مأساة وانتصار .. بقلم/ دينا الرميمة
في معركتهم مع السرطان تتعالى النبضات وتلهج الألسن بالدعاء أمام غرفة العلاج الإشعاعي خشية توقف الجهاز قبل أن يأخذ الجميع جرعته!!
الآلاف من المصابين بالسرطان يجمعهم نفس المسمى بينما تختلف نسب تفشيه فيهم وأوجاعهم تجمعوا بمركز الأورام بصنعاء لتلقي جرعة أمل بالحياة، وفي الوقت نفسه المركز يدق ناقوس الخطر إيذاناً بتوقف عمل كافة الأجهزة الأمر الذي سينجم عنه كارثة كونه المركز الوحيد باليمن الخاص بمعالجة الأورام ويستقبل الحالات من مختلف المدن اليمنية وبازدياد كبير في عدد الحالات يؤكّـد الأطباء أنها نتيجة استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دوليًّا، في بلد دمّـر العدوان الكثير من منشآته الطبية وتوقف بعضها عن العمل جراء الحرب والحصار للأدوية والمشتقات النفطية منع دخول الأجهزة الطبية البديلة للأجهزة المتهالكة.
تدمير البنية التحتية لهذه القطاع كان سلاحاً آخر لدول العدوان لقتل من لا تطاله غاراتهم العدوانية في ظل صمت أممي ودولي أكّـد لليمنيين أنهم ليسوا إلا شريك في هذه الحرب التي جعلت من اليمن بؤرة للموت والموت فقط..
وليس ما ذكر أعلاه إلا صفحة من صفحات عدة للمعاناة التي يتكبدها اليمنيون جراء الحصار والحرب الاقتصادية واحتجاز سفن المشتقات النفطية ما تسبب في شلل كلي للخدمات الأَسَاسية والحيوية للمواطن اليمني وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة من القيادة اليمنية لدول العدوان من مغبة الاستمرار في الحصار الأمر الذي لن يقف أمامه اليمنيون مكتوفي الأيدي بيد أن السعوديّة ما زالت تراهن على سلاح الحصار لصنع النصر، ما جعل اليمنيون ينفذون ضرباتهم الكاسرة للحصار في العمق السعوديّ.
ثلاث عمليات كاسرة للحصار أضرمت النيران في المنشآت النفطية والحيوية على طول المملكة وعرضها وقفت أمامها المملكة عاجزة عن إخماد النيران أَو حتى تكذيب الخبر كما هي عادتها، إنما أعلنتها للعالم خلو مسؤوليتها عن نقص إمدَاد الطاقة بما يدلل أن حجم الاستهداف كان كَبيراً جِـدًّا، ما جعل العالم كله يسعى للبحث عن مفاوضات مع اليمن والقبول بالهدنة التي أعلن عنها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط وحذرهم السيد القائد بأنهم سيندمون في حال عدم اغتنامها، وعليه أعلنت الأمم المتحدة هدنة إنسانية عسكرية لمدة شهرين قابلة للتجديد.
بنودها هي أولا إيقاف العمليات العسكرية براً وجواً وبحراً في الداخل والخارج وَأَيْـضاً فتح ميناء الحديدة لاستقبال ثمانية عشرة سفينة تجارية، فتح مطار صنعاء وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين كُـلّ أسبوع!!
هذه الهدنة المزمنة وإن كانت لا تلبي مطالب اليمنيين المتمثلة بالإيقاف الكلي للحرب وإنهاء الحصار، ويرى الكثير أن هذه الهدنة أتت لصالح السعوديّة التي بات الخوف يأكلها من الضربات اليمنية وكذلك الأوروبيين وأمريكا الذين منع عنهم بوتين المشتقات النفطية ويرون بالنفط السعوديّ بديلاً عن الروسي لذلك هم اليوم يتهافتون على أية هدنة تضمن سلامة النفط السعوديّ، إلَّا أنها وبلا شك ستخفف كَثيراً من المعاناة التي أثقلت كاهل اليمنيين وستعمل على استقرار الوضع الاقتصادي في حال التزمت دول العدوان بتنفيذها وإلا فَـإنَّ اليمنيين يؤكّـدون أن أيديهم التي ستوقع على القبول بالهدنة هناك مثلها ضاغطة على الزناد وعلى الباغي تدور الدوائر.