أزالوا ذريعة عدوانهم فبأية ذريعة بعدها يعتدون؟! بقلم د/ مهيوب الحسام
بعدَما فشل وأفلس العدوان على الشعب اليمني خلال 7 سنوات ونيف، ووصل إلى يقين بدنو هزيمته النهائية الناجزة في كُـلّ جبهات المواجهة وعلى كافة الصعد، خُصُوصاً بعد عمليات كسر ظهره بعمليات كسر الحصار، وبالذات الثالثة تحَرّك وهو في حالة دوار السقوط فجمع مالَه الذي لم يعد ذا قيمة وعدّده، وبدلاً عن أن يواجهَ واقعَه الأليمَ ويستجيبَ لمبادرة الرئيس المشاط الممثل الحقيقي والوحيد للشعب اليمني، اتجه نزولًا عند رغبة أصيله لجمع مرتزِقته من نزلاء فنادقه في مؤتمر لا يعني أحدًا سواه ليعمل منه مخرجاتٍ تنهي شمّاعته الزائفة في العدوان على هذا الشعب؛ علَّها تنقذه من ورطته وهزيمته المحقّقة وهيهات.
ونتيجة لحماقة العدوان وغبائه وهو يخطط لإخراج نفسه عن عدوانه وتحمل مسؤولياته والنأي بنفسه عنها فاته أمران في غاية الأهميّة:
أولاً: فاته أن يدركَ أنه أنهى ما كان يسميه “شرعية” المبرّر الواهي لعدوانه.
ثانياً: وهو يخطِّطُ لتحويلِ عدوانه لاحترابٍ داخلي يمني وتطويل بقائه في الأراضي اليمنية التي احتلها وربما لعمل اتّفاقيات ومعاهدات وما إلى ذلك مع مرتزِقته فات أدواتُ العدوان أن تدركَ أنها بهذا كشفت عن نفسها وأسقطت أوراقَ توتها وأثبتت بشكل جلي بأنها المنفذُ الرئيسُ للعدوان وأن مرتزِقتها موظفون لديها، كما هي موظفة لدى أصيل العدوان، وأنها بهذا لن تستطيع البقاءَ في السواحل والمنافذ والجزر البحرية اليمنية وفي محافظات بعينها تعز والمهرة وحضرموت مثلاً.
بات هذا الشعب العظيم المواجه للعدوان يدرك اليوم جيِّدًا أن استبدال المرتزِق الدنبوع 1 بمرتزِق دنبوع 2 اسمُه “رشاد العليمي” لم يأتِ من فراغ وإنما ضمن مخطّط جديد للعدوان الأصيل بأدواته التنفيذية أَو تحقيقاً لأطماعه القديمة الجديدة في اليمن لموقعه الجغرافي الجيواستراتيجي للسيطرة على سواحله ومنافذه البحرية وجزره، والمدخل الأول لذلك تعز؛ لما تتمتع به من موقع جغرافي من ميناء المخاء وباب المندب وجزر ميون وحنيش وزقر وربط ذلك بجزيرة سقطرى وغيرها كانت ولا تزال مطمعًا للدول الاستعمارِية وما تمثله من كتلة ديمغرافية، فعمل المستعمر كُـلّ ما بوسعه لاستهدافها بكل وسائل وأنواع الحرب الناعمة لاستخدامها لاحقًا.
وبعد فشله في كُـلّ خطواته السابقة من إذكاء الطائفية والمناطقية، يحاول بهذه الخطوة جاهدًا جمعَها تحت عنوان مناطقي خلف دنبوع من تعز مجرَّب بإخلاصه للعدوان للالتفاف حوله واستخدامها كوقود في حرب تحقّق أطماعَه حسبما يظن واهمًا.
لهذا كان لا بد للعدوان من إيجاد هذه المسرحية الهزلية وإخراجها بهذا الشكل، وهذا أقصى ما يمكنه فعله بعد 7 سنوات ونيف من صمود وثبات وانتصارات الشعب اليمني وكذا ضرباته المسددة لمنشآته العسكرية والحيوية في عمقه وكسر ظهره في عمليات كسر الحصار وما فعلته الثالثة من كسر عظم ظهر العدوان أتت به سريعًا لهُدنة غير منفَّذة حتى الآن.
ولغبائه وسوء تقديره، قام بإنهاء ذريعته شماعة “الشرعية” في العدوان على الشعب اليمني فبأيِّ ذريعة “شرعية” زائفة بعدها يعتدون؟!