من كتابِ الله نستمدُّ كُـلَّ شيء .. بقلم/ عبدالمجيد البهال
إنّ كتاب الله نستلهم منه القوة، والشجاعة، والحكمة، والإباء والصمود، والقول بالحق، ومواجهة الباطل، والثبات، وإباء الضيم، وجهاد أعداء الله ومواجهتهم في شتى المجالات الفكرية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية؛ لأَنَّ اللهَ جعله لنا نوراً نستضيءُ به في ظلمات الجهالة والضلالة فيخرجنا الله به من ظلمات الضلالة والجهالة إلى نور الإيمَان، فالقرآن الكريم كله قوة، كله عزة، كله شرف، كله رؤى صحيحة وحلول صحيحة تعطي كُـلّ من يسيرون على نهجه أن يكونوا بمستوى أن يضربوا أعداء الله كيفما كانوا، فلابد أن نتدبره وقد يسّر الله لنا ذلك، حَيثُ أنزله عربيا: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ويقول سبحانه: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر﴾.
يجب علينا أن نتلو كتاب الله بتدبر؛ لأَنَّنا إذَا تدبرنا آياته فسيهدينا الله، وَإذَا هدانا الله فسينصرنا ويعيننا ولكن لا يمكن أن يكون ذلك إلا إذَا اتقيناه والتزمنا بتوجيهاته -التي بيّنها في كتابه- التزامًا عمليًّا، وحقّقنا ذلك بالاتباع الفعلي والعملي لكتاب الله، وَإذَا أعاننا الله على اتباعه فقد هدانا سبل السلام، ومعنى أنه هدانا سبل السلام، أي: أنه ألهمنا وأعاننا على أن نتفهم القرآن، وأن نهتدي بالقرآن، وأن نتحَرّك بحركة القرآن، وأن ننطلق وفق توجيهات القرآن، وبذلك ندرك أهميّة اتباع القرآن، وهي أننا لا يمكن أن نضل ولا نشقى ولا نعمى بعد هداية القرآن؛ لأَنَّ الله يقول: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} ويقول سبحانه: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ فيجب علينا أن نعود إلى القرآن الكريم فنتدبر آياته، ونتأملها ونتفهمها، ونتدبرها بشكل جدي، وبروح عملية، وبشعور بالمسئولية.