هُدنة لن يستطيع معها العدوان صبراً .. بقلم د. مهيوب الحسام
إن العدوانَ على الشعب اليمني ليس طارئًا ولا حديثَ عهد على هذا الشعب بل عمره سبع سنوات ونيف ولا يزالُ، فهو لا يلتزمُ باتّفاق ولا يفي بوعد ولا عهد ولا اتّفاق ولا هُدنة، فهو بلا قيم ولا أخلاق ولا إنسانية ولا وجهَ ولو كان يمتلكُ ذرةً من ذلك ما قام بعدوانه الإجرامي أَسَاساً ولما قام بقتل الشعب اليمني وارتكبت جرائم الإبادة بحقه ولما حاصره وعمل قتله بالجوع وبالأسلحة الفتاكة وأسلحة الدمار الشامل وصواريخ اليورانيوم المنضّب وبالقنابل الفراغية والنيترونية والعنقودية وبالأسلحة البيولوجية وغيرها.
فكم من اتّفاقيات مع أدوات العدوان الرئيسة كيان بني سعود نقضتها وعهود قطعتها على نفسها ونكثتها ولنا مسيرةٌ طويلةٌ معها ومنذ ثلاثينيات القرن المنصرم ومسيرة حديثة منذ بداية العدوان في الـ 26 من مارس 2015م لا يتسع المقام لحصرها؛ ولذلك فلا ثقةَ للشعب اليمني بالتزام العدوان اتّفاق أَو وعليه فَـإنَّ الهُدنة عمل العدوان بنفسه على خرقها منذ لحظاتها الأولى ما بالك بمرتزِقة العدوان ومليشياته والتي ليس لها رأسٌ واحدٌ ولا قيادة واحدة وهي ذات وَلاءات مختلفة منها ما يتبع الأدَاة الإماراتية ومنها ما يتبع الأداة السعوديّة ومنها ما يتبع ويوالي قطر ومنها ما يوالي تركيا… إلخ.
إن أسبابَ إعلان العدوان على الشعب اليمني أصبحت معروفة بشكل واضح وجلي وأطماع العدوان أصيله وأدواته في اليمن لم تعد خفية على أحد وهي كثيرة ولسنا هنا في معرض سردها ولكن بجب أن نذكرَ بأن تركيز العدوان كان ولا يزال على السواحل والجزر والمنافذ البحرية اليمنية وتأتي تعز المخاء وباب المندب في أولويات ذلك، إضافة إلى المحافظات النفطية مأرب والجوف وحضرموت والمهرة، وكما كانت اليمن تعز كموقع جغرافي جيواستراتيجي هي البداية في أطماع ومخطّطات كُـلّ القوى والإمبراطوريات الاستعمارية التي عملت على غزو اليمن فَـإنَّ تعز اليمن ولا أقصد المدينة وإنما الساحل الغربي هي النهاية لكل القوى الكبرى والإمبراطوريات التي غزت اليمن وهي بعون الله نهاية هذا العدوان.
إن الهُدنة المعلنة من قبل المبعوث الأممي بين اليمن ودول تحالف العدوان في اليمن ورغم أنها لا تلبي شيئاً من حاجة الشعب اليمني العظيم الصابر الصامد بوجه العدوان الذي يجترحُ بطولاتٍ أُسطوريةً ويحقّق انتصاراتٍ إعجازية للعام الثامن ومع ذلك فَـإنَّ العدوان لن يستطيع معها صبراً ولن يستطيع كذلك صبراً مع هذا الشعب؛ لأَنَّ هذا العدوان أغبى مما نتخيل، سيقوم هو بخرقها ولذلك فَـإنَّ صمودَ الهُدنة ليس مضموناً بوجود هكذا عدوان إجرامي هو الأغبى في التاريخ، وما يعنينا هنا هو أن نتوكَّلَ على الله ونأخُذَ بالأسباب ونثقَ بالله ونصره لنا ونثقَ بقيادتنا، إن اللهَ بالغُ أمرِه قد جعل الله لكل شيء قدرًا.