مسرحية الرياض الهزلية وضرورةُ تحَرّكنا بمسؤولية .. بقلم/ محمد موسى المعافى
مرت 7 سنوات من العدوان السعوديّ الأمريكي على بلدنا سقطت فيها كُـلّ الأقنعة وفشلت كُـلّ المؤامرات والخطط الخبيثة التي أرادوا من خلالها إركاع هذا الشعب، استخدموا كُـلّ أشكال وأنواع الأسلحة وفي مقدمتها الأسلحة المحرمة دوليًّا ولكنهم اصطدموا بشعب أرسخ ثباتًا من جباله وأكثر صلابة من صخوره، فكان اليمن -بتأييد الله ورعايته وبمنهجه ومشروعه وقيادته- صخرةً تحطمت على جدارها كُـلّ مؤامرات الخبث والدناءة والانحطاط.
اتجه النظام السعوديّ بتوجيهات أمريكية نحو هُدنة أطلقوا عليها إنسانية ولا إنسانية لهم وَلا يمكن أن يكون هناك إنسانية لمن قتل الأجنة والطفولة وَوأد البنات والأمومة وارتكب أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، حاشى لعدو الإنسانية أن يوقف عدوانه من منطلق الإنسانية.
لم يبرم اتّفاق الهُدنة إلَّا بعد ما تعرض له من ضربات موجعة من أبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ومن منطلق القرآن الذي أخذنا منه مشروعية الرد والدفاع اتجهت القيادة نحو الاتّفاق على هذه الهُدنة الإنسانية.
ولكن يبدو أن العدوّ لا يريد أن يتجه نحو السلام، فهو يحاول إعادة ترتيب أوراقه ولملمة صفوفه واستعادة أنفاسه، وقد ظهر ذلك جليًّا من خلال مسرحية الرياض الهزلية التي جمع فيها المرتزِقة المتفرقين في مجلس واحد؛ تدشيناً لمرحلة جديدة وأُسلُـوب جديد من العدوان على بلدنا.
لذلك فَـإنَّ من الواجب علينا خلال هذه الفترة التحَرّك الجاد والمسؤول في حشد المقاتلين واستنهاض القاعدين واستنفار المجتمع وبذل أقصى جهد في التعبئة العامة واستغلال الطاقات الإيمَـانية التي تتحصل لنا من خلال شهر رمضان المبارك للنهوض بمسؤوليتنا ومواصلة مشوار الصمود والثبات؛ دفاعاً عن عزتنا وكرامتنا التي قدمنا لأجلها الآلافَ من خيرة رجالنا شهداء.
لا بُـدَّ من استشعار المسؤولية خلال هذه المرحلة وأَلَّا نركنَ إلى المعتدين ولا ننخدعَ بدعايات الظالمين (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
لا بد من استشعار خطورة هذه المرحلة وأن نكون على مستوى عالٍ من اليقظة والجهوزية لأي طارئ، مستعينين بالله القائل (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ).