكان ولا يخاف من شيء ولا يحب الارتزاق ولا يمكن أن يقبل بأُولئك المرتزِقة”.
ونوّه الحوثي إلى الإضافة النوعية التي ستضفيها دفعة “قادمون بجحافل جيشنا” للقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبيّة في مواجهة العدوان وأدواته في مختلف الجبهات والمحاور القتالية، مؤكّـداً أن القوات المسلحة اليمنية ولادة بالرجال الأبطال والمقاتلين الشجعان العازمين على مواجهة كُـلّ المؤامرات المحاكة ضد اليمن واليمنيين.
تثبيت اليمن المنتصر.. صعود متصاعد على السلم العسكري
من جهته، ألقى رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، كلمة أشاد فيها بدور الكليات العسكرية في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان، مؤكّـداً أن التصدي للعدو مهمة الجميع في المؤسّسات العسكرية والمدنية.
وأكّـد رئيس حكومة الإنقاذ أن على دول العدوان القبول بنصيحة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى، قبل أن يندموا كون الوضع أصبح صعباً للغاية عليهم.
ونوّه بن حبتور إلى أن مبادرة الرئيس المشاط تأتي من منطلق قوة وليس من ضعف أَو انكسار، وتمثل فرصة كبيرة فوتها الأعداء دون معرفة تداعيات قرارهم الذين أخطأوا فيه بكل التقديرات والمقاييس، نظراً للوضع العسكري والأفضلية التي تعيشها اليمن بعد سبعة أعوام من العدوان والحصار.
وقال الدكتور بن حبتور “في مطلع العام الثامن استطاع جيشنا البطل تثبيت موقع اليمن المنتصر”.
ولفت إلى الوضع المخزي الذي يعيشه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي جراء المأزق الذي وقعوا فيه بعدوانهم وحصارهم وإجرامهم بحق الشعب اليمني الحر المقاوم.
وأشَارَ بن حبتور إلى الاستعداد القتالي الكبير الذي يملأ صفوف أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبيّة، مؤكّـداً استمرار التطوير والبناء العسكري على الصعيد البشري وصعيد التسليح المادي المتنوع.
الخريجون.. سنكون دماء جديدة للجيش المدافع عن الدين والوطن
بدورهم، أكّـد الخريجون في كلمة لهم استعدادهم العالي لرفد ميادين الشرف والبطولة بما تحتاجه من المقاتلين لتعزيز صفوف مواجهة قوى العدوان والاحتلال والارتزاق وتحرير الأراضي اليمني من براثن المستعمر الجديد والقديم.
ولفت الخريجون إلى أن العام الثامن من الصمود في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي سيكون حافلاً بالإنجازات الميدانية والعسكرية والقتالية، مؤكّـدين أن رفض العدوان لمبادرة الرئيس المشاط وإصراره على خنق الشعب اليمني بالتجويع والحصار سيكون عاملاً إضافياً يعزز الروح القتالية في صفوفهم ويزيد من وتيرة التحَرّك لتحقيق النصر لليمن واليمنيين.
وباركوا نجاح عمليات الردع العسكرية النوعية في عمق دول العدوان، مؤكّـدين أن تصاعد الردع ضد العدوان وأدواته لن يقتصر على التسليح الصاروخي والجوي، بل سيمتدُّ إلى خطوط التماس وجبهات القتال لتحقيق المزيد من الانتصارات وجني المزيد من المكاسب الميدانية التي تضيق الخارطة على جحافل العدوان ومرتزِقته، لافتين إلى القدرات القتالية والعسكرية التي اكتسبوها في “مصانع الرجال” المتمثلة في الكليات العسكرية.
وعبر الخريجون عن شكرهم للقيادة الثورية والسياسية لما أبدته من اهتمام ومتابعة حثيثة لطلاب الكليات العسكرية طيلة سنوات التدريب والتأهيل.
وفيما أَدَّى الخريجون القسم العسكري بالدفاع عن الدين والوطن وحماية اليمن وثرواته ومكتسباته، اعتلى عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ورئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور ونائبه الفريق جلال الرويشان ووزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي، وقيادات الكليات العسكرية، منصة التكريم لتكريم الأوائل من الدفع الخريجة بشهادات تقديرية وهدايا رمزية.
توقيت التخرج.. رسالة وتداعيات
وقد حضر الحفل المهيب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية عبدالله الحاكم ورئيس جهاز الأمن والمخابرات عبدالحكيم الخيواني ونائب رئيس هيئة التدريب والتأهيل بوزارة الدفاع العميد عبدالمجيد الرمام وقائد المنطقة الخامسة اللواء يوسف المداني ومدراء الكليات العسكرية، في حين تخلله عرض عسكري مهيب نفّذه الخريجون وفقرات متنوعة، أوصلت رسالة للعالم بامتلاك اليمن لجحافل من الجيوش القادرة على حمايته وردع قوى الاحتلال الطامعة في ثرواته، والساعية لإذلال وإركاع أبنائه.
وفي ذات السياق، يرى مراقبون وخبراء عسكريون أن توقيتَ تخرج الآلاف من طلاب الكليات العسكرية يخدم وبشكل كبير رؤى وخطط القيادة في التعامل العسكري مع مستجدات العدوان والحصار ومآلات التصعيد العدواني الذي تقوده السعوديّة والإمارات والذي تقول المؤشرات إن نتائجه ستكون كارثية على دول العدوان.
وقد وصف مراقبون هذا التخرج بالمؤشر الأول على دخول وعود قائد الثورة حيز التنفيذ بعد رفض العدوان مبادرة الرئيس المشاط، لا سيَّما أن المتخرجين ينتمون لمختلف الكليات العسكرية على الصعيد البري والبحري والجوي، ليعيدوا بهذا الإنجاز الضخ الكبير والفاعل لدماء القوات المسلحة وفتح مسار جديد من الرد والردع اليمني على قاعدة رسخها قائد الثورة ورسم فيها ملامح المرحلة القادمة من الصمود بعبارته “قادمون بجحافل جيشنا اليمني، وصواريخنا البالستية، وطائراتنا المسيَّرة، وقواتنا البحرية التي ستردع العدوّ إلى قعر البحر وتغرقه كما هو هلاك فرعون”.