الهدنة ومراوغةُ العدوان .. بقلم/ أحمد المتوكل
الرئيس مهدي المشاط لم يدعُ إلى هُدنة، وإنما أطلقَ مبادرةَ سلام، ودعا إلى وقفِ العدوان وإنهاء الحصار وخروج قوات الاحتلال من كافة الأراضي اليمنية، مقابلَ وقف جميع العمليات العسكرية البرية والجوية والبحرية، وَوقف الهجمات في كافة الجبهات القتالية، وبدأ بإعلان البدء في ذلك، ولمدة ثلاثة أَيَّـام كمهلةٍ لتحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي ليعيدَ حساباته ويوقفَ عدوانه ويرفعَ حصاره ويخرُجَ من كافة الأراضي اليمنية!
لكن تحالف الشر كعادته في استخدام أُسلُـوب لبس الحق بالباطل، واستخدام سياسة المغالطات والمراوغة والتحريف للحقيقة والواقع، استقبل الإعلانَ وعرضه على مهندسي العدوان -أمريكا وبريطانيا وإسرائيل- فما كان منهم إلا تحريف مبادرة السلام التي أعلنها الرئيس المشاط وتحويلها إلى هُدنة!
أيُّ وقف جميع العمليات العسكرية، وفتح مطار صنعاء لرحلتين تجاريتين أسبوعياً نحو مطارَي القاهرة وعمّان لإدخَال المنتجات الأمريكية والإسرائيلية تحت غطاء صُنِع في مصر وصُنع في الأردن، والسماح لدخول 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة خلال شهرَي الهُدنة، بالرغم من أن ذلك حقٌّ، وليس مِنَّةً وفضلاً منهم، ويقول المبعوث الأممي إلى اليمن إن الهُدنة لمدة شهرين وقابلة للتجديد بموافقة الطرفين، أي أن يستمروا في احتلال اليمن ونهب ثرواته وسرقة المزيد من الترليونات، وإرسال السيارات المفخَّخة لشعبه وإطالة معاناته، وإعطاء تحالف العدوان فرصةً لترتيب أوراقهم وترقيع خزانات وقودهم.
هذه ليست أول هُدنة منذ بدء العدوان على اليمن، بل هي السادسة ولم يصدق تحالف العدوان في أيٍّ منها، ولنا في اتّفاق ستوكهولم عبرةٌ، حَيثُ لم يفِ التحالفُ بأيٍّ من بنوده.
التوقيتُ لهذه الهُدنة جاء بعد عمليات كسر الحصار الأولى والثانية والثالثة للقوات المسلحة اليمنية والتي استهدفت المنشآت النفطية لشركة أرامكو، حتى أصبحت مملكةُ الشر في مأزق من تلك الضربات بعد عجزها للتصدي للطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية، ولم تغنِ عنها أمريكا وبطارياتُ الباتريوت من البأس اليماني شيئاً، والحل الوحيد لكي تسلَمَ دول تحالف العدوان هو بوقف عدوانهم ورفع حصارهم، ولكنهم لا يريدون ذلك، فلجأوا إلى تقديم هُدنة عن طريق الأمم المتحدة التي تعتبر جزءًا لا تتجزأ من العدوان، والغطاء لكل جرائمهم، وقد تم رصد الكثير من الخروقات منها تحليق للطيران العدوان التجسسي وإطلاق قذائف على عدد من المحافظات.
لن تنطليَ على القيادة الثورية والسياسية مغالطاتُ العدوان ومراوغتُهم وطبعُهم في نقض المواثيق والعهود، خُصُوصاً أن القيادةَ في اليمن تعلمُ جيِّدًا بخبث نواياهم الشيطانية، والشعبُ اليمني يثقُ بالله وبقيادةٍ لن تألوَ جُهداً في سبل العيش الكريم ورفع المعاناة واسترداد كُـلِّ الحقوق المنهوبة.