مرتزِقة العدوان يهاجمون اتّفاق الهُـدنة بحملة شائعات لتضليل الرأي العام
المسيرة | خاص
مع دخولِ الهُـدنة التي أعلنتها الأممُ المتحدة يومَها الثالث، برَزَ مؤشرٌ سلبيُّ إضافي من جانب العدوّ تمثَّلَ في موجة شائعات وأخبار مزيَّفة تهدفُ لتضليل الرأي العام بخصوص الهُـدنة، وتسعى لتشويه صنعاء وتأليب الشارع ضدها تحت عناوينَ تكشف بوضوح أن تحالف العدوان يسعى من خلالها إلى صرف الأنظار عن اعترافه بمسؤوليته المباشرة عن معاناة اليمنيين.
من العناوين التي تمحورت حولها الشائعات عنوان “المرتبات”، حَيثُ تضمنت الحملة المعادية أخبارًا مزيفة عن قرب صرف مرتبات موظفي الدولة في إطار تفاهمات الهُـدنة، بما في ذلك المرتبات التي أوقفها تحالف العدوان منذ سنوات، وهو أمر لا صحة له؛ لأَنَّ الاتّفاق لم يتضمن أيَّ نص أَو إشارة بخصوص ذلك.
هدفُ هذه الشائعات كان واضحًا، وهو خداع الرأي العام ورفع سقف توقعاته وخُصُوصاً تجاه صنعاء، لينقلب عليها فيما بعد تحت عنوان “قطع المرتبات”، وهو أمر عمل عليه تحالف العدوان إعلاميًّا منذ سنوات.
العنوان الآخر كان انخفاض سعر الوقود، حَيثُ تزعُمُ الشائعات المعادية أن شركة النفط في صنعاء ستقوم بتخفيض سعر البنزين إلى أقل من ٦ آلاف ريال بمُجَـرّد وصول السفن المحتجزة، في محاولة أُخرى لاستباق وصول السفن بتوقعات عالية وغير واقعية؛ بهَدفِ تشويه شركة النفط واتّهامها بالتلاعب.
ناطقُ شركة النفط، عصام المتوكل، نفى صحة تلك الشائعات جملة وتفصيلًا، وأكّـد أنه سيتم حساب سعر البيع وفقًا للتكاليف كما هي العادة، وسيتم مكاشفة الجمهور بكل وضوح.
ارتباطُ حملة الشائعات هذه بتحالف العدوان كان جليًّا، فعلى الرغم من محاولة التغطية على مصدرها من خلال إنشاء حسابات مزيَّفة بأسماء قيادات وطنية، إلا أن المضامين وطريقة النشر حملت كُـلّ ملامح ومميزات استراتيجية التضليل الإعلامي التي يعتمد عليها العدوّ منذ سنوات، بما في ذلك تزوير الحسابات.
وحذر وزير الإعلام بحكومة الإنقاذ، ضيف الله الشامي، من أن “العدوّ ومرتزِقته الخوَنة يسعَون لبث الشائعات لاختراق وعي اليمنيين، حَيثُ يحاولون استغلالَ الهُـدنة لنشر أخبار عن صرف الرواتب تارة، وتارة يحدّدون أسعار البترول ويزيفون الحسابات للتشكيك في مصداقية القيادة”
وَأَضَـافَ الشامي: “من المهم الحذرُ والانتباه وعدم تناول الشائعات واعتماد المصادر الرسمية فقط في أي تناول إعلامي”.
ويرجِّحُ أن أبواقَ المرتزِقة الذين جمعهم النظامُ السعوديّ في ما يسمى “مشاورات الرياض” يقفون وراء بَثِّ هذه الشائعات، بإيعاز من مشغليهم في المملكة، وهو ما كان متوقعًا منذ الإعلان عن تلك “المشاورات”، حَيثُ كان من الواضح أن حرص السعوديّة على لملمة صفوف نشطاء المرتزِقة وأبواقهم يهدفُ لتوجيههم في حملات منظمة وممنهجة ضد صنعاء، وخُصُوصاً مع إعلان الهُـدنة التي وافقت عليها الرياض “مضطرة” لحماية منشآتها النفطية.
وقد مثلت الهُـدنة اعترافًا واضحًا من قبل تحالف العدوان بمسؤوليته عن معاناة اليمنيين من خلال التسبب بأزمات الوقود وإغلاق مطار صنعاء ومعابر تعز، وهو ما يبدو بوضوح أن تحالف العدوان يسعى للتغطية عليه من خلال تأليب الرأي العام ضد صنعاء واتّهامها بقطع المرتبات والتلاعب بأسعار الوقود.
وردًّا على الشائعات حول سعر الوقود، طالب ناطق شركة النفط، عصام المتوكل، المرتزِقة بأن يخفّضوا أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرتهم التي لا تعاني من أي حصار وليست عليها أية قيود، قبل أن يحدّدوا الأسعارَ في المناطق الحرة.
وذكّر المتوكل بأن سعر صفيحة البنزين وصل إلى أكثر من ٢٢ ألف ريال في عدن، و٢٦ ألف ريال في حضرموت، و٣٠ ألف ريال في شبوة.
وأشَارَ المتوكل إلى أنه من الأولى مطالبة سلطات المرتزِقة بصرف المرتبات؛ لأَنَّ عائداتها من النفط الخام تصل إلى ١٠٩ مليارات ريال شهريًّا ويتم نهبُها بالكامل.
إلى جانب ذلك، عمدت وسائل إعلام المرتزِقة إلى بث شائعات أُخرى تزعم أن قواتِ الجيش واللجان الشعبيّة خرقت الهُـدنة في جبهات مأرب وتعز وشنت هجماتٍ على مواقع المرتزِقة، وذلك في إطار محاولة تشويش الصورة وتضليل الرأي العام والتغطية على الخروقات المُستمرّة من جانب العدوّ.
وتهدفُ مثلُ هذه الشائعات إلى شحن الأجواء ومنح فرصة لتحالف العدوان للتلكؤ والمماطلة في تنفيذ التزاماته والتنصل عنها.
ويرى مراقبون أن مرتزِقةَ العدوان يحاولون إفشالَ الهُـدنة من خلال بث الشائعات فيما يتعلق بالجبهات؛ لأَنَّهم يتربحون من استمرار القتال، والهُـدنة تهدّد “تجارة الحرب” التي يديرونها.
وكان العديدُ من المرتزِقة قد عبّروا خلال الأيّام الماضية عن استياء كبير من الاتّفاق على الهُـدنة.